منتديات حبة البركة - العرق سوس وما ادراك ما العرق سوس

لعرق السوس.. تاريخ طويل في العالم الغربي و الشرقي كذلك . وصفه ابقراط (ابو الطب) علاجا نافعا للسعال و البو وغيرهما من متاعب الجهاز التنفسي و اطلق عليه: الجذر الحلو او باللغة اليونانية : glukos riza...و من هذه التسمية جاء اسم فصيلة نبات عرق السوس glycyrriza...ثم قام الرومان بتغيير ذلك الاسم الى:liquiritia و الذي تطور بعد ذلك الى اسم عرق السوس الحالي:licorice.

العلاج بعرق السوس :
كان ابقراط على حق حين اطلق على عرق السوس اسم الجذر الحلو, فقد اثبتت الدراسات الحديثة ان جذور عرق السوس اكثر حلاوة من السكر الابيض بحوالي 50 مرة كما اثبتت الدراسات ماهو اهم من هذه الحلاوة... وهو وجود مادة كيماوية بالجذور (الجزء المستخدم في العلاج) لها فوائد صحية عديدة.. و هذه مادة حامض الجليسيريتنيك.

عرق السوس و السعال :
يؤيد اغلب خبراء طب الاعشاب الاستخدام القديم لعرق السوس كملطفلاللسعال. و يرجع هذا المفعول الى الحامض الموجود بالجذور. و نظرا لهذه الخاصية, تدخل جذور عرق السوس ضمن العديد من مستحضرات ادوية السعال الشائعة في اروبا و لما له من فوائد متعددة.

للذين يشكون من قرحة المعدة : عرق السوس يتحدى التاجامت
في سنة 1946 لاحظ صيدلي دانمركي ان مرضى قرحة المعدة يقبلون على شراء الحلوى التي يدخل في تحضيرها عرق السوس.. و لما استفسر عن ذلك منهم, اخبره بعضهم بان هذه الحلوى تخفف عنهم الم القرحة لفترة طويلة من الوقت و اكثر من اي دواء استعملوه و بسرعة انتشر ذلك الخبر في الاوساط العلمية.. و قامت الدراسات حول هذه الفائدة لنبات عرق السوس.. و توصل الباحثون الى ان حامض عرق السوس يؤدي بالفعل الى التئام القرح سواء في حيوانات التجارب او عند الانسان و نشرت نتائج هذه الدراسات مجلة لانست و صحيفة الجمعية الطبية الامريكية.
لكنه حين استخدم عرق السوس في علاج القرح لمدة طويلة اتضح انه يتسبب في حدوث احتجاز للماء و الملح بالجسم مما يؤدي لارتفاع ضغط الدم و تورم القدمين. و وجد الباحثون ان هذا المفعول يرجع الى حامض عرق السوس والذي يمتاز بمفعول شبيه بهرمون الدوستيرون الذي تفرزه الغدة الكظرية. وفي خلال فترة السبعينيات ظهر دواء علاج قرحة المعدة الشهيرة المعروف باسم تاجامت .. و في نفس تلك الفترة عادت الابحاث من جديد للمضاهاة بين مفعول هذا الدواء و مفعول عرق السوس.. فوجد الباحثون ان تاجامت له مفعول قوي في علاج قرحة المعدة و خاصة و انه و عرق السوس لهما نفس الفاعلية تقريبا في علاج قرح الامعاء الرفيعة و التي اهمها قرحة الاثنا عشرى.. لكن اتضح كذلك ان عرق السوس يتفوق على التاجامت في ان مفعوله يؤدي الى التئام القرح تماما.. اي انه من الصعب ان تعود الاصابة من بعد الشفاء على عكس ما كان يحدث مع التاجامت.
و اخيرا قرر الباحثون تقديم عرق السوس للعلاج مع اختزال الحامض الموجود بالجذور الى نحو 98% لتفادي مشكلة احتجاز الماء بالجسم.. و تم انتاج هذا الدواء باسم(deglycrrhizinated licorice or dgl). و هذا الدواء صار في الحقيقة موضع جدل بين الباحثين. ففي امريكا يقولون : انه ضعيف الفاعلية.. بينما يقول عنه الاروبين ان له مفعولا ممتاز في علاج القرح يفوق مفعول التاجامت.. لكنه من المتوقع بناء على الابحاث الجارية ان يعدل الامريكيون عن رايهم و يشيع استخدام هذا الدواء ببلادهم كما هو شائع الاستخدام في اوروبا.
نستخلص من هذه الحكاية الطويلةان مريض قرحة المعدة او الاثنا عشرى يمكن انيعتمد على تناول عرق السوس كعلاج فعالل للقرح و لكن حذار من ان يتناوله بكمية كبيرة لفترة طويلة من الزمن بل يتناوله على فترات متباعدة و بكميات قليلة حتى لا يتعرض لخطر ارتفاع ضغط الدم. و يتناول كذلك الحلوى المصنعة من عرق السوس على على ان يراعى الاقلالمنها حتى لا تحدث اية اعراض جانبية. كما يمكن ان يسعى للحصول على دواء عرق السوس المنزوع الحامض(dgl)
لعله يجدي في علاجه.

التهاب المفاصل(الروماتيزم) :
يتميز عرق السوس بمفعول مضاد للالتهابات خاصة المفصلية... ويمكن الاعتماد عليه في

صورة مشروب للانتفاع بهذه الفائدة. كما وجد الباحثون ان حامض عرق السوس gl يمكن ان يستحضر منه دهان لعلاج حالات الاكزيما او التهاب الجلد مثل: مراهم الكورتيزون المستخدمة لهذا الغرض.

الاصابة بالهربس :هربس هو .. فيروس يصيب عادة احدى زوايتي الفم محدثا بها حويصلات صغيرة لها قواعد حمراء.. و تنتشر الاصابة به في اوقات البرودة من فصل الشتاء و لذلك يطلق على هذه الاصابة احيانا قرحة البرد حيث انه تتحول فيما بعد الى شبه قرح. وقد تحدث الاصابة بالهربس كذلك في الاعضاء التناسلية. اما عن علاقة عرق السوس بهذا الموضوع فهي علاقة مهمة و مثيرة .. فقد اكتشف الباحثون حديثا ان عرق السوس يزيد من انتاج الخلايا لمادة تسمى انترفيرون و هو مركب مضاد للعدوى الفيروسية من انتاج خلايا الجسم و هي نفس المادة التي يعتمد الاطباء على تحضيرها صناعيا لعلاج مرض الايدز و تعتبر من ضمن العلاجات الاساسية الموجودة حاليا. ومعنى هذه الفائدة العظيمة التي نشرت في الابخاث الحديثة بعلم الميكروبات و المناعة ان عرق السوس يمكن ان يساعد الجسم في التصدي للعدوى الفيروسية بما في ذلك عدوى الايدز.. و ان لم تنتشر الابحاث هذا المعنى بالتحديد. و لعلاج تقرحات البرد(الهربس) بعرق السوس توضع بودرة جذور عرق السوس على مكان الاصابة فذلك يساعد على التئامها.

عرق السوس لمحاربة العدوى :
اما بالنسبة للعدوى بالبكتيريا فتنتشر الدراسات المعملية الى ان عرق السوس له مفعول مقاوم لانواع كثيرة من البكتيريا المسببة للامراض كالتهاب اللوزتين و الحمى القرموزية و تلوث الجروح . كما ان عرق السوس يقاوم العدوى بالفطر المسيي لمونيليا المهبل. و بذلك يمكن استخدام بودرة عرق السوس ظاهريا للوقاية من تلوث الجروح و تطهيرها..

عرق السوس و تليف الكبد :
استخدم الصينيون القدماء عرق السوس لعلاج متاعب الكبد عامة. و تشير دراسات حديثة اجريت في بعض جامعات اسيا الى ان عرق السوس يساعد في السيطرة على التهاب الكبد و يحسن من وظائف الكبد في حالات التليف.

فوائد محتملة عن عرق السوس :
يتميز عرق السوس بمفعول مضاد للاورام السرطانية للخلايا الملونة و ذلك في حيوانات التجارب (ورم يصيب خلايا الميلانين او الصبغيات الملونة التي توجد في الجلد و كذلك في العينين و الجهاز العصبي).. و يعلل الباحثون هذا المفعول بان عرق السوس يرفع من مقاومة الجهاز المناعي و من المعتقد ان ينطبق هذا المفعول على بني الانسان.

كيف تستخدم عرق السوس في العلاج؟
لتطهير الجروح تنثر بودرة جذور عرق السوس على الجرح بعد غسله بالماء و الصابون كما يستخدم بنفس هذه الطريقة لعلاج تقرحات البرد(الهربس).
لعلاج الم الحلق تضاف كمية من بودرة عرق السوس لاي مشروب عشبي مفضل مثل النعناع.
يستخدم مغلي عرق السوس (يجب استشارة الطبيب المعالج) لعلاج متاعب الكبد او التهاب المفاصل او قرحة المعدة او الاثنا غشرى كما يستخدم كذلك كعلاج لمقاومة العدوى يحضر المغلي بغلي نصف ملعقة من بودرة عرق السوس في ملء فنجان ماء.. و يشرب من 1-2 فنجان يوميا.