عرض مشاركة واحدة
قديم 03-08-2019, 05:14 PM   #1


الصورة الرمزية مجموعة انسان
مجموعة انسان متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 4
 العلاقة بالمرض: مصابة
 المهنة: لا شيء
 الجنس ~ : أنثى
 المواضيع: 56493
 مشاركات: 6368
 تاريخ التسجيل :  Aug 2010
 أخر زيارة : اليوم (03:02 AM)
 التقييم :  95
 مزاجي
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 9,478
تم شكره 17,570 مرة في 8,937 مشاركة
افتراضي لا إله إلا هو خالق كل شيء 




يقول تعالى في سورة"الأنعام":(ذلكم الله ربكم لا إله إلا هو خالق كل شيء فاعبدوه وهو على كل شيء وكيل).

وقال في سورة"غافر":(ذلكم الله ربكم خالق كل شيء لا إله إلا هو فأنى تؤفكون) هاتان الآياتان تدلان على عظمة الله عز وجل في الوحدانية وفي الخلق فقدم في الآية الأولى التوحيد على الخلق بينما قدم في الآية الثانية الخلق على التوحيد فما السر البياني في هذا الإختلاف بين هاتين الآيتين؟

في سورة "الأنعام" سياق الآية يتحدث عن الذين افتروا على الله عز وجل وأشركوا في ذات الله تعالى وزعموا أن لله ندا وشريكا وزعموا ان لله الولد كما قال تعالى:(وجعلوا لله شركاء الجن وخلقهم وخرقوا له بنين وبنات بغير علم سبحانه وتعالى عما يصفون بديع السماوات والأرض أنى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة وخلق كل شيء وهو بكل شيء عليم)هذه الآيات لما نسب المشركون لله الشريك والولد رد الله عز وجل عليهم بقوله:(ذلكم الله ربكم لا إله إلا هو خالق كل شيء) فقدم ما يستلزم السياق وهو شهادة التوحيد التي تدل على عظمة الله عز وجل وعلى وحدانيته فزعم المشركون أن لله شريكا فرد الله عز وجل على سبيل الإخبار بقوله تعالى:(ذلكم الله ربكم لا إله إلا هو) فقدم الأهم في السياق وهي شهادة التوحيد .

أما في سورة "غافر" السياق يتحدث عن خلق الله عز وجل وعن عظيم خلقه وعظيم صنعه وبديع صنعه في الكون كما قال تعالى:(لخلق السماوات والأرض اكبر من خلق الناس ولكن أكثر الناس لا يعلمون) ثم أعقب الله عز وجل بعدها بقوله:(الله الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه والنهار مبصرا) إذن فسياق الآية يتحدث عن الخلق لذا قال بعدها:(ذلكم الله ربكم خالق كل شيء لا إله إلا هو فأنى تؤفكون) .

خلاصة الكلام إذن أن الله تعالى لما أراد أن يرد على المشركين الذين زعموا أن لله شريكا وندا وولدا قدم الله تعالى التوحيد على الخلق حتى يفند قولهم ويؤكد وحدانيته لذا قال:(ذلكم الله ربكم لا إله إلا هو خالق كل شيء) ولما تحدث عن الخلق وبديع خلقه وصنعه قدم الخلق على التوحيد ليؤكد أنه هو خالق كل شيء في الوجود فقال:(ذلكم الله ربكم خالق كل شيء لا إله إلا هو)فكل كلمة في القرآن الكريم إلا وتوضع في مكانها الخاص بها حسب السياق الذي جاءت فيه وهذا من بديع القرآن وبيان نظمه مما يدل على أنه من عند الله تعالى.

ساعد في النشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك





 
 توقيع : مجموعة انسان







رد مع اقتباس