بعد انقضاء اسبوع في(باد جودسبيرج) جاء وقت التنويم في مستشفى العلاج الطبيعي او مستشفى الدكتور(اوليرت) بعد ترتيب الاوراق اللازمه واخذنا (ابو صفوت) الى هناك واعطينا غرفه لنا نحن الاثنين - والدي وانا ...
المستشفى من الخارج
والحقيقة ان مستشفى الدكتور (اوليرت) ليست بالمستشفى الجديده ولكنها تحتوي على مميزات كاملة للمرضى وخصوصا للمعاقين . واكثر من ذالك فان التدفئة رائعة في هذا المستشفى خصوصا واننا ذهبنا في فترة الشتاء .
والشتاء في المانيا له قصة اخرى فالبرد هناك لايمكن ان يطاق ، الا ان نظام الاضاءة في المستشفى الذي يعتمد على الشمس بالدرجة الاولى يجعلك تشعر انك جالس وسط حديقة رائعه حيث يمكن للمريض ان يرى الاشجار من كل صوب الا انه جالس في مكان دافئ وهذه من مميزات هذا المبنى
واكثر من ذلك ان المسابح المخصصة للمرضى وغيرها (سنتحدث عن المسابح لاحقا) تشعرك وكانك بوسط الحديقة الا ان جو المسبح دافئ على خلاف الجو الخارجي وهذه بحد ذاته متعه.
وبعد وصولي تم اعطائي عربة خفيفة تساعدني على المشي لمسافات اطول حيث ان العلاج الطبيعي يستمر من الصباح وحتى الساعة الثانية عشرة ظهرا بعدها للمريض الخيار في البقاء في المستشفى او الخروج الى الاسواق للتجول ولهذا اعُطيت تلك العربه...
الاستقبالفي الاسبوع الاول لم يسمح لي باداء التمارين الرياضية في المسبح ، ولابد من اجراء تحليل دم للتاكد من خلوي من الامراض المعديه قبل الدخول الى المسبح الذي يرتاده عدة مرضى
والمسابح في المستشفى نوعين :
المسبح الكبير : وهو ليس للمرضى وانما هو عبارة عن نادي صحي جميع مرتاديه من الاصحاء الذين يريدون تقوية لياقتهم البدنيه.
المسبح الاصغر منه: وهو لمرضى المستشفى من المعاقين وغيرهم لاجراء تمارين لتقوية العضلات حيث ان كثير من التمارين يسهل اداؤها داخل الماء نظرا لانخفاض وزن الانسان الى 10% فقط من وزنه الحقيقي وبالتالي يشعر بحرية اكثر في اداء التمارين.
كنا كل يوم بعد الغداء نخرج الى السوق - والدي وانا - لتغيير جو المستشفى مستخدما تلك العربة الرائعة في السير ولم اسقط ابد وانا ادفعها امامي وهي خفيفة لدرجة امكانية حملها داخل الترام وانزالها منه كما انها تحتوي على كرسي يمكن الجلوس عليه وقت الحاجه بالاضافة الى سله لحمل المشتريات مثلا...
والمشكلة الوحيده في المستشفى هي مسالة الاكل فالبهارات الالمانية التي توضع في الاكل ممكن تحمُلها لمدة اسبوع او اثنين ، ولكن بعد ذلك لا استطيع تحملها ، والمشكلة ان غالبية المطاعم العربية هناك تضع بعضا من تلك البهارات على الاكل العربي مما يجعله غير مقبول لنا - كعرب - وفي هذه الحالة لجانا الى المطاعم التركيه فهي الاقرب الى الاكل العربي ولاتستخدم البهارات الالمانيه في طعامها.
قضيت في المستشفى مايقرب الشهر وثلاث اسابيع واجريت جميع التمارين المطلوبة ولكن بدون فائدة تذكر ، وتذكرت طبيبي هنا في الرياض عندما طلبت منه تحويل لاجراء علاج طبيعي قال لي بالحرف الواحد:لامانع ... ولكن لن تنفعك ... وصدق .
وقبل نهاية تلك المدة بحوالي اسبوع اكتشفوا - من التحاليل الدوريه - ان لدي مشكلة في المسالك البوليه وتم تحويلي الى استشاري متخصص في مستشفى بون الجامعي واكتشف من الاشعه ان لدي تضيق في الحالب الايسر(القناة الموصله بين الكلية والمثانة) وان هذا التضيق قد يؤدي الى تلف الكليه في حال انسداد الحالب وقرر لي عملية جراحية بعد اسبوع.
وقبل ان اتنوم في المستشفى الجامعي غادر الوالد عائدا الى الرياض لظروفه الخاصه وبقيت وحدي مع (ابوصفوت) الذي اخذني في الموعد المحدد الى المستشفى لاراء العملية وهناك صارحني الدكتور(اوليرت) بحقيقة ان التضيق الحاصل في اسفل الحالب قابله تضخم كبير في اعلاه ، واراني الاشعة التي اجريتها في وقت سابق، وقال لي انه اذا ثبت ان هذا التضخم ورم خبيث فلابد من استئصال الكلية والحالب معا ولا نستطيع ان ناخذ منك اذنا حيث انك تحت التخدير ومن الصعب اخذ رايك. اي انه سيتم تحليل عينة من التضخم الحاصل للتاكد من ماهيته ثم يقررون ماذا يفعلون ... فتوكلت على الله سبحانه وتعالى.
اجريت العمليه وثبت ان التضخم حميد والحمدلله واكملت المدة المقررة بعد العملية وعدت الى البلاد حيث انه لايمكن العودة للعلاج الطبيعي بعد اجراء عملية حسب كلام الدكتور (اوليرت) ، وبالمناسبة عانيت من الاكل في المستشفى الجامعي كما عانيت منه في مستشفى الدكتور (اوليرت)
يتبع...