الموضوع: مفاتيح الرزق
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-08-2020, 04:16 PM   #2


الصورة الرمزية مجموعة انسان
مجموعة انسان متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 4
 العلاقة بالمرض: مصابة
 المهنة: لا شيء
 الجنس ~ : أنثى
 المواضيع: 52606
 مشاركات: 6368
 تاريخ التسجيل :  Aug 2010
 أخر زيارة : اليوم (12:08 PM)
 التقييم :  95
 مزاجي
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 9,478
تم شكره 17,570 مرة في 8,937 مشاركة
افتراضي  



الخطبة الثانية:



الحمد لله …



أما بعد:



يشغل بال كثير من الناس طلب الرزق، وكيف يكون؟ ويلجأ بعضهم إلى طرق ملتوية، ومحرمة للحصول على الأرزاق، وما علم أولئك أن الحرام يمحق البركة، وجهلوا الأسباب الشرعية التي بها يُستجلب الرزق، وبها تفتح بركات السماء، فإليك -يا عبد الله- ثمانية أسباب شرعية، بها يُستجلب الرزق، هل تستطيع حفظها والأهم العمل بها؟



أولاً: الاستغفار والتوبة، قال الله -تعالى-: (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا)[نوح: 10-12].



قال القرطبي -رحمه الله-: "هذه الآية دليل على أن الاستغفار يُستنـزل به الرزق والأمطار".



وقال ابن كثير -رحمه الله-: "أي إذا تبتم واستغفرتموه وأطعتموه كثر الرزق عليكم".



جاء رجل إلى الحسن فشكا إليه الجدب، فقال: استغفر الله، وجاء آخر، فشكا الفقر، فقال له: استغفر الله، وجاء آخر، فقال: ادع الله أن يرزقني ولداً، فقال: استغفر الله، فقال أصحاب الحسن: سألوك مسائل شتى وأجبتهم بجواب واحد، وهو الاستغفار، فقال رحمه الله: "ما قلت من عندي شيئاً، إن الله يقول: (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا)[نوح: 10-12].



ثانياً: التوكل على الله الأحد الفرد الصمد، روى الإمام أحمد والترمذي وغيره بسند صحيح قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصاً، وتروح بطاناً".



قال الله -تعالى-: (وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا)[الطلاق: 3].



ثالثاً: عبادة الله، والتفرغ لها والاعتناء بها، أخرج الترمذي وابن ماجة وابن حبان بسند صحيح عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إن الله يقول: "يا ابن آدم تفرغ لعبادتي أملأ صدرك غنى، وأسد فقرك، وإن لا تفعل ملأت يديك شغلاً، ولم أسد فقرك".



رابعاً: المتابعة بين الحج والعمرة، عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "تابعوا بين الحج والعمرة، فإنها ينفيان الفقر والذنوب كما ينبغي الكير خبث الحديد"[رواه النسائي وغيره بسند صحيح].



قال أهل العلم: إزالة المتابعة بين الحج والعمرة للفقر، كزيادة الصدقة للمال.



خامساً: صلة الرحم مما يُستجلب به الرزق، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من أحب أن يبسط له في رزقه".



وفي رواية: "من سره أن يُعظم الله رزقه، وأن يمد في أجله، فليصل رحمه"[رواه البخاري].



فأين أنت -يا عبد الله- من صلة الرحم؟



إن كنت تريد بسط الرزق بدون صلة الرحم، فهيهات هيهات، فاتق الله، وصل رحمك، يُبسط لك في رزقك، ولعلك تعجب أن الفجرة إذا تواصلوا بسط الله لهم في الرزق، اسمع لهذا الحديث الصحيح، الذي رواه الطبراني من حديث أبي بكرة -رضي الله عنه- يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إن أعجل الطاعة ثواباً لَصِلة الرحم، حتى إن أهل البيت ليكونوا فجرة، فتنموا أموالهم، ويكثر عددهم، إذا تواصلوا، وما من بيتٍ يتواصلون فيحتاجون".



سادساً: الإنفاق في سبيل الله من أهم أسباب الرزق، قال الله -تعالى-: (وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ)[سبأ: 39].



أنفق يا بلال، ولا تخش من ذي العرش إقلالا".



وروى مسلم في صحيحه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: قال الله -تعالى-: "يا ابن آدم أَنفق، أُنفق عليك".



الله أكبر ما أعظمه من ضمان بالرزق، أَنفق أُنفق عليك.



سابعاً: الإحسان إلى الضعفاء والفقراء، وبذل العون لهم من أسباب، ومفاتيح الرزق، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم"[رواه البخاري].



فمن رغب في رزق الله له، وبسطه عليه، فلا ينسى الضعفاء والمساكين، فإنما بهم تُرزق ويُعطى لك، ولهذا كان عليه الصلاة والسلام يقول: "ابغوني ضعفاءكم، فإنما ترزقون وتنصرون بضعفائكم".



ثامناً: المهاجرة في سبيل الله، والسعي في أرض الله الواسعة من أهم مستجلبات رزق الله لعبده، فما أغلق دونك هنا، قد يفتح لك هناك، قال الله -تعالى-: (وَمَن يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللّهِ يَجِدْ فِي الأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً)[النساء: 100].



كم من الناس تركوا بلاداً، هي أحب البلاد لقلوبهم ولو خيروا لاختاروها على غيرها؛ لكنه الرزق ففتح الله عليهم في غير أرضهم، وفي غير بلادهم، ونعلم من المسلمين من ضُيق عليهم في بلادهم، فهاجروا على مضض إلى بلاد الكفار، ففتح الله عليهم هناك، ولله الأمر من قبل ومن بعد.



اللهم ارزقنا الإيمان والهدى، والتقى والعفاف والغنى.



اللهم افتح علينا من خزائنك التي لا تنتهي.



اللهم افتح علينا من بركات السماء والأرض …



اللهم اعطنا ولا تحرمنا …



اللهم اجعلنا شاكرين لرزقك، مقرين بنعمك علينا، لا إله إلا أنت.


 
 توقيع : مجموعة انسان







رد مع اقتباس