08-09-2023, 03:21 PM
|
#1
|
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 4
|
العلاقة بالمرض: مصابة |
المهنة: لا شيء |
الجنس ~ :
أنثى |
المواضيع: 56499 |
مشاركات: 6368 |
تاريخ التسجيل : Aug 2010
|
أخر زيارة : اليوم (03:31 AM)
|
التقييم : 95
|
مزاجي
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
شكراً: 9,478
تم شكره 17,570 مرة في 8,937 مشاركة
|
(نخل منقعر – نخل خاوية)
قال تعالى في سورة القمر: «كذبت عاد فكيف كان عذابي ونذر، إنا أرسلنا عليهم ريحاً صرصراً في يوم نحس مستمر، تنزع الناس كأنهم أعجاز نخل منقعر».
وقال سبحانه في سورة الحاقة: (سخرها عليهم سبع ليالٍ وثمانية أيام حسوماً فترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية).
التشبيه في الآيتين واحد إذ هما حديث عن قوم عاد بعد ما أهلكهم الله بالريح الشديدة، شبهوا وهم قتلى مرة بأعجاز النخل الخاوية، ومرة بأعجاز النخل المنقعر.
لكن أوثر لفظ منقعر رعاية لفواصل سورة القمر التي تنتهي بالراء (مستمر، مستقر، منقعر).
وأوثر لفظ خاوية رعاية لفواصل سورة الحاقة التي ينتهي غالبها بالتاء (الحاقة، القارعة، الطاغية، عاتية، خاوية، باقية، الخاطئة، رابية) مع أن مراعاة المعنى هو الأصل، فإن وصف (النخل) بأنها (خاوية) بمعنى ساقطة مناسب لما قبلها في المعنى إذ جاء قبلها (فترى القوم فيها صرعى) أي: مطروحين على الأرض ألقت بهم الريح العاتية كما ألقت بأركان بيوت القرية في قوله تعالى في سورة البقرة: «أو كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها قال أنى يحيي هذه الله بعد موتها فأماته الله مئة عام ثم بعثه قال كم لبثت قال لبثت يوماً أو بعض يوم قال بل لبثت مئة عام فانظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنه وانظر إلى حمارك ولنجعلك آية للناس وانظر إلى العظام كيف ننشزها ثم نكسوها لحماً فلما تبين له قال أعلم أن الله على كل شيء قدير».
ولهذا فإن الفاصلة متمكنة في موضعها معنى ولفظاً، مناسبة للسياق ورؤوس الآي في السور.
وأما وصف (النخل) بأنه منقعر - بمعنى منقلع من مكانه - فإنه مناسب لما قبله، إذ وصفت الريح بأنها (تنزع الناس) أي: تقتلعهم من أماكنهم وترفعهم إلى علو ثم ترمي بهم على الأرض، ولهذا ناسب أن يأتي بعد وصف النخل بأنه منقعر منقلع من مكانه يخف أمام الريح القوية المرسلة عليه، تصويراً لخفة قوم عاد الأشداء أمام الريح القوية المرسلة لإهلاكهم، ولهذا فإن الفاصلة هنا أيضاً متمكنة معنى ولفظاً، مناسبة للسياق وفواصل السورة.
ولا يمنع في لغة العرب أن يوصف النخل مرة بالمذكر فيقال: (منقعر) ومرة بالمؤنث، فيقال: (خاوية)، إذ يحمل التذكير على جنس النخل، ويحمل التأنيث على معنى جماعة النخل.
ساعد في النشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
|
|
|