عرض مشاركة واحدة
قديم 06-02-2018, 06:47 PM   #1


الصورة الرمزية مجموعة انسان
مجموعة انسان متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 4
 العلاقة بالمرض: مصابة
 المهنة: لا شيء
 الجنس ~ : أنثى
 المواضيع: 52090
 مشاركات: 6367
 تاريخ التسجيل :  Aug 2010
 أخر زيارة : اليوم (06:36 PM)
 التقييم :  95
 مزاجي
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 9,478
تم شكره 17,570 مرة في 8,937 مشاركة
افتراضي وقفة مع الاستغفار 




الاستغفار هو طلب المغفرة ،
والمغفرة هي وقاية شر الذنوب مع سترها ،
أي أن الله يستر على العبد فلا يفضحه في الدنيا
ويستر عليه في الآخرة فلا يفضحه في عرصاتها ويمحو عنه عقوبة ذنوبه بفضله ورحمته .

وكثيرًا ما يقرن الاستغفار بذكر التوبة
فيكون الاستغفار حينئذ عبارة عن طلب المغفرة باللسان ،
والتوبة عبارة عن الإقلاع عن الذنوب بالقلب والجوارح .

وقد ورد في حديث أنس أهم الأسباب التي يغفر الله بها الذنوب ، فقال ـ
ـ قال الله تعالى : " يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك ما كان منك ولا أبالي ،
يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ،
يا ابن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئـًا لأتيتك بقرابها مغفرة "
(رواه الترمذي) .



وقد تضمن هذا الحديث ثلاثة أسباب من أعظم أسباب المغفرة :
أحدها : الدعاء مع الرجاء : فإن الدعاء مأمور به موعود عليه بالإجابة، فالدعاء سبب مقتض للإجابة مع استكمال شرائطه وانتفاء موانعه،
ومن أعظم شرائطه حضور القلب ورجاء الإجابة من الله تعالى ،

فمن أعظم أسباب المغفرة أن العبد إذا أذنب ذنبـًا لم يرج مغفرة من غير ربه ، ويعلم أنه لا يغفر الذنوب ويأخذ بها غيره
فقوله : " إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك ما كان منك ولا أبالي "
يعني على كثرة ذنوبك وخطاياك ، ولا يتعاظمني ذلك ولا أستكثره .

فذنوب العباد وإن عظمت فإن عفو الله ومغفرته أعظم منها .


الاستغفار :
فلو عظمت الذنوب وبلغت الكثرة عنان السماء ـ وهو السحاب ، وقيل : ما انتهى إليه البصر منها ـ ثم استغفر العبد ربه ، فإن الله يغفرها له .



التوحيد :
وهو السبب الأعظم ومن فقده حُرِمَ المغفرة ، ومن أتى به فقد أتى بأعظم أسباب المغفرة .

قال الله تعالى : (إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ)(النساء/166) ،
قال ابن القيم ـ ـ في معنى قوله : " يا ابن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئـًا لأتيتك بقرابها مغفرة"

يُعْفَى لأهل التوحيد المحض الذي لم يشوبوه بالشرك ما لا يعفى لمن ليس كذلك ،
فلو لقى الموحد الذي لم يشرك بالله ألبتة ربه بقراب الأرض خطايا أتاه بقرابها مغفرة ،
ولا يحصل هذا لمن نقص توحيده ، فإن التوحيد الخالص الذي لا يشوبه شرك لا يبقى معه ذنب ؛
لأنه يتضمن من محبة الله وإجلاله وتعظيمه وخوفه ورجائه وحده ما يوجب غسل الذنوب ،
ولو كانت قراب الأرض ، فالنجاسة عارضةٌ ، والدافع لها قوي ،

ولكن هذا مع مشيئة الله ، فإن شاء غفر بفضله ورحمته ،
وإن شاء عذب بعدله وحكمته ، وهو المحمود على كل حال .

فمن تحقق بكلمة التوحيد قلبه أخرجت منه كل ما سوى الله محبة وتعظيمـًا وإجلالاً ومهابة وخشية ورجاء وتوكلاً ،
وحينئذٍ تحرق ذنوبه وخطاياه كلها ولو كانت مثل زبد البحر ، وربما قلبتها حسنات.


ساعد في النشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك





 
 توقيع : مجموعة انسان







رد مع اقتباس