وعن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ما خلق الله من داء إلا وجعل له شفاء، علمه من علمه، وجهله من جهله، إلا السام" والسام الموت. رواه ابن ماجه.
الطب النبوي هو مجموع ما ثبت في هدي رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم في الطب الذي تطبب به ووصفه لغيره.
لكن، هل الطب النبوي وحي أم اجتهاد بشري مستمد من تراث الأقدمين؟
يقول الله عز وجل في القرآن الكريم في سورة النجم الآية 3 و4: (إن هو إلا وحي يوحى. علمه شديد القوى). فمن معجزات رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم أنه كان أميا لا يكتب ولا يقرأ، وهذا ينفي القول بأنه اطلع على كتب وصحف الأطباء أو الكهنة أو أخبار أهل الكتاب أو المشتغلين بالطب والعلاج. ولم يثبت في كتب التاريخ والسير والآثار أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم تعلم هذا الطب علي يد أحد من أطباء العرب أو الفرس أو الروم في مكة أو المدينة أو غيرها، أو جلس إلى أحد ليعلمه شيئا مما يقول، بل علمه الله عز وجل.
لذا نجد أن الطب النبوي طب ينظر إلى الإنسان في كليته، جسما ونفسا وروحا ومجتمعا، إذ يقول رسول الله صلي الله عليه سلم: "سلوا الله المعافاة -أو قال: العافية- فلم يؤت أحد قط بعد اليقين أفضل من العافية أو المعافاة، عليكم بالصدق فإنه مع البر وهما في الجنة، وإياكم والكذب فإنه مع الفجور وهما في النار، ولا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تقاطعوا ولا تدابروا وكونوا إخواناً كما أمركم الله تعالى" (رواه الإمام أحمد في مسنده عن سيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه) أي إن اليقين أو الإيمان هو أعلى مراتب الكمال ويتبع ذلك فورا الصحة والمعافاة وقال صلى الله عليه وسلم أنه لا بأس بالغنى لمن اتقى، والصحة لمن اتقى خير من الغنى (رواه ابن ماجة عن معاذ بن عبد الله بن خبيب عن أبيه عن عمه) وبمعنى آخر هناك بعدان: البعد الإيماني (أو البعد الروحي) وبعد المعافاة.
ومن دواعي الارتياح أن نجد أن منظمة الصحة العالمية تنبهت إلى أهمية البعد الروحي في الصحة، فعدلت تعريفها للصحة على النحو التالي: الصحة هي حالة من المعافاة الكاملة بدنيا ونفسيا واجتماعيا وروحيا، لا مجرد انتقاء المرض والعجز.
ولأنه طب رباني فهو طب معجز، فعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله عليه وسلم قال: "خلق كل إنسان من بني آدم على ستين وثلاثمائة مفصل، فمن كبر الله وحمد الله وهلل وسبح الله، واستغفر الله وعزل حجرا عن طريق الناس أو شوكة أو عظما عن طريق الناس، وأمر بمعروف أو نهى عن منكر عدد تلك الستين والثلاثمائة السلامى، فإنه يمشي يومئذ وقد زحزح نفسه عن النار". رواه مسلم (7).
يقول الدكتور عبد الباسط محمد السيد رئيس قسم الكيمياء الحيوية بالمركز القومي للبحوث في مصر، وعضو هيئة الإعجاز العلمي للقرآن والسنة: كيف لنبي أمي أن يتكلم في عدد المفاصل الموجودة في جسم الإنسان؟! فحتى سنة 17م كان عدد المفاصل المعروفة رغم التقنيات الحديثة 340 مفصلا!! فهناك 20 مفصلا لم يكتشفوا بعد! وإذا بعالم التشريح في مجال الأنف والأذن والحنجرة الألماني "شن" يكتشف أن الأذن الوسطى مكونة من مفصل مركب من عشرة مفاصل بسيطة!! إذن عشرة مفاصل على اليمين وعشرة على الشمال، فأصبح عدد المفاصل 0 مفصلا. وعندما قيل للعالم المكتشف إن رسول الله محمدا صلى الله عليه وسلم ذكر أن عدد مفاصل الإنسان 0 مفصلا قال: أثبتوا لي هذا الحديث، وعندما قرأ الحديث من الصحيفة الصادقة نطق بالشهادتين وأسلم، وجاء إلى هيأة الإعجاز يعلن إسلامه.
بالإضافة إلى هذا الحديث هناك 125 حديثا للطب التشريحي تشمل كل علوم الطب التشريحي.
ومن إعجاز الطب النبوي أنه أتى بأدوية وطرق علاجية لم تعرف قبله عند الأمم السابقة. يقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم: "إذا وقع الذباب في شراب أحدكم فليغمسه، ثم لينزعه، فإن في إحدى جناحيه داءا والأخرى شفاء". رواه البخاري (3320).
قننت ألمانيا هذا الحديث، فقد وجدوا أن الجناح الأيسر للذبابة ينزل عددا كبيرا من القوات الموجبة الجرام والسالبة الجرام، ووجدوا في الجناح الأيمن مادة تسمى "بيبتيدات الزنك" لها تركيب معين، وهي مضاد حيوي واسع المفعول، لا تستطيع الميكروبات أن تتأقلم عليه. وينتج هذا المضاد الحيوي في ألمانيا من مزارع الذباب إذ لا يمكن تصنيعه.
صلى عليك الله يا سيدي يا رسول الله، يا من أرسلك الله رحمة للعالمين، وهدى للبشرية جمعاء، في دينها ودنياها وآخرتها..