رسول الله صلى الله عليه وسلم كل شيء حول رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
10-25-2015, 06:36 PM | #1 | ||||||||||||||
شكراً: 9,478
تم شكره 17,570 مرة في 8,937 مشاركة
|
إِنَّ أعْظم عَلامَاتِ نُبوَّةِ نبيِّنا مُحمَّدٍ (صلى الله عليه وسلم) هُوَ القرآنُ العَظِيمُ، ذَلك الكتابُ الَّذِي انزله الله عليه وتحدَّى بِه العربَ وغيرَهُم – إِلى يَوْمِ القِيَامَةِ – أَنْ يَأْتُوا بمثْلِه، فَقَالَ تَعَالَى: {وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَىٰ عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ }[البقرة: 23]. وَقَالَ تَعَالَى: {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ ۖ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}[يونس: 38]. قَال ابْنُ الجوزِيِّ: وَهُو مُعجزٌ مِنْ أَوْجُه: أَحدُها: مَا اشْتَمَلَ عَلَيْهِ مِنَ الفَصَاحَةِ وَالبَلَاغَةِ فِي الْإِيْجَازِ وَالْإِطَالةِ, فَتَارَةً بالقِصَّةِ بِاللَّفْظِ الطَّوِيل، ثُمَّ يُعيدُهَا باللَّفْظِ الوَجِيز, فَلا يُخلُّ بمقْصُودِ الْأُولى. وَالثَّاني: مُفَارَقتُه لأسالِيبِ الْكَلامِ وأوْزَانِ الشِّعْر، وبهذَيْنِ المعنَيَيْنِ تُحُدِّيَت العرَبُ، فَعجزُوا وتحيَّروا وَأَقرُّوا بفضْلِه، حَتَّى قَال الوليدُ بْنُ المغيرةِ: واللهِ إِنَّ له لحلَاوةً, وإنَّ عليهِ لطلَاوةً. وَالثَّالِثَةُ: ما تضمَّن مِن أَخْبارِ الْأُمم السَّالِفةِ, وَسِيرِ الأنْبياءِ الَّتي عَرفَها أهلُ الكِتابِ، مَع كَوْنِ الآتِي بِهَا أميًّا لا يكْتبُ وَلَا يقْرأُ, وَلَا عِلْمَ لَهُ بمجَالسةِ الأحْبارِ وَلَا الْكُهَّانِ. وَمَنْ كَانَ مِنَ العَربِ يكْتبُ وَيقْرأُ وَيَجَالِس عُلمَاءَ الأخْبارِ لم يدْرِكْ مَا أخبرَ بِهِ القُرْآنُ. والرَّابعُ: إِخبارُه عَنِ الغُيوبِ المسْتقْبَلَة الدَّالَّة عَلَى صدْقِه قَطعًا لوُقُوعِها عَلَى ما أخْبَر، كَقَولِه لليهودَ {فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} [البقرة: 94]، ثُمَّ قَالَ: {وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا}[البقرة: 95]. وَقَولِه: {فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ} [البقرة: 23], ثُمَّ قَالَ: {وَلَنْ تَفْعَلُوا} [البقرة: 24] فَما فَعلُوا. وَقَولِهِ: {قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ} [آل عمران: 12] وغُلِبُوا. وقوْلِه: {لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ} [الفتح: 27]، وَدَخلُوا. وقولِه فِي أبي لهبٍ {سَيَصْلَىٰ نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ ﴿٣﴾ وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ ﴿٤﴾ فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ ﴿٥﴾} [المسد: 3 – 5]. وهَذَا دليلٌ عَلَى أنَّهما يمُوتَانِ عَلَى الكُفْر، وَكَذَلِكَ كَان. والخامِسُ: أَنَّه محفوظٌ مِنَ الاخْتِلافِ والتَّناقُضِ: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا} [النِّسَاء: 82]، وَقَالَ تَعَالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر: 9]. وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (رضي الله عنه) أَنَّ النَّبِيَّ (صلى الله عليه وسلم) قالَ: "مَا مِنَ الأنْبِياءِ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا وَقَدْ أُعْطِي مِنَ الْآيَاتِ مَا آمَنَ عَلَيْهِ البَشَرُ, وَإِنَّمَا كَانَ الَّذِي أُوتِيتُ وَحْيًا أَوْحَى اللهُ عَزَّ وَجَلَّ إِليَّ, فَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَكْثَرَهُمْ تَابِعًا يَوْمَ القِيَامَةِ" [متفقٌ علَيْه]. قَال ابْنُ عَقيلٍ: وَمِنْ إِعجازِ القرآنِ أَنَّه لَا يُمكنُ لَأحدٍ أَنْ يَسْتَخْرِج مِنْه آيةً قد أُخِذ معْناها مِنْ كَلامٍ قَدْ سَبق، فَإِنَّه مَا زَال النَّاسُ يكشِفُ بعضُهمْ عَنْ بَعْضٍ، يُقَالُ: المتنَبِّي أَخَذَ مِنَ البُحْتُرِيِّ!. قَالَ ابْنُ الجوزِيِّ: وقدِ استخْرجتُ معنَيَيْنِ عَجِيبَيْن: أحدُهما: أَنَّ مُعجِزاتِ الأنبِياءِ ذَهبتْ بمَوْتِهم, فَلو قَالَ مُلحدٌ اليومَ: أيُّ دليلٍ عَلى صدقِ محمدٍ ومُوسى عليهِمَا السَّلامُ؟ فَقِيل لَهُ: مُحمَّد (صلى الله عليه وسلم) شُقَّ له القمرُ، ومُوسى عَليهِ السَّلامُ شُقَّ له البحرُ لَقال: هَذا محالٌ. فَجعلَ اللهُ سبحانَه هذَا القرآنَ مُعْجِزًا لمحمدٍ (صلى الله عليه وسلم) يَبقى أَبدًا؛ ليظْهَر دَليلُ صِدْقِه بعدَ وَفَاتِه، وجعلَهُ دَلِيْلاً عَلَى صدْقِ الأنبَياءِ, إِذْ هُو مصدّقٌ لهمْ ومخْبِرٌ حالَهم. والثَّانِي: أنَّه أخبَر أهلَ الكِتابِ بِأنَّ صِفةَ محمدٍ (صلى الله عليه وسلم) مكتوبةٌ عِندهُم في التوراةِ والإِنجيلِ, وشَهِد لحاطِبٍ بالإيمانِ, وَلِعَائِشَةَ بِالبَرَاءَةِ, وَهَذِهِ شَهاداتٌ عَلى غَيْبٍ, فَلَو لَم يكُنْ فِي القُرْآنِ وَالإنْجِيلِ صِفَتُه، كَانَ ذَلك مُنَفِّرًا لهمْ عَن الإيمانِ بِهِ، وَلَوْ عَلِمَ حَاطبٌ وَعَائِشة مِن أنفُسِهما خِلافَ مَا شَهِدَ لهمَا بِه، نَفَرا عَنِ الإيمَانِ(1)". ساعد في النشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك المصدر: منتديات حبة البركة - من قسم: رسول الله صلى الله عليه وسلم |
||||||||||||||
|
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ مجموعة انسان على المشاركة المفيدة: |
الكلمات الدلالية (Tags) |
النبوة, اكثر, دلائل |
|
|