علاجات عامة لحبة البركة علاجات لأمراض مختلفة ساعدت في شفاءها زيت حبة البركة أو حبة البركة نفسها |
|
أدوات الموضوع | تقييم الموضوع | انواع عرض الموضوع |
08-27-2015, 02:27 AM | #1 | ||||||||||||||
شكراً: 9,478
تم شكره 17,570 مرة في 8,937 مشاركة
|
المقدمة: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «في الحبة السوداء شفاء من كل داء»(1).فيالحقيقة إن لكل مرض دواء يعالجه بإذن الله تعالى، ولكن هنا نجد في الحديث أن الحبة السوداء شفاء من كل داء فهل نفهم أن الحبة السوداء تغني في كل الأدواء؟ ونقتصر عليها دون سائر العلاجات والمواد؟ لابد لنا من وقفة متفحصة دقيقة تبين لنا مدلول هذا الحديث،حيث لم يستحوذ على اهتمام الناس في السنين الأخيرة نبات طبي مثلما فعلت الحبة السوداء، وكان من الناس من اعتقد أن الحبة السوداء شفاء لكل داء، ومنهم من أنكر فوائدها بالكلية، وآخرون أيقنوا أن في الحبة السوداء شفاء لبعض الأمراض. ولعلنا نصل بقارئنا الكريم إلى بعض الحقائق التي لا بد منها في هذا البحث، ومن الله التوفيق والسداد. ما قاله العلماء في حديث الحبة السوداء: عن خالد بن سعيد قال: خرجنا ومعنا غالب بن أبجر، فمرض في الطريق، فقدمنا المدينة وهو مريض، فعاده ابن أبي عتيق فقال لنا: عليكم بهذه الحُبيبة السوداء فخذوا منها خمساً أو سبعاً فاسحقوها ثم اقطروا في أنفه بقطرات زيت في هذا الجانب وفي هذا الجانب، فإن عائشة رضي الله عنها حدثتني أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «إنَّ هذه الحبَّة السوداء شفاء من كل داء إلا من السَّام قلت: وما السَّام؟ قال: الموت»(2). قال ابن حجر رحمه الله: "يؤخذ من ذلك أن معنى كون الحبة السوداء شفاء من كل داء أنها لا تستعمل في كل داء صرفاً بل ربما استعملت مفردة، وربما استعملت مركبة، وربما استعملت مسحوقة وغير مسحوقة، وربما استعملت أكلاً وشرباً وسُعوطاً وضِماداً وغير ذلك. وقيل إن قوله: «كل داء» تقديره يقبل العلاج بها"(3). ولعل الكلام يحتاج إلى تقدير محذوف وهو شفاء من كل داء تقاومه وتقضي عليه كما هاهنا، لا عموم الداء، فيكون من العام الذي يراد به الخاص؛ مثل قوله تعالى عن ريح عاد: ﴿تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا﴾ [الأحقاف: 25]، فهي تدمر كل شيء مما تقدر على تدميره بأمر ربها كالبشر والمساكن ولا تدمر الجبال ولا الأنهار ولا الشمس ولا القمر. وصف الحبة السوداء: الاسم العلمي للنبات هو Nigeria Sativa، وهو ينتمي لعائلة الشمر(4) واليانسون، وتحتوي ثمرة النبات على كبسولة بداخلها بذور بيضاء ثلاثية الأبعاد والتي سرعان ما تتحول إلى اللون الأسود عند تعرضها للهواء. وللحبة السوداء أسماء أخرى، مثل: الكراوية السوداء، أو الكمون الأسود، وكذلك يسمونها في الهند "بالكالونجي الأسود"، وفي بلاد فارس القديمة عرفت باسم "شونياز"(5). الدراسات على الحبة السوداء: أكثر من 150 بحثًا، تم نشره مؤخرًا في الدوريات العلمية المختلفة عن فوائد استخدام حبة البركة، والتي تؤكد على الفوائد العديدة التي ذكرها القدماء عن هذا النبات. ويأتي معظم هذه الأبحاث من أوروبا وتحديدًا النمسا وألمانيا، والتي تأتي في مقدمة الدول الداعية لإحياء طب الأعشاب كطب بديل، وهكذا ظهرت حبة البركة في مستحضرات طبية متنوعة بين أقراص وكبسولات وأشربة وزيوت في العديد من الدول الأوربية، وكذلك الولايات المتحدة، هذا بالإضافة إلى بلدان العالم العربي والإسلامي(6). والحقيقة أن هناك عدداً من الدراسات العلمية التي نشرت حديثاً عن الحبة السوداء، ولكن معظم تلك الدراسات كانت دراسات بدائية أجريت على الفئران وكانت نتائجها مشجعة، ولكن يقتضي الأمر إجراء المزيد من الدراسات لتوثيق النتائج واستخلاص التوصيات. وكان من تلك الدراسات تجربة أجريت على الفئران، وأشارت إلى فائدة الحبة السوداء في تخفيف أعراض الحساسية عند الفئران، وقد نشرت هذه الدراسة في إحدى أشهر المجلات العالمية Annals of Allergy عام 1993. وكانت هناك دراسة أخرى نشرتها مجلة " International Journal of Pharmacology " عام 1993 وأشارت إلى قدرة خلاصة الحبة السوداء على خفض سكر الدم عند الأرانب. ونشرت أكثر من دراسة علمية في مجلات معترف بها عالمياً حول فائدة خلاصة الحبة السوداء في قتل عدد من الجراثيم في أطباق المختبر، أو في حيوانات التجربة. وهناك ما يشير إلى أن للحبة السوداء خصائص مضادة للسرطان، ومقوية للجهاز المناعي الذي يدافع عن الجسم ضد الجراثيم والفيروسات وغيرها. ومنها دراسة الدكتور أحمد القاضي، والدكتور أسامة قنديل في الولايات المتحدة، والتي أظهرت أن تناول جرام واحد من الحبة السوداء مرتين يوميًا قد ينشط الجهاز المناعي، ولكن الدراسة كانت على عدد قليل من الناس. ومن أهم الدراسات التي أجريت حتى الآن دراسة أجرتها الباحثة ريما أنس مصطفى الزرقا في جامعة كينغ في لندن، ونالت بهذا البحث شهادة الماجستير، وقد أجريت تلك التجارب على الحبة السوداء تحت إشراف أساتذة بريطانيين وفي مخابر جامعة لندن. وقد أثبتت تلك الدراسة وجود خواص مضادة للجراثيم في زيت الحبة السوداء الطيار على عدد من الجراثيم. كما أجريت دراسات لمعرفة الخواص المضادة للالتهاب (Anti Inflammatory) في المادة الفعالة في الحبة السوداء والتي تدعى الثيموكينون. وقد قدمت حديثاً رسالة جامعية عالية في موضوع الحبة السوداء في جامعة الرياض. وكانت نتائجها إيجابية، ونحن بانتظار المزيد من الدراسات(7). خاصية عمل الحبة السوداء: من حكمة الله سبحانه وتعالى أن جعل المسببات متعلقة بالأسباب، أي أنه لا بد من سبب لوجود مسببه، وهذا ما يتفق عليه جميع العقلاء، فالرزق مثلاً لا يأتي إلا بأخذ أسبابه، ولا يختلف في هذا اثنان، وهكذا فإن سنة الله مضطردة في جميع الأشياء المادية المحسوسة؛ بل وحتى في المعنوية، فقد أثبت العلماء حديثاً أن التسمية على الذبيحة تقضي على نسبة عالية من المكروبات والجراثيم في الحيوان المذكى تذكية شرعية(8). فبسملة المسلم هاهنا من الأسباب المعنوية التي أخذ بها لتحقيق المسبب وهو القضاء على الجراثيم وغيرها من العلل التي لم يتوصل إليها العلم الحديث لحد الآن، فضلاً عن امتثاله لأمر خالقه وأمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فيكون قد جمع بين الطاعة وتحقيق المصلحة والحكمة التي أرادها منه خالقه سبحانه وتعالى، ومن هنا كان على الباحثين والعلماء تدقيق النظر في خواص هذه النبتة التي خلقها الله لعباده وسخرها لهم، ليتمكنوا بعد معرفة كنه هذه النبتة وخواصها وتفاصيل مكوناتها؛ للتوصل إلى معرفة فوائد هذه الحبة السوداء الجميلة بشكل دقيق وتأثيرها على الجسم، وبالتالي تحديد الدور الذي تقوم به بإذن الله. ولذا فقد عكف العلماء منذ زمن على معرفة كيفية عمل الحبة السوداء وخاصة دورها في عملية التئام الجروح، والذي استدعى معرفة مكونات البذور، والتي وُجِد أنها تحتوي على العديد من الفيتامينات والمعادن والبروتينيات النباتية، بالإضافة إلى بعض الأحماض الدهنية غير المتشبعة(9). كما اكتشف العلماء أن الحبة السوداء تحتوي على نوعين من الزيت، الأول زيت ثابت وقد لا يكون له تأثير يذكر، والثاني زيت طيار يعزى إليه التأثير الدوائي للحبة السوداء. يقول الدكتور جابر سالم -أستاذ ورئيس قسم العقاقير الطبية بكلية الصيدلة في جامعة الملك سعود بالرياض-: "إن زيت الحبة السوداء الموجود بالأسواق السعودية ليس له قيمة علاجية تذكر". وقال: "إن التجار والمصنعين لهذا الزيت يقومون بتحميص الحبة السوداء، ثم يكبسون البذور، فيحصلون على الزيت الثابت، ونسبة بسيطة جداً من الزيت الطيار، وذلك لأن الزيت الطيار يتبخر عند تحميص البذور"(10). ومما تقدم يجب على من أراد الاستفادة من الحبة السوداء أن لا يثق مطلق الثقة ببائعي الحبة السوداء وزيتها؛ بل عليه أن يتحرى المصدر الأمين لشرائها والاستفادة منها. أمثل الطرق لتناول الحبة السوداء: ينصح بعدم استخدام الزيت الثابت، واستعمال الحبة السوداء كما هي؛ بل يمكن سحقها واستعمالها فوراً بعد السحق مباشرة. وينصح كذلك بعدم سحقها وتركها، لأن الزيت الطيار - وهو المادة الفعالة - يتطاير بعد السحق، ويمكن استخدام مسحوق الحبة السوداء مع العسل، واستعمالها في حينه، أو تسف مع الماء أو الحليب. وهذا هو الاستعمال الأمثل للحبة السوداء. وأبسط طريقة لتناول الحبة السوداء تكون بوضع ملعقة من الحبة السوداء على صحن يحتوي على اللبن (الزبادي) ويغمر بزيت الزيتون، فذلك من أنفع أطباق الفطور في الصباح أو العشاء(11). الحبة السوداء وجهاز المناعة: إن للحبة السوداء تأثير مباشر على الجهاز المناعي في جسم الإنسان، ومن هنا نستطيع أن نفهم العلاقة بين الحبة السوداء كدواء وبين تأثيرها العلاجي على كل أمراض الجسم، ولم يتضح دور الحبة السوداء في المناعة الطبيعية حتى عام1986م حيث نشر الدكتور أحمد القاضي والدكتور أسامة قنديل اللذان يعملان في (معهد أكبر) للطب الإسلامي للتعليم والأبحاث في بنما سيتي- فلوريدا، الولايات المتحدة الأمريكية- مقالاً عنوانه: الحبة السوداء (نيجللا ساتيفا) المقوي الطبيعي للمناعة، تحدثا فيه عن التجارب التي أجرياها على الحبة السوداء. وجاء في آخر المقال تحت عنوان الاستنتاج: ثبت أن تناول حبوب النيجللا ساتيفا (الحبة السوداء) بالفم بجرعة جرام واحد مرتين يومياً له أثر مقوي على وظائف المناعة، ويتضح ذلك في تحسن نسبة المساعد إلى المعوق في خلايا (ت)، وفي تحسن النشاط الوظيفي لخلايا القتل الطبيعي. وقد تكون لهذه النتائج فائدة عظمى، إذ من الممكن أن يلعب مقوٍ طبيعي للمناعة مثل الحبة السوداء دوراً هاماً في علاج السرطان والإيدز وبعض الظروف المرضية الأخرى التي ترتبط بحالات نقص المناعة(12). وقد جاءت نتائج بعض الدراسات الحديثة مؤكدة لنتائج أبحاث القاضي منها: ما نشرته مجلة المناعة الدوائية في عدد أغسطس 1995م عن تأثير الحبة السوداء على الخلايا اللمفاوية الإنسانية في الخارج على عدة مطفرات، وعلى نشاط البلعمة لخلايا الدم البيضاء متعددة النواة، وما نشرته مجلة المناعة الدوائية في عدد سبتمبر 2000م(10) بحثاً عن التأثير الوقائي لزيت الحبة السوداء ضد الإصابة بالفيروس المضخم للخلايا cytomegalovirus في الفئران، حيث اختبر زيت الحبة السوداء كمضاد للفيروسات، وقيست المناعة المكتسبة أثناء الفترة المبكرة من الإصابة بالفيروس وذلك بتحديد خلايا القاتل الطبيعي والخلايا البلعمية الكبيرة وعملية البلعمة. وما نشرته أيضًا مجلة الاثنو الدوائية في عدد أبريل عام2000م عن التأثيرات السمية والمناعية للمستخلص الإيثانولي من بذور الحبة السوداء، وما نشرته مجلة النباتات الطبية في عدد فبراير 1995م عن تأثير زيت الحبة السوداء الثابت ومركب الثيموكينون على كرات الدم البيضاء، وغير ذلك من أبحاث في هذا المجال(13). إن الجهاز المناعي له دور كبير في الحماية من كثير من الأمراض التي تهاجم الجسم أو التي تصيبه، حيث يقوم بتكوين وتوليد المضادات الحيوية لذلك المرض الذي أصاب الجزء المعين من الجسم أو الجسم بكامله، ولهذا يكون للحبة السوداء دور مهم وحيوي في تنشيط الجهاز المناعي وتحسين عمله، ولعل هذا هو الجانب الذي تلعبه هذه النبتة المباركة في كونها شفاء من كل داء. الحبة السوداء والعلم الحديث: قام بعض المختصين بإجراء بحوث تجريبية على مجموعة من الناس ضمن ضوابط خاصة لمعرفة تأثير الحبة السوداء على وظائف الجسم، ومدى فعاليتها في الأجسام المختلفة، فكان هذا البحث: حيث تم تقسيم ثمانية عشر متطوعاً ممن تبدو عليهم إمارات الصحة إلى مجموعتين: إحداهما من أحد عشر متطوعاً، وأعطيت نيجيللا بواقع جرام واحد مرتين يومياً، بينما تلقت المجموعة الأخرى من (7) متطوعين مسحوق الفحم المنشط بدلاً منها، وقد غلفت عبوات بذور النجيللا في كبسولات متشابهة تماماً مع عبوات الفحم، ولم يدرك المتطوعون نوع من الكبسولات الذي أعطي لهم، كما لم يتم إعلام الفاحص المسئول عن إجراء وتفسير دراسات المناعة. ولم يكشف عن ذلك حتى كانت النتائج متاحة لكل المتطوعين، وقد ضمت مجموعة المتطوعين (11) ذكراً وسبع إناث تراوحت أعمارهم بين (12 - 50) عاماً، بسن متوسط هو (30) عاماً، وقد أمكن المقارنة جيداً بين مجموعتي النيجيللا والبديل، وتم تحليل عددي كامل للكريات الليمفاوية (ب، ت) بما فيها المجموعة الفرعية للمساعد (ت) (خلايا ت 4) والخلايا المعوقة (خلايا ت 8). وقد أجري ذلك لكل المتطوعين قبل ثم بعد أربع أسابيع من أخذ جرعات النيجيللا والبديل، وتم أيضاً تقويم خلايا القاتل الطبيعي (ق ط) من متطوعي هذه السلسلة وأجريت تحاليل للكريات الليمفاوية (ب) خلايا (ت) المساعدة وخلايا (ت) المعوقة باستعمال الأجسام المضادة وحيدة الارتعاش المدخلة في قطرة ملونة، أما نشاط القاتل الطبيعي (ق ط) فقد قيس بوضع خلايا مأخوذة من المتطوعين مع خلايا سرطانية، تم إنماؤها داخل المعمل (عولجت بتوصيلها بمادة إشعاعية هي كروم مشع (C،51) والكمية المدمرة من خلايا الـسرطان بواسطة خلايا (ق. ط) تتناسب مع كمية الإشعاع (المنطلقة من المادة المشعة على سبيل التعويض والتي يبينها عداد إشعاع جاما)، وقد خلطت خلايا (ق ط) (الخلايا المؤثرة) مع خلايا السرطان (الخلايا المستهدفة) بثلاث نسب تخفيف مختلفة بين المؤثر إلى المستهدف (10: 1، 50: 1، 100: 1)(14). النتائــج: أكدت النتائج الدور الإيجابي للنيجيللا ساتيفا (الحبة السوداء) من حيث تأثيرها المقوي للنظام المناعي، وقد كان هذا الأثر ملفتاً للنظر بشكل خاص فيما يتعلق بنسبة (ت 4: ت 8) حيث إن مثل هذا الأثر لم يوجد في المجموعة الضابطة. أما بالنسبة لنشاط خلايا (ق ط) فقد حصلت مجموعة النيجيللا ساتيفا على نسبة أعلى من التقوية بالمقارنة بالمجموعة الضابطة على الرغم من أن درجة التمايز لم تكن بنفس الوضوح، ويرجع ذلك إلى حقيقة أن الفحم المنشط الذي استعمل بديلاً كان اختياراً خاطئاً، وهذه النتيجة ظهرت بالفعل بعد الحصول على نتائج السلسلة الأولى من دراساتنا على النيجيللا إذ وجد أن للفحم المنشط تأثيراً غير مباشر على نشاط خلايا (ق ط). ويكون على الأغلب بإزالة الكيماويات السامة من الطعام المهضوم والشراب، ويسمح فقط بامتصاص الأغذية الطبيعية خلال الجهاز المعوي، وبالتالي فإن الأغذية الطبيعية كانت لديها القدرة على إظهار تأثيرها المفيد في تقوية المناعة، وعلى كل حال فقد اخترنا استعمال الفحم المنشط مرة أخرى في السلسلة الثانية، وذلك لتقويم إمكان استعادة نتائج السلسلة الأولى، وقد سرنا وجود نفس الاتجاهات في نتائج كلتا السلسلتين، وكان الاختلاف الوحيد بين السلسلتين هو التحسن الملحوظ في مجموعة النيجيللا فيما يتعلق بكل من وظيفتي المناعة المقيستين، والتحسن الأقل في نشاط خلايا (ق ط) في مجموعة الفحم، ويمكن تفسير ذلك بسهولة بحقيقة أن الأكل المهضوم والشرب في حالة متطوعي السلسلة الثانية كان صحياً أكثر، ويحتوي على سميات كيميائية أقل من طعام السلسلة الأولى، ويحتمل أن يكون ذلك بسبب العناية بالصحة... ولذا كانت عوائق المناعة أقل تعرضاً للتأثير المقوي للنيجيللا، كما كان أمام الفحم سميات كيميائية أقل لإزالتها؛ وبالتالي كان هنا دواع أقل للتحسن في مجموعة الضبط بالمقارنة بالسلسلة الأولى للدراسة. وهناك ملاحظة أبديت على كلتا سلسلتي الدراسة، وهي حقيقة أن المتطوعين الذين قيل: إنهم أصـحاء لم يكونوا في الواقع كذلك. ومعظمهم كان لديهم - بكيفية ما - قصور في وظائف المناعة، ومن السهل تفسير ذلك بما يتعرض له معظم الناس من التلوث عامة في الهواء والطعام والشراب بالإضافة إلى طبيعة الحياة المليئة بالضغوط(15). وجه الإعجاز: جاء في حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «في الحبة السوداء شفاء من كل داء»(16). ولما كان العموم في اللفظ هو الأصل ولا يصرف عنه إلا بقرينة؛ والقاعدة تقول: العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، فالعموم هنا مقدم من خلال منطوق اللفظ على المعنى، الذي ربما أشكل لأول وهلة من حيث كون الحبة السوداء تشفي من كل داء، وكذلك لما كانت النكرة في سياق الإثبات لا تعم غالباً وإن كانت تفيد الإطلاق؛ لأن شفاء هنا نكرة، فليس معناها أنها الشفاء الكامل لكل داءً، وجمعاً بين عموم المعنى وتخصيص لفظة (شفاء) يصير معنى الحديث: أن في الحبة السوداء نسبة من الشفاء لكل داء. وحيث أن جهاز المناعة له تأثير مباشر وغير مباشر على جميع أجهزة الجسم، وهذا ما يؤكده علماء الطب اليوم، فإن أي خلل في هذا الجهاز يعود بالخلل على جميع أجهزة الجسم، كما في مرض الإيدز مثلاً، حيث إن السبب الرئيسي لتدهور المصاب هو قصور الجهاز المناعي عنده من أداء وظيفته بالشكل الصحيح، وأن صحة هذا الجهاز وتقويته تعود بالفائدة المباشرة أو غير المباشرة على جميع أجهزة الجسم، وعليه عندما يصاب الإنسان بمرض ما في بعض أجهزته تؤثر قوة جهاز المناعة في الشفاء من هذا المرض تأثيراً مباشراً أو غير مباشر. ولقد ثبت بالبحث بما لا يقبل الشك أن الحبة السوداء تقوي جهاز المناعة في الجسم، وتحسن وظائف هذا النظام، بشكل أساسي ومباشر، لذا كانت الحبة السوداء شفاء من كل داء؛ مما يؤكد مدى أهميتها على أهم جهاز في الجسم خلقه الله وهيأه ليكون الجهاز الأول في الجسم، الذي يقوم بعملية الهجوم الكاسح على الجراثيم والمكروبات والفيروسات. وبهذا يكون الحديث قد أخبر بحقيقة علمية قبل ألف وأربعمائة عام، ثم جاء العلم الحديث بوسائله وأدواته المتطورة ليثبت ويؤكد صحة هذه المعلومة التي أخذها بالقبول والتصديق عموم المؤمنون في ذلك الزمان الغابر في القدم، ليكون هذا الإعجاز العلمي بمثابة دليل قاطع من عدة نواحٍ: 1. صدق ما نطق به النبي الأمي r قبل ألف وأربعمائة عام. 2. دقة اللفظ الذي ذكر هذه الحقيقة، والذي جمع بين عموم اللفظ بشكل عام وبين تخصيص لفظة (شفاء) حيث جاءت نكرة في سياق الإثبات والتي لا تعم غالباً وإن كانت تفيد الإطلاق. 3. توافق معنى الحديث والحقيقة العلمية المثبتة؛ دليل قاطع وآية قوية لزيادة الإيمان وتأكيد على أن القرآن والسنة النبوية؛ إنما هما من عند الله لا إله إلا هو، وأن محمد هو رسول الله، فلا ينطق عن الهوى إنما هو وحي يوحى إليه من الله العزيز الكريم. وصدق الله العظيم حيث يقول: ﴿سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ﴾ [فصلت: 53] إعداد: قسطاس إبراهيم النعيمي مراجعة: علي عمر بلعجم ساعد في النشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك المصدر: منتديات حبة البركة - من قسم: علاجات عامة لحبة البركة |
||||||||||||||
|
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ مجموعة انسان على المشاركة المفيدة: |
الكلمات الدلالية (Tags) |
البركه, حبة, دقائق, علميه |
|
|