عبادة الشكر لله
ألا أيها الشاكر، اعلم أن شكر الله طريق إلى الأجر الكبير، فماذا أنت خاسر؟! قال عليه الصلاة والسلام: (للطاعم الشاكر مثل ما للصائم الصابر) وشكرك سبيل إلى مرضاة الله عنك، فماذا تريد وراء ذلك؟! قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها، أو يشرب الشربة فيحمده عليها)[3]. عباد الله، إن حياة المؤمن بين صبر وشكر: صبر على ضراء، يصبر عندها فيربح بها أجراً ويُرفع بها قدرا، وشكر على سراء يحمد ربه عليها، ويعرف حق الله عليه فيها. عن صهيب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (عجبا لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر، فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له)[4]. فماذا فات المؤمنَ إن شكر في هنائه وصبر في بلائه؟! إن الشكر عبادة من العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه، ومما يدل على أهمية هذه العبادة وعظيم ثوابها: أن الله أوقف الجزاء في كثير من الأعمال الصالحة على المشيئة، فقال في الإغناء: ﴿ وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ إِن شَاء إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴾ [التوبة: 28]، وقال في المغفرة: ﴿ إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً ﴾ [النساء: 48]، وقال في التوبة: ﴿ وَيَتُوبُ اللّهُ عَلَى مَن يَشَاءُ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴾ [التوبة: 15]. |
الساعة الآن 05:25 PM. |
Powered by vBulletin
Copyright ©2000 - 2024