![]() |
من طرائف الجاحظ
من هو الجاحظ الجاحظ هو أبو عثمان عمرو بن بحر بن محبوب الكناني، و لقب بالجاحظ لجحوظ عينيه. وقد ألف كتاب البخلاء والذي يذكر فيه قصص طريفة عن البخل وأهله وكذلك ألف كتاب البيان والتبيين والحيوان كان الجاحظ دميما" و ظريفا"، حلو الحديث و صاحب نكتة، حتى على نفسه توفي الجاحظ بعد سقوط مجموعة من الكتب عليه من أرفف مكتبته وكان عمره 94 سنة. روى الجاحظ أتتني امرأة وأنا على باب داري فقالت: لي إليك حاجة، وأريد أن تسير معي. فقمت معها إلى أن أتت بي إلى صانع، وقالت له: مثل هذا. وانصرفت، فسألت الصانع عن قولها، فقال: لا مؤاخذة يا سيدي، إنها أتت إليَّ بحصى، وأمرتني أن أنقش لها عليها صورة شيطان، فقلت لها: يا سيدتي ما رأيت الشيطان، فأتت بك وكان ما سمعت!! لا تقولي شيئاً (ها العار ) وروى الجاحظ أيضا: أتيت منزل صديق لي فطرقت الباب فخرجت إليّ جارية من الهند، فقلت: قولي لسيدك الجاحظ بالباب، فقالت: أقول: "الجاهد بالباب"؟ -على لغتها- فقلت: لا، قولي له الحدقي بالباب! فقالت أقول "الحلقي بالباب"! فقلت: لا تقولي شيئاً. ورجعت!. ومن طرائف الجاحظ كذلك ما حكي عنه أنه كان في أحد الأيام متوجها إلى اليمن، و دخل أسواقها و تجول في الكثير من أحيائها، و لكنه وجد الناس ينفرون منه لبشاعة شكله، و لم يستضيفه أحد، فقرر العودة إلى البصرة، و في الطريق قابل أحد رفاقه، فسأله: كيف حال اليمن و أهلها؟ فأجاب الجاحظ ببيتين من الشعر عبرا عن شعوره أصدق تعبير: منذ أن أتيت اليمنا لم أر وجها" حسنا......قبــــح الله بــــلـدة أجمل من فيها أنـــا ما شبه أباه/ يحكى أن أحدهم نزل ضيفاً على صديق له من البخلاء وما أن وصل الضيف حتى نادى البخيل ابنه وقال له : يا ولد عندنا ضيف عزيز على قلبي فاذهب واشترى لنا نصف كيلو لحم من أحسن لحم ذهب الولد وبعد مدة عاد ولم يشترى شيئاً فسأله أبوه : أين اللحم !! فقال الولد : ذهبت إلى الجزار وقلت له : أعطنا أحسن ما عندك من لحم فقال الجزار : سأعطيك لحماً كأنه الزبد قلت لنفسي إذا كان كذلك فلماذا لاأشتري الزبد بدل اللحم .. فذهبت إلى البقال وقلت له : أعطنا أحسن ما عندك من الزبد فقال: أعطيك زبداً كأنه الدبس فقلت : إذا كان الأمر كذلك فالأفضل أن أشتري الدبس .. فذهبت إلى بائع الدبس وقلت: أعطنا أحسن ما عندك من الدبس فقال الرجل: أعطيك دبساً كأنه الماء الصافي فقلت لنفسي : إذا كان الأمر كذلك .. فعندنا ماء صافٍ في البيت وهكذا عدت دون أن أشتري شيئاً قال الأب : يالك من صبي شاطر .. ولكن فاتك شيء لقد استهلكت حذاءك بالجري من دكانٍ إلى دكان فأجاب الابن لا يا أبي .. أنا لبست حذاء الضيف بخيل / قال رجل لبعض البخلاء : لم لا تدعوني إلى طعامك ؟! قال البخيل : لأنك جيد المضغ سريع البلع ،إذا أكلت لقمه هيأت لأخرى ، قال الرجل : يا أخي أتريد إذا كنت عندك أن أصلى ركعتين بعد كل لقمتين ؟! . بخيل الشتاء والصيف / قال الجاحظ : استلف زبيدة بن حميد من بقال كان على باب داره درهمين وأربع حبات شعير ، فلما قضاه بعد ستة أشهر قضاه درهمين وثلاث حبات شعير ، فأغتاظ وقال البقال : سبحان الله أنت رب مائة ألف دينار وأنا بقال لا أملك مائة فلس وإنما أعيش بكدى ، وباستفضال الحبة والحبتين سلفتك درهمين وأربع حبات شعير فقضيتني بعد ستة أشهر درهمين وثلاث حبات شعير ؟ فقال زبيدة : يا مجنون أسلفتني بالصيف فقظيتك في الشتاء ، وثلاث شعيرات شتوية ندية تزن أربع شعيرات يابسة صيفية ، ولا أشك أن معك فضلا !! . تفنن في البخل / حكى عن بعض البخلاء أنه حلف يوماً على صديقه وأحضر له خبزاً وجبناً وقال : لا تستقل الجبن فإن الرطل منه بثلاثة دراهم ؟ فقال له ضيفه : أنا أجعله بردهم ونصف الدرهم ؟ قال : وكيف ذلك ؟ قال : آكل لقمة بجبن ولقمة بلا جبن !! . البخيل وأولاده / قال رجل من البخلاء لأولاده : اشتروا لي لحماً ، فاشتروا ، فأمر بطبخة ، فلما استوى أكله جميعه حتى لم يبق في يده إلا عظمة وعيون أولاده ترمقه ، قال : لن أعطي أحدا ً منكم هذه العظمة حتى يحسن وصف أكلها ، فقال ولده الأكبر : أشمها يا أبت وأمصها حتى لا ادع للذر فيها مقيلا ً ، قال : لست بصاحبها ، فقال الأوسط : ألوكها يا أبت وألحسها حتى لا يدرى أحد لعام هي أم لعامين ، قال لست بصاحبها ! فقال الأصغر : أنا يا أبت أمصها ثم أدقها وأسفها فقال الأب صاحبها وهي لك زادك الله معرفة وحزما ً !! القاضي البخيل / كان جحا في نزهة مع أصحابه ، وبعد الطعام انصرفوا إلى بركة كبيرة يغسلون بها أيديهم فصادف أن زلقت رجل القاضي فوقع في البركة ، فتسابق الرفاق لانتشاله قائلين : هات يدك .. هات يدك .. فلم يمد القاضي يده .. فصاح بهم جحا : لا تقولوا له هات فإنه لم يتعود سماعها ، ثم تقدم منه وقال : خذ .. خذ يدي ، فأخذ القاضي يده وأمسك بيد جحا ونجا !! مما قرأته و أعجبني في الجاحظ أنه كان يبيع الخبز في بغداد و يشتري الكتب (ليأكلها ليلا) وكانت له مكتبة كبيرة .... كان مجدا في تحصيل العلم..رحمه الله وأسكنه فسيح جناته ... |
الساعة الآن 05:07 PM. |
Powered by vBulletin
Copyright ©2000 - 2025