![]() |
نداءات قُرآنيّـــة
أيُّ جلالٍ هذا الذي يجعلكَ ترتعشُ خوفاً كلما مررت بآياته ،
وتسكب الدمع خشوعاً وحباً لما تمرّ بك آيات تناديك ، تثني عليك ، تعاتبك ، تشعلُ همتك .. يا أيها الذين ءامنوا .... كم مرّة مررت بها ؟ هل حرّكت أوتار قلبك فأصغت لها السّمع ؟ هل لامست شغاف قلبك فارتجف يهتف " لبيـــــك " ؟ هل أشعرتكَ يوماً بأن الملك العظيم الجبّار الواحد الأحد يناديك ، ويوجه خطابه لك ..! كم أنت إنسانٌ مهمٌّ لما شهدت أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله ! وما أعظمها من أمانة تلك التي حملتها على عاتقك لما استجبت لنداء .. ( يا أيها الذين ءامنوا ... ) . الإنسان العظيم هو الذي يبحثُ عن المعنى العظيم في حياته كي يحياه ، ويعيش كل تفاصيله ، ويغني حياته به . فتشرقُ في دنياه المعاني العظام ، ويغدو هو مثل الشّمس للدنيا ، يغنيها بوهج الدفء المنبعث من قلبه ، ويطلّ عليها بما يحمله من سمو معانٍ ، فيعمرها فكره ، وينثر خيره فيها فتكون سنابله بمئة حبّة ، ويضاعف الله لمن يشاء .. إنها آياتٌ تناديكَ لتشعرك أنك إنسانٌ مسئول عن هذه الأرض تعمرها بالخيرات ، وعن هذا الدين تنشره بكل الطرق ، وكل وسيلة ، وبداية أنت مسئول عن نفسك ، تصلحها ، وتقوّمها ، وتأخذ كتابك بقوّة ، لا تنكسر ولا تلين في حدٍ من حدود الله ، تنصاعُ لأوامره انصياع الراغب بالجنة ، وتلوذُ فراراً من مواطن تغضبه ، فلا تقترب من شبهات توحلُ هويتك – هوية المؤمن – تتبعها كلما رتلت كتاب الله ، وقف عندها طويلاً ، وتفكر في مغزاها ومعانيها ، ثم اعزم على التطبيق .. ولاحظ كيف ينبلج الفجر من فؤادك ، فتحتلك طاقة جبّارة ، تحركك لإعمار الأرضِ نوراً . ( يا أيها الذين ءامنوا .. ) تقودك لمعانٍ رفيعة كثيراً ما حلمتَ بها ، وأعجبت ببعضها في الخلائق ، وتمنيت لو رأيتها مجتمعة في شخصٍ واحد . ما رأيك أن تكون أنت هذا الشخص ، هيا فلتعمر قلبك بلبناتِِ الخير ، آية تلو آية ، وتبنى جسورُ النجاة ، وتعبر الصراط بإذن الله عبور المؤمنين .. فقد كان كتاب الله في دنياك منهاج حياة ، ودستور عمل ، وسيبقى معك في آخرتك ، وسيقودك إلى النجاة والفوز بالرضوان |
الساعة الآن 10:55 PM. |
Powered by vBulletin
Copyright ©2000 - 2025