منتديات حبة البركة - هدي النبي ﷺ في الطعام

كان هديه ﷺ في الطعام -في الصيام أو الإفطار- هدياً قصداً، لا إسراف فيه ولا تبذير، ولم تكن همته يوماً قط في الطعام، إنما كانت همته ﷺ وهمة أصحابه في أمور الآخرة وأحوال الدين، وحسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه.
ولم تكن له ﷺ في الطعام عادة متبعة لا يتخلف عنها، أو تفصيل معين يحافظ عليه، وإنما الحال: إن وجد طعاماً يشتهيه أكل، وإن لم يجد سكت ولم يأكل، وربما صام، ولم يكن يعيب طعاماً قط.
وكان يأكل من اللحم والخبز والزيت والعسل واللبن، ونحو ذلك مما كان يتيسر أحيانا.
وربما مر به وبآله الشهر، وراء الشهر، وليس لهم إلا التمر والماء.
وربما دار بضيفه على بيوت نسائه فلا يجد إلا الماء.
وكان ﷺ يجعل أول فطره عند الصيام رطبات أو تمرات، فإن لم يجد أفطر على الماء.
وكذلك كان سحوره ﷺ لقيمات، ولا يتقصد طعاماً معيناً في السحور إلا التمر، ومدحه بقوله: (نِعْمَ سَحُورُ الْمُؤْمِنِ التَّمْرُ) رواه أبو داود وصححه الألباني.
🍭ومما صح في طعامه ﷺ:
١- العسل:
(كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يُحِبُّ الْحَلْوَاءَ وَالْعَسَلَ) رواه البخاري ومسلم.
٢- التمر:
(مَنْ تَصَبَّحَ بِسَبْعِ تَمَرَاتٍ عَجْوَةً لَمْ يَضُرَّهُ ذَلِكَ الْيَوْمَ سُمٌّ وَلَا سِحْرٌ) رواه البخاري ومسلم.
(يَا عَائِشَةُ! بَيْتٌ لَا تَمْرَ فِيهِ جِيَاعٌ أَهْلُهُ، يَا عَائِشَةُ! بَيْتٌ لَا تَمْرَ فِيهِ جِيَاعٌ أَهْلُهُ) رواه مسلم .
وكان التمر غالب قوت النبي ﷺ، قالت عائشة رضي الله عنها: (إِنْ كُنَّا لَنَنْظُرُ إِلَى الْهِلاَلِ ثُمَّ الْهِلاَلِ، ثَلاَثَةَ أَهِلَّةٍ فِي شَهْرَيْنِ، وَمَا أُوقِدَتْ فِي أَبْيَاتِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَارٌ. فَقُلْتُ -أي عروة بن الزبير-: يَا خَالَةُ! مَا كَانَ يُعِيشُكُمْ؟ قَالَتِ: الأَسْوَدَانِ، التَّمْرُ وَالْمَاءُ، إِلاَّ أَنَّهُ قَدْ كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ جِيرَانٌ مِنَ الأَنْصَارِ كَانَتْ لَهُمْ مَنَائِحُ، وَكَانُوا يَمْنَحُونَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ مِنْ أَلْبَانِهِمْ، فَيَسْقِينَا) متفق عليه.
٣- الخل:
(نِعْمَ الْأُدُمُ أَوْ الْإِدَامُ الْخَلُّ) رواه مسلم.
٤- زيت الزيتون:
(كُلُوا الزَّيْتَ وَادَّهِنُوا بِهِ فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ) رواه الترمذي وصححه الألباني.
٥- الشعير:
(مَا شَبِعَ آلُ مُحَمَّدٍ ﷺ َمِنْ خُبْزِ شَعِيرٍ يَوْمَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ حَتَّى قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ) رواه مسلم.
٦- اللبن:
كان أيضاً من أكثر طعامه ﷺ، وهو من الفطرة التي اختارها يوم الإسراء والمعراج، قال ﷺ: (فَأَخَذْتُ الَّذِي فِيهِ اللَّبَنُ فَشَرِبْتُ فَقِيلَ لِي: أَصَبْتَ الْفِطْرَةَ أَنْتَ وَأُمَّتُكَ) متفق عليه.
ولم يكن من عادته ﷺ تناول أكثر من وجبتين في اليوم والليلة.
قَالَتْ عائشة رضي الله عنها: (مَا أَكَلَ آلُ مُحَمَّدٍ ﷺ أَكْلَتَيْنِ فِي يَوْمٍ إِلاَّ إِحْدَاهُمَا تَمْرٌ) رواه البخاري.
قال ابن حجر:
"فيه إشارة إلى أنهم ربما لم يجدوا في اليوم إلا أكلة واحدة، فإن وجدوا أكلتين فإحداهما تمر".