![]() |
وقفة مع "السفينة"و"غلام"
يقول تعالى في سورة "الكهف":(فانطلقا حتى اذا ركبا في السفينة خرقها) وقال في نفس السورة:(فانطلقا حتى اذا لقيا غلاما فقتله) لماذا ذكر الله تعالى في الآية الأولى "السفينة" معرفة وفي الآية الثانية "غلاما" نكرة؟ ما السر البياني في هذا الاختلاف بين هاتين الآيتين؟ في الآية الأولى لما جاء الخضر وموسى عليه السلام إلى الساحل لم يجدا أي سفينة ثم بعد ذلك جاءت سفينة مارة فنادوهما فعرفا الخضر فحملوهما بدون أجر ولهذا جاءت السفينة معرفة لأنها لم تكن أية سفينة إنما كان الخضر يعرفها ويعرفونه لهذا عرفت "بأل" في الآية في الآية الثانية لما اكمل الخضر وموسى عليه السلام سيرهما وجدا في طريقهما غلاما لكن هذا الغلام لا يعرفه اي واحد منهما فهو غلام مجهول لقياه في الطريق فقط لهذا جاء الغلام نكرة بدون "أل" لأنه مجهول لا يعرفه أحد خلاصة الكلام إذن أنه لما كان الخضر يعرف السفينة وأهلها جاءت "السفينة" معرفة لأنها فعلا معرفة عند الخضر وموسى ولما كانا يجهلان الغلام جاء في الآية نكرة "غلاما" لأنه أصلا نكرة مجهول لا يعرفه اي منهما وهكذا فكل كلمة في القرآن الكريم إلا وتوضع في المكان المناسب لها للسياق الذي جاءت فيه وهذا من بديع القرآن الكريم وجماله مما يدل على أنه من عند الله تعالى. |
الساعة الآن 03:27 AM. |
Powered by vBulletin
Copyright ©2000 - 2025