قصيدة رحل النهار
رحل النهار ها إنه انطفأت ذبالته على أفق توهّج دون نار و جلست تنتظرين عودة سندباد من السّفار و البحر يصرخ من ورائك بالعواصف و الرعود هو لن يعود أو ما علمت بأنه أسرته آلهة البحار في قلعة سوداء في جزر من الدم و المحار هو لن يعود رحل النهار فلترحلي هو لن يعود الأفق غابات من السحب الثقيلة و الرعود الموت من أثمارهنّ و بعض أرمدة النهار الموت من أمطارهنّ وبعض أرمدة النهار الخوف من ألوانهنّ وبعض أرمدة النهار رحل النهار رحل النهار و كأنّ معصمك اليسار و كأنّ ساعدك اليسار وراء ساعته فنار في شاطئ للموت يحلم بالسفين على انتظار رحل النهار هيهات أن يقف الزمان تمر حتى باللحود خطى الزمان و بالحجار رحل النهار و لن يعود الأفق غابات من السحب الثقيلة و الرعود الموت من أثمارهنّ و بعض أرمدة النهار الموت من أمطارهنّ و بعض أرمدة النهار الخوف من ألوانهنّ و بعض أرمدة النهال رحل النهار رحل النهار خصلات شعرك لم يصنها سندباد من الدمار شربت أجاج الماء حتى شاب أشقرها و غار و رسائل الحب الكثار مبتلة بالماء منطمس بها ألق الوعود و جلست تنتظرين هائمة الخواطر في دوار سيعود لا غرق السفين من المحيط إلى القرار سيعود لا حجزته صارخة العواصف في إسار يا سندباد أما تعود ؟ كاد الشباب يزول تنطفئ الزنابق في الخدود فمتى تعود رحل النهار و البحر متسع و خاو لا غناء سوى الهدير وما يبين سوى شراع رنحته العاصفات و ما يطير إلا فؤادك فوق سطح الماء يخفق في انتظار رحل النهار فلترحلي رحل النهار بقلم الشاعر بدر شاكر السياب |
الساعة الآن 08:14 AM. |
Powered by vBulletin
Copyright ©2000 - 2024