منتديات حبة البركة

منتديات حبة البركة (https://www.seedoil.net/vb/index.php)
-   مواضيع إسلامية عامة (https://www.seedoil.net/vb/forumdisplay.php?f=31)
-   -   هل يَصِـحُّ أنْ يُقال : توكَّلتُ على اللهِ ثُمَّ عليك ؟ (https://www.seedoil.net/vb/showthread.php?t=6338)

مونمون 09-15-2013 04:30 PM

هل يَصِـحُّ أنْ يُقال : توكَّلتُ على اللهِ ثُمَّ عليك ؟
 
-
الســـؤال : هل يَصِـحُّ أنْ يُقال : توكَّلتُ على اللهِ ثُمَّ عليك ؟

الجـــواب :هـذا لا يَصلُح ، لأنَّ الإمامَ أحمد وغيرُهُ مِن الأئمةِ صرَّحوا بأنَّ التوكُّلَ عملُ القلب ..

ما معنى التَّوكُّل ؟ هو تفويضُ الأمرِ إلى اللهِ جَلَّ وعَلا بعد بذل السبب . إذا بُذِلَ السببُ فوَّضَ العبدُ أمرَهُ إلى الله ، فصار مجموعُ بذلِهِ للسبب وتفويضُهُ أمرَهُ لله ، مجموعُها التَّوكُّل . ومعلومٌ أنَّ هذا عملُ القلب كما قال الإمامُ أحمد . ولهذا سُئِلَ الشيخُ محمد بن إبراهيم _ مُفتي الدِّيَار السعودية السابق _ رحمه اللهُ تعالى عن هـذه العِبارةِ ، فقال : لا تَصِحّ ، لأنَّ التَّوكُّلَ عملُ القلب . لا يَقبَلُ أنْ يُقالَ فيه " ثُمَّ " " توكَّلْتُ على اللهِ ثُمَّ عليك " ، إنَّما ما يُقالُ فيه " ثُمَّ " ما يسوغُ أنْ يُنسَبَ للبشر .

بعضُ أهل العِلم في وقتِنا قالوا : إنَّ هـذه العبارةَ لا بأسَ بها " توكَّلْتُ على اللهِ ثُمَّ عليك " ، ولا يُنظَرُ فيها إلى أصلِ معناها وما يكونُ مِن التَّوكُّلِ في القلب ، إنَّما يُنظَرُ فيها إلى أنَّ العامَّةَ حين تستعمِلُها ، ما تُريدُ التَّوكُّلَ الذي يعلمُه العُلَماء ، وإنَّما تُريدُ بمِثلِ معنى " اعتمدتُ عليك " ومِثل " وَكَّلْتُكَ " ونحو ذلك ..

فسهَّلوا فيها باعتبارِ ما يجولُ في خاطِرِ العامَّةِ مِن معناها ، وأنَّهم لا يَعنونَ التَّوكُّلَ الذي لا يَصلُحُ إلاَّ لله .

لكنْ الأولَى المنـع ؛ لأنَّ هـذا البابَ ينبغي أنْ يُسَـدَّ ، ولو فُتِحَ بابُ أنَّه يُستَسهَلُ في الألفاظِ لأجلِ مُرادِ العامَّة ، فإنَّه يأتي مَن يقولُ مثلاً ألفاظًا شِركِيَّة ، ويقولُ : أنا لا أقصِدُ بها كذا ؛ مِثل الذين يظهروا ويكثُرُ على لِسانِهم الحَلِفُ بغير الله ؛ بالنبىِّ أو ببعضِ الأولياء ونحو ذلك ، يقولون : لا نقصِدُ حقيقةَ الحَلِف ..

بل ينبغي وَصْـدُ ما يتعلَّقُ بالتوحيدِ وما رُبَّما يكونُ قد يخدِشُهُ أو يُضعِفُهُ ، ينبغي وَصْـدُ البابِ أمامه ، حتى تَخلُصَ القلوبُ والألسِنَةُ للهِ وحدَه لا شريكَ له .

~
للشيخ صالح آل الشيخ


الساعة الآن 12:50 AM.

Powered by vBulletin
Copyright ©2000 - 2025