منتديات حبة البركة

منتديات حبة البركة (https://www.seedoil.net/vb/index.php)
-   مواضيع إسلامية عامة (https://www.seedoil.net/vb/forumdisplay.php?f=31)
-   -   (( تـتــجـافـى جـنـوبـهـم عـن الـمـضـاجـع )) (https://www.seedoil.net/vb/showthread.php?t=6690)

هنيدة 10-15-2013 03:28 PM

(( تـتــجـافـى جـنـوبـهـم عـن الـمـضـاجـع ))
 


قوله تعالى : تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا
وطمعا ومما رزقناهم ينفقون

قوله تعالى : تتجافى جنوبهم عن المضاجع أي ترتفع وتنبو عن مواضع الاضطجاع .
وهو في موضع نصب على الحال ; أي متجافية جنوبهم .
والمضاجع جمع مضجع ; وهي مواضع النوم . ويحتمل عن وقت الاضطجاع ،

ولكنه مجاز ، والحقيقة أولى . ومنه قول عبد الله بن رواحة :

وفينا رسول الله يتلو كتابه إذا انشق معروف من الصبح ساطع يبيت يجافي جنبه عن فراشه



إذا استثقلت بالمشركين المضاجع



قال الزجاج والرماني : التجافي التنحي إلى جهة فوق .
وكذلك هو في الصفح عن المخطئ في سب ونحوه . والجنوب
جمع جنب . وفيما تتجافى جنوبهم عن المضاجع لأجله قولان
: أحدهما : لذكر الله تعالى ، إما في صلاة وإما في غير صلاة ;

قاله ابن عباس والضحاك . الثاني : للصلاة . وفي الصلاة التي تتجافى جنوبهم لأجلها أربعة أقوال
: أحدها : التنفل بالليل ; قاله الجمهور من المفسرين
وعليه أكثر الناس ، وهو الذي فيه المدح ، وهو قول مجاهد

والأوزاعي ومالك بن أنس والحسن بن أبي الحسن وأبي العالية
وغيرهم . ويدل عليه قوله تعالى : فلا تعلم نفس ما أخفي لهم
من قرة أعين لأنهم جوزوا على ما أخفوا بما خفي . والله أعلم
. وسيأتي بيانه .


http://img.el-wlid.com/imgcache/543477.gif


وفي قيام الليل أحاديث كثيرة ; منها حديث معاذ بن جبل أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له
: ألا أدلك على أبواب الخير : الصوم جنة ، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار ،
وصلاة الرجل من جوف الليل - قال : ثم تلا :
تتجافى جنوبهم عن المضاجع - حتى بلغ - يعملون أخرجه
أبو داود الطيالسي في مسنده والقاضي إسماعيل بن إسحاق وأبو عيسى الترمذي ،
وقال فيه : حديث حسن صحيح . الثاني : صلاة العشاء التي يقال لها العتمة ;
قاله الحسن وعطاء . وفي الترمذي عن أنس بن مالك أن هذه
الآية تتجافى جنوبهم عن المضاجع نزلت في انتظار الصلاة
التي تدعى العتمة قال : هذا حديث حسن غريب . الثالث :
التنفل ما بين المغرب والعشاء ; قاله قتادة وعكرمة .
وروى أبو داود عن أنس بن مالك أن هذه الآية
تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون
قال : كانوا يتنفلون بين المغرب والعشاء . الرابع : قال الضحاك :
تجافي الجنب هو أن يصلي الرجل العشاء والصبح في جماعة . وقاله أبو الدرداء وعبادة .


قلت : وهذا قول حسن ، وهو يجمع الأقوال بالمعنى .
وذلك أن منتظر العشاء إلى أن يصليها في صلاة وذكر لله جل وعز ;
كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : لا يزال الرجل في صلاة ما انتظر الصلاة .

وقال أنس : المراد بالآية انتظار صلاة العشاء الآخرة ;
لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يؤخرها إلى نحو ثلث الليل .

قال ابن عطية : وكانت الجاهلية ينامون من أول الغروب ومن أي وقت شاء الإنسان ،
فجاء انتظار وقت العشاء غريبا شاقا . ومصلي الصبح في
جماعة لا سيما في أول الوقت ; كما كان عليه السلام يصليها .
والعادة أن من حافظ على هذه الصلاة في أول الوقت يقوم
سحرا يتوضأ ويصلي ويذكر الله عز وجل إلى أن يطلع الفجر ;
فقد حصل التجافي أول الليل وآخره . يزيد هذا ما رواه مسلم


http://img.el-wlid.com/imgcache/543477.gif


من حديث عثمان بن عفان قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل ، ومن
صلى الصبح في جماعة فكأنما قام الليل كله ولفظ الترمذي
وأبي داود في هذا الحديث : من شهد العشاء في جماعة
كان له قيام نصف ليلة ، ومن صلى العشاء والفجر في جماعة
كان له كقيام ليلة . وقد مضى في سورة ( النور )
عن كعب فيمن صلى بعد العشاء الآخرة أربع ركعات
كن له بمنزلة ليلة القدر .

وجاءت آثار حسان في فضل الصلاة بين المغرب والعشاء وقيام
الليل . ذكر ابن المبارك قال : أخبرنا يحيى بن أيوب قال حدثني
محمد بن الحجاج أو ابن أبي الحجاج أنه سمع عبد الكريم
يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
من ركع عشر ركعات بين المغرب والعشاء بني له قصر في
الجنة فقال له عمر بن الخطاب : إذا تكثر قصورنا وبيوتنا يا
رسول الله ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الله أكبر وأفضل - أو قال - أطيب .


http://img.el-wlid.com/imgcache/543477.gif


وعن عبد الله بن عمرو بن العاصي قال : صلاة الأوابين
الخلوة التي بين المغرب والعشاء حتى تثوب الناس إلى الصلاة
. وكان عبد الله بن مسعود يصلي في تلك الساعة ويقول : صلاة الغفلة بين المغرب والعشاء ;
ذكره ابن المبارك . ورواه الثعلبي مرفوعا عن ابن عمر قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم :
من جفت جنباه عن المضاجع ما بين المغرب والعشاء
بني له قصران في الجنة مسيرة عام ، وفيهما من الشجر ما لو نزلها
أهل المشرق والمغرب لأوسعتهم فاكهة .
وهي صلاة الأوابين وغفلة الغافلين .
وإن من الدعاء المستجاب الذي لا يرد الدعاء بين المغرب والعشاء .

فصل في فضل التجافي - ذكر ابن المبارك عن ابن عباس قال :
إذا كان يوم القيامة نادى مناد : ستعلمون اليوم من أصحاب
الكرم ; ليقم الحامدون لله على كل حال ، فيقومون فيسرحون
إلى الجنة . ثم ينادي ثانية : ستعلمون اليوم من أصحاب الكرم
; ليقم الذين كانت جنوبهم تتجافى عن المضاجع
يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون . قال :
فيقومون فيسرحون إلى الجنة . قال : ثم ينادي ثالثة :
ستعلمون اليوم من أصحاب الكرم ; ليقم الذين كانوا
لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار ،

فيقومون فيسرحون إلى الجنة . ذكره الثعلبي مرفوعا عن أسماء بنت يزيد
قال النبي صلى الله عليه وسلم : إذا جمع الله الأولين
والآخرين يوم القيامة جاء مناد فنادى بصوت تسمعه الخلائق
كلهم : سيعلم أهل الجمع اليوم من أولى بالكرم ، ليقم الذين


كانت تتجافى جنوبهم عن المضاجع فيقومون وهم قليل ،
ثم ينادي الثانية ستعلمون اليوم من أولى بالكرم ، ليقم الذين
لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله فيقومون ، ثم ينادي
الثالثة ستعلمون اليوم من أولى بالكرم ، ليقم الحامدون لله
على كل حال في السراء والضراء فيقومون وهم قليل فيسرحون
جميعا إلى الجنة ، ثم يحاسب سائر الناس . وذكر ابن المبارك قال
أخبرنا معمر عن رجل عن أبي العلاء بن الشخير عن أبي ذر قال :
ثلاثة يضحك الله إليهم ويستبشر الله بهم :
رجل قام من الليل وترك فراشه ودفأه ، ثم توضأ فأحسن الوضوء ،
ثم قام إلى الصلاة ; فيقول الله لملائكته :
( ما حمل عبدي على ما صنع ) فيقولون : ربنا أنت أعلم به منا ; فيقول :
( أنا أعلم به ولكن أخبروني )
فيقولون : رجيته شيئا فرجاه وخوفته فخافه . فيقول :
( أشهدكم أني قد أمنته مما خاف وأوجبت له ما رجاه )

قال : ورجل كان في سرية فلقي العدو فانهزم أصحابه وثبت
هو حتى يقتل أو يفتح الله عليهم ; فيقول الله لملائكته مثل هذه
القصة . ورجل سرى في ليلة حتى إذا كان في آخر الليل نزل
هو وأصحابه ، فنام أصحابه وقام هو يصلي ;
فيقول الله لملائكته . . وذكر القصة .


http://img.el-wlid.com/imgcache/543477.gif


قوله تعالى : ( يدعون ربهم ) في موضع نصب على الحال ;
أي داعين . ويحتمل أن تكون صفة مستأنفة ; أي تتجافى جنوبهم
وهم أيضا في كل حال يدعون ربهم ليلهم ونهارهم .
و ( خوفا ) مفعول من أجله . ويجوز أن يكون مصدرا .
و ( طمعا ) مثله ; أي خوفا من العذاب وطمعا في الثواب .
ومما رزقناهم ينفقون تكون ( ما ) بمعنى الذي وتكون مصدرا
، وفي كلا الوجهين يجب أن تكون منفصلة
من ( من ) و ( ينفقون ) قيل :
معناه الزكاة المفروضة . وقيل : النوافل ; وهذا القول أمدح .
والله اعلى واعلم





الساعة الآن 11:31 AM.

Powered by vBulletin
Copyright ©2000 - 2025