منتديات حبة البركة - أزهر جريس.. روائي عراقي مرشح دائم لجا البوكر العربية

يعد الروائى العراقى أزهر جرجيس من الأسماء البارزة في المشهد الأدبي العربي، إذ تكررت ترشيحاته للجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر)، ما جعله "المرشح الدائم" لهذه الجائزة المرموقة، ومؤخرًا، وصلت روايته وادي الفراشات إلى القائمة القصيرة للجائزة، على أن يعلَن الفائز بها يوم الخميس 24 أبريل 2025، خلال احتفالية تبث افتراضيًا من أبوظبي، وذلك بالتزامن مع فعاليات الدورة الرابعة والثلاثين من معرض أبوظبي الدولي للكتاب، المقرر انطلاقه في أبريل المقبل.

كانت بداية حضور جرجيس في قائمة البوكر عام 2020، عندما وصلت روايته النوم في حقل الكرز إلى القائمة الطويلة، ثم في عام 2023، حققت روايته حجر السعادة إنجازًا جديدًا بوصولها إلى القائمة القصيرة، وأخيرًا في عام 2025، تكرر الإنجاز مع وادي الفراشات، التي حجزت لها مكانًا ضمن القائمة القصيرة مرة أخرى.

تتميز أعمال جرجيس بأسلوبه الساخر وقدرته على تناول قضايا إنسانية واجتماعية معقدة، وقد كشف في أحد حواراته أن فكرة وادي الفراشات راودته لسنوات، لكنه لم يباشر في كتابتها إلا بعد انتهائه من حجر السعادة، واستغرقت كتابة الرواية قرابة عامين ونصف، أنجزها كاملة في بغداد، مدينته ومسقط رأسه، التي تشكل أيضًا مسرح أحداث الرواية.

تتناول وادي الفراشات تجربة جيل عراقي عاش تداعيات الحصار الاقتصادي خلال التسعينيات، في أعقاب غزو الكويت عام 1990. وتسلط الرواية الضوء على تصاعد المد الديني وتوغله في بنية المجتمع العراقي، ما أدى إلى تحولات عميقة أفقدته طابعه المدني.

تدور القصة حول موظف أرشيف يُدعى عزيز عواد، الذي يسعى للحفاظ على أسرته الصغيرة من الضياع، لكنه يجد نفسه، دون قصد، غارقًا في عالم المقابر وحكايات المنبوذين. في هذا العمل، يتداخل الخيال مع الواقع، والتراجيديا مع الكوميديا، إذ يتحول الزوج المتعثر إلى سائق جنائز يجوب الأزقة والحواري بحثًا عما فقده. غير أن هذا الفقدان، الذي أثقل كاهله، يصبح في النهاية سبيله للخلاص، إذ يقوده نحو وادي الفراشات البعيد، حيث يجد لحياته معنى جديدًا.

وتكرار ترشيحات أزهر جرجيس لجائزة البوكر يعكس بوضوح تفوقه الأدبي والاعتراف المتزايد بأعماله في الأوساط الأدبية العربية.