![]() |
سياحة فى الجراح.. قصيدة عبد الرحمن الطويل بملتقى بيت الشعر العربي للنص الجديد
يطلق بيت الشعر العربى، بإدارة الشاعر سامح محجوب، اليوم، وعلى مدار يومين ( 17 و18 مايو) ملتقى بيت الشعر العربى الأول.. للنص الجديد)، ويدعو فيه 50 شاعرًا، تحت سن الأربعين من جميع ربوع مصر، وذلك للمشاركة فى الملتقى، ونقوم بنشر قصائد الشعراء تباعًا.. سياحة في الجراح لـ عبد الرحمن الطويل لا بُدّ مِن خوض التجارِب كاملةْ لِنقولَ مِلءَ القلبِ كانت فاشلةْ . ومِن الوقوف على ذُرى أحلامِنا لنُحسَّ كم هيَ في الحقيقة مائلة . ومِن الرجوع إلى البداية مرةً في العمر نلتمسُ الطريقَ الواصلةْ . ونحاول الجهةَ الصحيحةَ بعدما كذبَت بوِجهَتنا ظنونُ القافلة . ومِن السكوت عن الكلام هُنيهةً لنُعيدَ نِسبتَهُ ونعرفَ قائله . ونُبينَ معناه الذي لعبَت به حُجُبُ السياق وأفقدَتهُ دلائلَه . ومِن السياحة في الجراح بقارِبٍ قد أثقلَته الذكرياتُ الخاذلة . لتمُدَّ بوصلةُ الحقيقة سهمها ويعودَ مرفأها فيَلزمَ ساحلَهْ . غرضُ الشريدِ يدُ الطريقِ وزادُهُ للسيرِ أخيلَة النجاة الماثلة . ودليله قمرٌ خجولٌ طالعٌ في قلبه أو في السماء النازلة . مُتشبّهٌ بحبيبةٍ لجمالها خلقَت لغاتُ الأرض وصفَ "الكاملة" . نعِسَت بعينيْها النجومُ فوسّعَت آفاقَها بالنظرة المتكاسلة . وصحَت بخدّيها الفواكه عندما أخجلتُها بقصيدتي المتغازلة . وأنا المسافر في الطريق وشمسُها حينًا مؤازِرةٌ وحينًا آفلةْ . لا ترحم المشتاقَ وهو مسافرٌ أبدًا وضيعَت الطريقَ الحافلة . ومشَت تُقلّب في البلاد حظوظَها وترُجُّها كالنرد فوق الطاولة . وتُجيب أسئلةَ الجهات بسيرها وتريد أجوبةً فتَرجعُ سائلة . والناس فيها ساهرونَ ونُوَّمٌ متشوّقون لطعم حضن العائلة . يتفرجون على المزارع بعدما غزَت المصانع قمحَها وسنابله . ويُقطّعون الوقتَ بين حكايةٍ وروايتينِ ونومةٍ متثاقلة . ويُقدّرون كم المسافةُ كلما بلغوا مكانًا يعرفون منازله . أملَ الرجوع إلى الديار وأهلهم وإلى المدينةِ وهي ليست فاضلة . خذلَت طموحَ الفيلسوفِ وقهقهَت ضحكًا على أفكاره المتفائلة . ومشَت على إنسانها وعلَت على وجدانه ببروجها المتطاولة . وتقاذفَت أحلامه كُرةً على درَج الحضارةِ والحضارةُ زائلة . في عالمٍ لم يحترم أطفاله وأذاقهم تلك الخطوبَ الهائلة . تتغير الأخلاق فيه وتختفي وتبيتُ ناشطةً فتصبح خاملة . كمؤشرات السوق وهْي سريعةٌ كالبرقِ في حركاتها ومخاتلة . والبرقُ أكرمُ ذمةً إذ لم يجئ إلا وفي يده الغيوث الهاطلة . تتخطف الأرضَ اليباسَ من الردى وتُعيدها ولّادةً متناسلة . والآدميُّ وقد تَشَرَّبَ خيرها ما زال يُمطر في التراب قنابله . ودموعَهُ فوق الرماد وحزنَهُ فوق المداد وروحَهُ المتآكلة . فالآدميُّ اثنان ليس بواحدٍ والأرض غاضبةٌ عليه وثاكلة . بُسطَت يداه إلى أخيه لِقَتله حُبًّا لأختهما ورُدّت قاتِلة . والأرض واحدةٌ وقسّمها ابنُها أُممًا مسيطرةً وأخرى غافلة . لم تتّحد إلا بنص قصيدةٍ كُتبَت لتحلمَ بالحياة العادلة . حتى إذا اكتملَت وتم بناؤها نهض الشهيد وقام يقتلُ قاتِلَه . وتلا القصيدةَ شاعرٌ في ندوةٍ والناس مُنصتةٌ إليه وقائلة . لا بد من خوض التجارب كاملة لنقول ملء النفس كانت حافلة . ومِن التدرُّج في ذرى أحلامنا لتظل ممكنةَ الحدوث وقابلة . ومِن الرجوع إلى البداية مرةً في العمر وهو بدايةٌ متواصلة . ومن السكوت عن الكلام لعلنا نتأمل المعنى الذي في الفاصل عبد الرحمن الطويل شاعر وباحث في تاريخ القاهرة وفنون التلاوة مواليد القاهرة عام 1988 حصل على بكالوريوس التجارة من جامعة القاهرة عام 2010 وليسانس اللغة العربية والدراسات الإسلامية عام 2016 صدر له (بريق غيهبي) شعر 2015 و(سِفرُ لم يكن) شعر 2017، وكتاب (الفسطاط وأبوابها) 2024 وشارك في الكتاب الجماعي (القاهرة مؤرخة) 2024 حصل على جائزة الجمعية العلمية السعودية للغة العربية عام 2016 وجائزة الدولة التشجيعية في التاريخ من مصر عام 2024 |
الساعة الآن 06:35 PM. |
Powered by vBulletin
Copyright ©2000 - 2025