منتديات حبة البركة - بدونه يهلك الكوكب بأكلمه

أقوى كائن طبيعي يقوم بدور المنظف البيولوجي على وجه الأرض هو النسر. يتمتع هذا الطائر بقدرات مذهلة تجعله لا يُقهر أمام الميكروبات والجراثيم. فهو قادر على طحن العظام وهضم كل ما يتناوله بلا شفقة، مما يجعله عنصرًا أساسيًا في الحفاظ على التوازن البيئي وتنظيف الطبيعة.
النسر، الذي يُصنف من فئة الحيوانات القمّامة وآكلة الجيف، يعتمد في غذائه على بقايا الحيوانات المتحللة، لذا يُطلق عليه لقب الزبال أو المنظف. هذا الدور الحيوي يسهم بشكل كبير في الحفاظ على البيئة من التلوث الناتج عن بقايا الكائنات الميتة.
الجهاز الهضمي للنسر يتمتع بكفاءة خارقة، إذ يمكنه مواجهة أخطر التهديدات البيولوجية مثل الطاعون الدملي، داء الكلب، والجمرة الخبيثة. والسبب في ذلك يعود إلى اعتماد جهازه الهضمي على آليتين فعالتين. أولاً، يمتلك النسر عصائر هضمية ذات حموضة شديدة قادرة على تحليل وتحطيم كل ما يدخل إلى معدته، بما في ذلك اللحم الذي يحتوي على شظايا من الرصاص. ورغم قدرة المعدة على تحليل الرصاص، إلا أن تراكمه يسبب للنسر تسممًا بالرصاص، والذي يعد من أخطر التحديات التي تواجه هذا الطائر.
الآلية الثانية هي مقاومته للبكتيريا السامة. فحتى 40% من البكتيريا التي لا تُدمر في المعدة تبقى حية داخل الجهاز الهضمي دون أن تسبب أضرارًا أو تأثيرات سلبية.
أما من الناحية الجسدية، فإن تصميم جسم النسر مثالي لطبيعة حياته. غياب الريش عن رأسه يعينه على إدخال رأسه في أماكن شديدة القذارة للحصول على طعامه دون أن يتسخ ريشه. وعلى صعيد النظافة الذاتية، للنسر طريقة مميزة في تعقيم قدميه، إذ يتبول عليهما، حيث يمتلك حمض اليوريك الموجود في البول خصائص قوية تقتل الميكروبات بكفاءة.
تتميز النسور كذلك بمناقيرها الحادة والطويلة التي تُمكّنها من تمزيق جثث الحيوانات الكبيرة مثل الفيلة والأسود. وبينما لا تصطاد النسور الطرائد، فإنها تتخصص في البحث عن الحيوانات النافقة لتتغذى عليها.
من النسور الشهيرة النسر الرومي الذي يتمتع بحاسة شم استثنائية تمكّنه من اكتشاف رائحة الجيفة من مسافات بعيدة تصل إلى آلاف الأمتار وهو في الجو. أما النسر الأسود، فإنه يعتمد بدلًا من حاسة الشم على مراقبة النسور الأخرى مثل النسر الرومي أو أحمر الرأس، وعندما يجدها قد وصلت إلى الطعام، ينقض ليسلب منها غنيمتها بجرأة بالغة.