"في البداية لا شيء يحدث… تشرب كوباية عصير مانجا في عز الصيف، أو تأكل طبق كنافة في رمضان، وتبتسم في رضا.

البنكرياس يخرج أنسولين كرما منه، والخلايا تفتح أبوابها وتقول: اتفضل.

لكن مع مرور السنين… الأبواب ترفض الفتح، والأنسولين يصرخ بلا فائدة، والجلوكوز يتراكم في الدم كضيف ثقيل يرفض المغادرة.

وهنا يبدأ الكابوس: السكري من النوع الثاني."

ما هو السكري من النوع الثاني؟ 🔍

السكري نوعان أساسيان:

النوع الأول: البنكرياس يتوقف عن إنتاج الأنسولين (غالبا مرض مناعي).

النوع الثاني: البنكرياس ما زال ينتج الأنسولين… لكن الخلايا ترفض الاستجابة له (مقاومة أنسولين).

إذن السكري من النوع الثاني هو نتيجة سنوات من الإرهاق الغذائي، السمنة، قلة الحركة، والتوتر.
ببساطة: هو مرض نصنعه بأيدينا.

كيف يحدث؟ 🧩

تبدأ القصة مع مقاومة الأنسولين. الخلايا ترفض استقبال الجلوكوز.

البنكرياس يفرز المزيد والمزيد من الأنسولين.

مع الوقت يتعب البنكرياس ويضعف.

النتيجة: سكر مرتفع في الدم لا ينخفض.

ومع هذا السكر المرتفع يبدأ الجسم كله في التدهور.
الدم يصبح سميكا، الأوعية الدموية تتآكل، الأعصاب تحترق ببطء.

الأعراض 🚨

السكري في بدايته ماكر وصامت. قد لا تشعر بشيء. لكن مع الوقت:

عطش لا ينتهي.

تبول متكرر.

جوع مستمر.

فقدان وزن مفاجئ (أو زيادة وزن).

تعب وخمول.

التئام جروح بطيء.

التهابات جلدية متكررة.

زغللة في النظر.

كل هذه إشارات بأن الجسم يصرخ: "كفاية عبث!".

العواقب المظلمة 🎃

السكري من النوع الثاني ليس مجرد "سكر مرتفع". إنه مرض شامل يلتهم الجسم ببطء:

الأوعية الدموية: انسداد، تصلب، ارتفاع ضغط.

القلب: أزمات قلبية وسكتات دماغية.

الأعصاب: تنميل، حرقان، فقدان الإحساس (الاعتلال العصبي).

الكلى: فشل كلوي يحتاج لغسيل.

العين: اعتلال الشبكية، عمى تدريجي.

القدم السكرية: جروح لا تلتئم قد تنتهي بالبتر.

إنه مرض يفتك بك ببطء، كوحش يلتهمك قضمة بعد قضمة، وأنت ما زلت تبتسم وتقول: "عادي، سكر بسيط!"

عوامل الخطر ⚠️

من الأكثر عرضة للسكري من النوع الثاني؟

السمنة، خاصة دهون البطن.

قلة النشاط البدني.

الأكل الغني بالسكر والكربوهيدرات البسيطة.

قلة النوم والتوتر المستمر.

تاريخ عائلي مع السكري.

ضغط دم مرتفع وكوليسترول مضروب.

بمعنى آخر: حياة "العصر الحديث" كاملة.

هل هناك أمل؟ 🌱

الإجابة: نعم.
السكري من النوع الثاني يمكن السيطرة عليه، بل أحيانا عكسه في المراحل المبكرة.

١. الغذاء

قلل السكر والكربوهيدرات البسيطة.

اعتمد على البروتين والخضار والألياف.

استخدم الدهون الصحية (زيت الزيتون، المكسرات).

ابتعد عن الأكل المصنع والوجبات السريعة.

٢. الحركة

الرياضة ليست رفاهية. هي الدواء الحقيقي.
المشي، الجري، تمارين المقاومة… كلها تجعل العضلات تلتهم الجلوكوز.

٣. الصيام المتقطع

يمنح البنكرياس راحة ويعيد ضبط الجسم.

٤. النوم الجيد

٧–٨ ساعات نوم حقيقي تعادل دواء مجاني.

٥. الأدوية (عند الحاجة)

الميتفورمين، الأدوية الحديثة (SGLT2 inhibitors، GLP-1 agonists).
لكن… تظل الأدوية مجرد مسكنات. العلاج الحقيقي يبدأ بتغيير حياتك.