![]() |
خمس روايات جسدت ملحمة أكتوبر فى الأدب المصرى
منذ أن دوّى نداء النصر في السادس من أكتوبر عام 1973، لم تتوقف الفنون المصرية عن الاحتفاء بتلك اللحظة التي أعادت إلى المصريين كرامتهم وثقتهم في أنفسهم. ولم يكن الأدب بعيدًا عن هذه الحالة الوطنية، إذ تحولت حرب أكتوبر إلى مصدر إلهام للعديد من الروائيين الذين حاولوا توثيقها أدبيًا، برؤية إنسانية وفنية تجمع بين البطولة والوجع، بين النصر والتأمل. تكشف هذه الروايات عن وجه آخر لحرب أكتوبر، وجه الإنسان لا الجندي فقط، وتؤكد أن المعركة لم تكن بين جيوش فحسب، بل كانت بين اليأس والأمل، بين الانكسار والانتصار، من خلال الأدب، ظل النصر حاضرًا في الوجدان، والذاكرة المصرية تروي للأجيال الجديدة أن العمر لحظة... والرصاصة لا تزال في الجيب. وفي الذكرى الثانية والخمسين للحرب، نرصد أبرز خمس روايات مصرية تناولت تلك الملحمة الخالدة: 1. الرفاعي – جمال الغيطاني تُعد رواية "الرفاعي" واحدة من أهم الأعمال الأدبية التي أرخت لبطولات المقاتلين المصريين في حرب الاستنزاف وأكتوبر، من خلال سيرة العميد إبراهيم الرفاعي، قائد المجموعة 39 قتال. اقترب الغيطاني من شخصية الرفاعي ورفاقه كصحفي عاش بينهم، فحوّل البطولة العسكرية إلى سرد أدبي نابض بالحياة، يصور الشجاعة المصرية في أصدق صورها، ويخلّد بطولات من ضحّوا بأنفسهم دون انتظار مقابل. 2. الحرب في بر مصر – يوسف القعيد رواية رمزية تحمل رؤية نقدية للمجتمع المصري قبل الحرب وبعدها. يروي يوسف القعيد من خلال شخصية "مصري عبد الموجود" حكاية جندي بسيط يذهب إلى الجبهة حاملاً آمال أسرته وبلده، ليعود النصر إلى طبقة لم تشارك في الحرب، بينما يظل المقاتل الحقيقي منسيًا. تُعد الرواية واحدة من أكثر الأعمال صدقًا في تناول الجانب الإنساني للحرب، بعيدًا عن الشعارات، وقد اختيرت ضمن أفضل مئة رواية عربية في القرن العشرين. 3. الرصاصة لا تزال في جيبي – إحسان عبد القدوس من أوائل الروايات التي كُتبت بعد الحرب مباشرة عام 1974، واعتُبرت توثيقًا مبكرًا للحظة الانتصار. رسم إحسان عبد القدوس صورة للجندي المصري الذي عاش الهزيمة في 1967، ثم استعاد ثقته بنفسه ليشارك في النصر عام 1973. تحولت الرواية إلى فيلم سينمائي شهير من بطولة محمود ياسين وسعاد حسني، وأصبحت عنوانًا لمرحلة كاملة من الوعي الوطني. 4. حكايات الغريب – جمال الغيطاني يعود الغيطاني مرة أخرى إلى الحرب من زاوية إنسانية، عبر شخصية الجندي "عبد الرحمن" الذي يختفي بين النكسة والنصر. تتعدد الأصوات في الرواية لتجسد حالة الوطن في تلك السنوات الصعبة، وتصور كيف صنع المصريون من الصمود اليومي بطولة خالدة. تحولت "حكايات الغريب" إلى فيلم شهير من إخراج إنعام محمد علي وبطولة محمود الجندي، وظلت من العلامات البارزة في الأدب السينمائي الحربي. 5. العمر لحظة – يوسف السباعي رواية إنسانية رقيقة كتبها الأديب يوسف السباعي عام 1973، واعتبرها النقاد شهادة أدبية على مرحلة ما قبل العبور. تدور أحداثها خلال حرب الاستنزاف، وتتناول قصص الحب والفقد في زمن الحرب، لتؤكد أن التضحيات لا تقتصر على ساحات القتال، بل تمتد إلى القلوب والعلاقات. |
الساعة الآن 01:21 AM. |
Powered by vBulletin
Copyright ©2000 - 2025