![]() |
كنز الخلوة
حين تجد نفسك _ مختاراً أو غير مختار _ في خلوةٍ لا يكون فيها معك أحدٌ ،
إلا الله سبحانه وملائكته الكرام ، ولا تتطلع عليك ساعتها عين مخلوق .. فانظر لحظتها كيف يكون حال قلبك ..؟ إن كان مستحضراً حضور الله وقربه ومراقبته ، ثم هذا لا يكفي ، إن أثمر له هذا المشهد الحياء من الله والإجلال له وتعظيمه ، وربما أخذته رعشة لاستحضار هذه المعاني وأمثالها .. فانضبطت الجوارح ، واستقام الكيان على الوجه الذي يحب الله ويرضى . حين تجد حال قلبك كذلك في تلك الساعة ، فاعلم أنك فريد في هذا العالم الذي يعج بالغافلين عن الله ، بل والمتجرئين عليه ، غير المبالين به ..! فإن كنت كذلك فاعرف عظيم فضل الله عليك ، واسجد سجدة شكر بين يديه ، وأكثر من حمده وشكره وذكره ، تستمطر بذلك المزيد منه ، مما أكرمك به .. ( وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ) .. ويبقى عليك بعد ذلك أن تحافظ على هذا الكنز الذي أكرمك الله به ، فإن الشيطان لا يزال يتربص بك الدوائر ، ويوشك إن غفلت أن لا تجد قلبك حيث كان !! وشيء آخر عجيب .. حين يكون ذلك حال قلبك في الخلوة ، حيث لا تراك فيها عين مخلوق ، فاعلم أن لذلك ثمراته ولابد في الخلوة بين الناس .. |
الساعة الآن 06:13 AM. |
Powered by vBulletin
Copyright ©2000 - 2025