عرض مشاركة واحدة
قديم 06-19-2011, 02:01 PM   #1


الصورة الرمزية مجموعة انسان
مجموعة انسان غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 4
 العلاقة بالمرض: مصابة
 المهنة: لا شيء
 الجنس ~ : أنثى
 المواضيع: 52360
 مشاركات: 6367
 تاريخ التسجيل :  Aug 2010
 أخر زيارة : يوم أمس (10:33 PM)
 التقييم :  95
 مزاجي
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 9,478
تم شكره 17,570 مرة في 8,937 مشاركة
قصة السجادة للشيخ جاسم المطوع 




لا شك أن كل ابن ادم ينام ،
وكل إنسان يؤوي إلى فراشه ليلاً ،
ولكن هل تعرفون كيف نومتي تلك الليلة ؟
كنت نائماً في ليلة من ليالي الشتاء الباردة ،
من بعد نصب وتعب من مشاغل الدنيا ،
ما أكثرها.
وقد استلقيت على فراشي ،
وغرقت في نوم عميق جداً ،
فاستيقظت قبل الفجر من عطش شديد ألم بي ،
فقمت لأشرب الماء فسمعت أنيناً يخرج من الأرض ،
تلفت حولي فذهب الأنين ، ثم ذهبت وشربت الماء فعدت إلى الفراش ،
وإذا بالأنين يعود مرة أخرى ، وفي هذه المرة كان الأنين قوياً
وكأنه صوت بكاء ، فتحسست الأرض بيدي ،
حتى أمسكت ( سجادتي ) فسكتت.

قلت متعجباً: أأنت التي تأنين يا سجادتي ؟!
قالت:
نعم.
قلت
: ولماذا

قالت: لقد أيقظك عطشك ، وشربت من الماء حتى ارتويت ،
وأنا بحاجة إلى الماء ولا أجد من يرويني الماء !!
قلت: وهل تريدين أن أحضر لك كأساً من الماء ؟
قالت: لا ليس هذا هو الماء الذي يرويني ،
إنما يرويني دموع العابدين التائبين.
قلت: ومن أين لي أن آتي لك بهذا النوع من الماء ؟
قالت: وهذا هو سبب بكائي فقم يا عبدالله وصل لله ركعتين
في ظلمة الليل ؛
حتى تنير لك ظلمة القبر والجزاء من جنس العمل ،
ولم يبق من الوقت غير القليل
وبعها يؤذن المؤذن لصلاة الفجر.
قلت: دعيني وشأني يا سجادتي.
قالت: يا عبدالله قم لصلاة الفجر ،
فإنها حياة للقلب وللروح ،
وقد حان موعد الأذان ليردد: ( الصلاة خير من النوم ، الصلاة خير من النوم )
وأنت تستجيب لنداء الدنيا كل يوم في الليل والنهار.
ولا تستجيب لنداء العزيز القهار ؟!!
قلت متضايقاً: دعيني أنام يا سجادتي ..
فأنت تشاهدينني كل يوم ، لا أعود إلى المنزل إلا وأنا منهك متعب ..
ثم أخذ اللحاف ووضعه على صدره فشعر بالدفء واستسلم
لسلطان النوم.
قالت السجادة: يا عبدالله. وهل تعطي للدنيا أكثر مما تعطيه لدينك ؟
قلت بلهجة تهكمية: أسكتي يا سجادتي.
أرجوك لا تتكلمي..
فإنني متعب ومرهق.
أريد أن أنام .
فسكتت السجادة برهة متأثرة بما قال عبدالله
وقالت بصوت حزين:
آه لرجال الفجر !!
آه لرجال الفجر !!
ألم تسمع قول النبي صلى الله عليه وسلم:
" لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ـ
يعني الفجر والعصر "
وقال عليه الصلاة والسلام: " من صلى البردين دخل الجنة ".
وقال: " بشروا المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام
يوم القيامة ".
وقال أيضاً: " ليس صلاة أثقل على المنافقين من الفجر والعشاء ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا ".
فانتبه عبدالله من غفلته وقال:
فعلاً إن صلاة الفجر مهمة.
السجادة: قم يا عبدالله قم.
قال: غداً أبدا إن شاء الله .. ولكن اتركيني اليوم لأنام فإنني مرهق.
السجادة: وهي متحسرة ( من لم يعرف ثواب الأعمال ثقلت عليه في جميع الأحوال ) .
ثم قالت: ستنام غداً في قبرك كثيراً يا عبدالله ،
وستذكر كلامي ونصحي …
ثم تركته السجادة ، ونام عبدالله ،
ولكن ! كانت أطول نومة ينامها في حياته فقد مات تلك الساعة.
فأنشدت السجادة حين علمت بوفاته قائلة:

يـا من يـــعد غـداً لتـوبـتـــه *** أعلى يقين من بلوغ غد
المرء في عيشه على أمـــل *** ومنيته الإنسـان بالـرصد
أيـــــــام عـمـرك كلـهـا عـدد *** ولعل يومك آخر العدد



دمتم بخير من عند الله
بقلم:الشيخ جاسم المطوع

ساعد في النشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك





 
 توقيع : مجموعة انسان







رد مع اقتباس
3 أعضاء قالوا شكراً لـ مجموعة انسان على المشاركة المفيدة: