عرض مشاركة واحدة
قديم 12-21-2011, 10:33 PM   #1


الصورة الرمزية مجموعة انسان
مجموعة انسان متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 4
 العلاقة بالمرض: مصابة
 المهنة: لا شيء
 الجنس ~ : أنثى
 المواضيع: 52344
 مشاركات: 6367
 تاريخ التسجيل :  Aug 2010
 أخر زيارة : اليوم (12:36 PM)
 التقييم :  95
 مزاجي
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 9,478
تم شكره 17,570 مرة في 8,937 مشاركة
momayz الخلايا الجذعية (Stem cell) أو مـــا يسمى بـخلايا المنشأ 




الخلايا الجذعية (Stem cell) أو مـــا يسمى بـخلايا المنشأ هي أعظم اكتشافات القرن العشرين , وفتح علم جديد وثورة بيولوجية تنبئ بمستقبل مشرف ومبشر لعلاج العديد من الأمراض المستعصية


*& بالرغم أنه لا يوجد اتفاق كامل بين العلماء علي تعريف الخلايا الجذعية , إلا أن الاختبارات تؤكد أن هذه الخلايا هي نمط غير متمايز من الخلايا ولكنها قادرة علي التجدد الذاتي ( (Self-renewal والتمايز إلي أنماط متخصصة من الخلايا مما يسمح لها بان تعمل كجهاز إصلاحي للجسم باستبدال خلايا أخري عاطلة والحفاظ علي وظيفة الأعضاء الجسمية

- المقـــــــــــــدمة
Introduction


الخلايا الجذعية (Stem cell) أو مـــا يسمى بـخلايا المنشأ هي أعظم اكتشافات القرن العشرين , وفتح علم جديد وثورة بيولوجية تنبئ بمستقبل مشرف ومبشر لعلاج العديد من الأمراض المستعصية , وتكمن أهميتها في كونها السليفة لكل خلايا الجسم أي أنها هي طينة الجسد الحية التي ينحت منها الجسم ويرمم .
الخلايا الجذعية موجودة بصورة طبيعية في الجسم وهي غير متخصصة unspecialized cells) ) وغير مكتملة الانقسام ولا تشابه أي خلية متخصصـــــــــــــــــــــة specialized cells)) , ولكنها قادرة علي تكوين خلية بالغة بعد أن تنقسم عدة انقسامات في ظروف مناسبة , وأهمية هذه الخلايا تأتي من كونها تستطيع تكوين أي نوع من الخلايا المتخصصة بعد أن تنمو وتتطور إلي الخلايا المطلوبة.
يعتقد خبراء البحث الطبي أن الخلايا الجذعية بقدرتها هذه قادرة علي تغيير تاريخ الأمراض البشرية عن طريق استخدامها لإصلاح نسيج متخصصة أو عن طريق دفعها للنمو بشكل عضو حيوي معين .
بالرغم من ذلك فان هذه الأبحاث تثير العديد من المخاوف الأخلاقية والإنسانية مما اضطرت العديد من الدول المتقدمة لوضع تشريعات تحدد هذه الأبحاث العلمية .
وفي هذا البحث سنحاول تسليط الضوء علي هذا الاكتشاف وكل ما يتعلق به من إيجابيات وسلبيات.

2- التعريف بالخلايا الجذعية
Definition of stem cells
بالرغم أنه لا يوجد اتفاق كامل بين العلماء علي تعريف الخلايا الجذعية , إلا أن الاختبارات تؤكد أن هذه الخلايا هي نمط غير متمايز من الخلايا ولكنها قادرة علي التجدد الذاتي ( (Self-renewal والتمايز إلي أنماط متخصصة من الخلايا مما يسمح لها بان تعمل كجهاز إصلاحي للجسم باستبدال خلايا أخري عاطلة والحفاظ علي وظيفة الأعضاء الجسمية. ويمكن أن توصف الخلايا الجذعية بشكل جيد علي أساس التطور الطبيعي للإنسان الاعتيادي كالتالي :
تبدأ عملية علم التطور التنموي للإنسان عندما يلقح أحد الحيوانات المنوية بويضة لخلق خلية واحدة لها القدرة علي تكوين كائن متكامل .
وهذه البويضة المخصبة تمثل خلية جذعية كاملة القدرة (الفعالية) Totipotent stem cell , وهذا يعني أن قدرتها كاملة علي إنتاج أي نوع من الخلايا .
في الساعات الأولي بعد عملية التلقيح تنقسم هذه الخلية إلي خليتين متشابهتين من نوع الخلايا كاملة القدرة , يعني ذلك أن وضع واحدة من هذه الخلايا في رحم الأم يمكنها أن تنتج جنيناً متكاملاً , وفي أن التوائم المتشابهة تتكون عندما تنقسم اثنتان من الخلايا كاملة القدرة ومن ثم تكمل المشوار لتكوين زوج من الأجنة المتشابهة وراثياً .
بعد مرور حوالي أربعة أيام من عملية التلقيح وبعد عدد من دورات الانقسام تبدأ الخلايا الكاملة القدرة بالتخصص مكونة كرة مجوفة من الخلايا تسمي الكيسة الأرومية Blastocyte التي تتألف من كتلة خلوية خارجية (الأرومة المغذية) وكتلة خلوية داخلية (الأرومة الجنينية ).
الطبقة الخارجية من الخلايا مسؤولة عن تكوين المشيمة والأنسجة الداعمة الأخرى التي يحتاج إليها الجنين أثناء عملية التكوين في الرحم , بينما طبقة الخلايا الداخلية يخلق الله منها أنسجة جسم الكائن الحي المختلفة ,إلا أنها لا تستطيع تكوين كائن حي بمفردها لأنها غير قادرة علي تكوين المشيمة والأنسجة الداعمة للجنين علي الرغم من قدرة هذه الخلايا علي تكوين أي نوع آخر من الخلايا الموجودة داخل الجسم ولهذا يطلق علي هذه الخلايا في هذه المرحلة بالخلايا الجذعية وافرة القدرة (الفعالية) Pluripotent stem cells .
تخضع بعد ذلك خلايا الكتلة الداخلية لمزيد من التخصص بالانقسام المتكرر لتكوين خلايا جذعية مسؤولة عن تكوين خلايا ذات وظائف محددة مثل خلايا الدم الجذعية التي تكون كل خلايا الدم وخلايا الجلد الجذعية التي تكون كل خلايا الجلد , وهذه الخلايا المتخصصة يطلق عليها خلايا جذعية متعددة القدرة (الفعالية ) Multipotent stem cells .
تتطور بعد ذلك الخلايا الجذعية متعددة القدرة وتخصص أكثر من السابق وتصبح مسؤولة عن إنتاج أنواع قليلة من الخلايا مثل خلايا الجذعية اللمفاوية و النقوية وتسمي الخلايا الجذعية قليلة القدرة (الفعالية ) Oligopotent stem cells والتي تتمايز وتتخصص أكثر فأكثر بحيث تصبح كل واحدة منها مسؤولة عن إنتاج نوع محدد من الخلايا كخلايا الدم الحمراء الجذعية وخلايا الدم البيضاء الجذعية والخلايا الجذعية المسؤولة عن إنتاج الصفائح الدموية ,وفي هذه المرحلة يطلق علي هذه الخلايا بالخلايا الجذعية وحيدة القدرة (الفعالية) Unipotent stem cells ،

ومن هنا يمكننا تصنيف الخلايا الجذعية تبعاً لقدراتها وخصائصها إلي :
2-1- كاملة الفعالية Totipotent : وهي بوسعها التطور لتكون كائن حي كامل،ومثال عنها البيضة الملقحة المتشكلة بعملية الإخصاب.
2-2- وافرة الفعالية pluripotent : وهي بوسعها التطور لكل أشكال الخلايا تقريباً،ومثال عنها الخلايا الجنينية التي تنشأ من الطبقات الخلوية الداخلية والخارجية.
2-3- متعددة الفعالية Multipotent :وهي بوسعها التطور إلى عائلات خلوية قريبه منها ومرتبطة بها ، ومثال عنها الخلايا الجذعية المكونة للدم.
2-4- قليلة الفعالية Oligopotent : وهي بوسعها التطور إلى خلايا قليله ،ومثال عنها الخلايا الجذعية اللمفاوية والنقوية.
2-5- وحيدة الفعالية Unipotent : وهي لها القدرة على إنتاج الخلايا التي من نوعها فقط لكنها تملك خاصية التجدد الذاتي التي تكسبها صفة الخلايا الجذعية ، وكمثال عنها خلايا الدم الحمراء الجذعية.


وهكذا فإن الخلايا الجذعية تعتمد بدورها علي ما يسمي (بالعمر الجنيني) للجسم ,فهناك الخلايا الجذعية التي تولد بقدرة لصنع أي شيء , وهناك الخلايا الجذعية التي تتكاثر لتصنع نسيجاً خاصا للجسم ,ومع كل خطوة نحو البلوغ فإن النجاحات التي تحققها الخلايا الجذعية تكون أضيق , أي أنها تقود إلي التخصص .
ومع ذلك فإن دلائل الأبحاث الحديثة تشير إلي أنه يمكن التلاعب بالخلايا البالغة لإرجاعها إلي الوراء وتمكينها من إنتاج مختلف الأنسجة .
علي هذا الأساس يمكننا تصنيف الخلايا الجذعية تصنيفاً آخراً اعتماداً علي العمر الجنيني للجسم إلي نوعين هما :
1. الخلايا الجذعية الجنينية .. Embryonic stem cells :
وهي التي يتم الحصول عليها من الجزء الداخلي للكيسة الأرومية , وفي هذه الحالة تكون الخلايا الجذعية متعددة الخيارات وتعطي خلال نموها منتجات الطبقات الجنينية الثلاث :الطبقة الجنينية الخارجيةEctoderm والوسطى Mesoderm
والداخلية Endoderm , وهذا يعني أن الخلايا الجنينية قادرة علي التنامي نحو أكثر من 200 نمط خلوي موجود في جسم البشري .

2. الخلايا الجذعية البالغة ..Adult stem cells :
وهي خلايا جذعية تتواجد في الجسم بعد مرحلة التطور الجنيني في الأطفال والبالغين علي حد سواء ضمن أنماط مختلفة من الأنسجة , ولكن لم يتم لحد الآن اكتشاف جميع الخلايا الجذعية البالغة في جميع أنواع الأنسجة إلا أنه ثَبُتَ وجودها في الدماغ , نقي العظم, الدم , العضلات , الجلد والكبد .
وتبقي هذه الخلايا في حالة هجوع أو عدم انقسام مدة سنوات إلي أن تنفعل بسبب مرض أو أذية نسيجية أو لإمداد الأنسجة بالخلايا التي تموت كنتيجة طبيعية بعد انتهاء عمرها المحدد في النسيج .

3-الفرق بين الخلايا الجذعية الجنينية والبالغة :

3-1. الخلايا الجذعية تتواجد بأعداد كبيرة خلال المراحل الجنينية , بينما الخلايا الجذعية البالغة تتواجد بأعداد قليلة في المراحل بعد الجنينية مما يجعل من الصعب عزلها وتفتيتها , كما أن هذا العدد يقل مع تقدم عمر الإنسان .

3-2. الخلايا الجذعية الجنينية لها القدرة عالية علي الانقسام والتكاثر , بينما الخلايا الجذعية البالغة ليس لها نفس القدرة علي التكاثر , والسبب هو أن الخلايا الجنينية تنتج أنزيم يسمي Telomerase الذي يساعدها علي الانقسام باستمرار وبشكل نهائي بينما الخلايا البالغة لا تنتج هذا الإنزيم إلا بكميات قليلة أو على فترات متباعدة مما يجعلها محدودة العمر .
3-3. الخلايا الجذعية الجنينية قادرة علي التحول إلي جميع أنواع الأنسجة الموجودة في الجسم , بينما الخلايا البالغة لا تتمتع بهذه القدرة الكبيرة علي التحول .

3-4. قد تحتوي الخلايا الجذعية البالغة علي بعض العيوب نتيجة لتعرضها لبعض المؤثرات كالسموم , بينما الخلايا الجنينية ستكون حديثة التكوين ولم تتعرض لتلك المؤثرات .


من هذه الفروقات يمكننا استنتاج أن الخلايا الجذعية الجنينية أفضل من الخلايا الجذعية البالغة , حيث تعتبر بقدرتها الانقسامية اللامحدودة وتعدد خيارتها مصدراً كامناً للعديد من الأفكار في مجال الطب الاستبدالي واستبدال الأعضاء بعد أذيتها أو مرضها .




4- مصادر استخلاص الخلايا الجذعية
4-1. عزل الخلايا الجذعية من الأرومة الكيسية :
وفيها تم عزل الخلايا الجذعية مباشرة من كتلة الخلايا الداخلية للأجنة البشرية في مرحلة البلاستوسايت , ثم القيام بتنميتها في مزارع خلوية لإنتاج خطوط خلوية من الخلايا الجذعية الجنينية , وقد تم استعمال أجنة من عيادات أطفال الأنابيب وكانت هذه الأجنة من النوع الفائض عن الحاجة والتي لن تستخدم لتطوير أجنة في داخل الرحم ومن متبرعين أخذت موافقتهم الرسمية , وفعلاً تحولت بعض هذه الخلايا إلي أنواع من الأنسجة المختلفة بعد زراعتها في أماكن مختلفة في الجسم .
4-2. عزل الخلايا الجذعية من الأجنة المجهضة:
وفيها أخذت الخلايا الجذعية من الأنسجة الجنينية للأجنة المجهضة , حيث تم عزلها من منطقة ستتطور لتكوين الخصي أو المبايض في الجنين لاحقا , وفي أحدي التجارب أخذت الخلايا من مصدرين متغايرين إلا أن الخلايا الناتجة كانت متشابهة تماما.



4-3.عزل الخلايا الجذعية من نخاع العظام :
تم فتح أبواب الأمل للمرضى باستخدام الخلايا الجذعية الموجودة في نخاع العظام , حيث أثبت العلماء تحول تلك الخلايا إلي أنواع متخصصة من الخلايا الجسمية بعد وضعها في ظروف معينه لتتجه في اتجاه تكوين النسيج المطلوب , ورغم انقسام هذه الخلايا أكثر من مائة مرة فإنه لم يطرأ تغير علي تركيبها الوراثي .
وقد أجريت تجربة تم فيها حقن خلايا نخاع العظام في أجنة فئران في مرحلتها البدائية فنمت إلي معظم خلايا الجسم المتخصصة إن لم يكن كلها .
إن هذه العملية تحتاج إلي متبرع لنخاع العظم نسيجه مطابق تماما لنسيج المريض وعادة ما يكون المتبرع من إخوة المريض , وفي حالة عدم توفر متبرع يكون البديل هو البحث عن متبرع من خارج حدود العائلة , وهذا يتم من خلال البرنامج الدولي للتبرع بنخاع العظم , ولكن أحيانا يطول الوقت حتى يتم العثور علي متبرع دولي مطابق , وعلي الرغم من أن عدد المرضى الذين استفادوا من زرع نخاع العظم من متبرع غريب يزداد كل عام , فإن الحاجة إلي بدائل منتجة لخلايا الدم تزداد يوما بعد يوم , وإلا فإن بعض المرضى الذين يستفيدون من زرع نخاع العظم قد يفقدون حياتهم خلال انتظارهم لمتبرع , وإذا وجد متبرع فإن الصعوبة تكمن في مطابقة الأنسجة بينه وبين المريض.

4-4. عزل الخلايا الجذعية من دم الحبل السري:
في السنوات الأخيرة زاد الاهتمام بدم الحبل السري الذي يحتوي علي خلايا جذعية شبيهة بخلايا نخاع العظم والتي تعين الإنسان علي إنتاج خلايا العظام والغضاريف والعضلات إضافة إلي خلايا الكبد والخلايا التي تشكل بطانة الأوعية الدموية وغيرها .
والجدير بالذكر أنه يتم الآن حفظ دم الحبل السري للجنين بموافقة والديه كي يستخدم في علاجه شخصيا لاحقا , وهذه الخاصية دعت الكثير من الدول والمؤسسات لإنشاء مراكز وبنوك لتجميع دم الحبل السري وتوفيره لمرضي من غير الأقارب .
المهم في الأمر أنه لحفظ دم الحبل السري فوائد مستقبلية كبيرة , حيث أن الخلايا الجذعية المستمدة من دم الحبل السري يمكن استخدامها بنجاح حيثما تطلب الأمر تداخل الأطباء لمعالجة صاحب الدم من الأمراض المستعصية , وقد تم إجراء عمليات زرع دم الحبل السري علي العديد من المرضى ولكن معظمهم من الأطفال الصغار, ووجد أن الشخص البالغ يحتاج إلي كمية أكبر من الخلايا المولدة لخلايا الدم , وهناك بعض الاستنتاجات عن العلاقة بين نجاح عملية الزرع وعدد الخلايا المزروعة , فكلما زاد عدد الخلايا المزروعة زادت فرصة نجاح العملية , وتجدر الإشارة إلي أن جميع ما يتم تجميعه من دم الحبل السري يجب أن يخضع لفحوصات وتحاليل للكشف عن وجود أمراض معدية أو أمراض الدم الوراثية قبل تخزينه في البنك .
أخيرا نستدل من كل ذلك علي أن التجارب أثبتت عملياً أنه يمكن قبول دم الحبل السري كبديل لنخاع العظم , وفي حالات كثيرة يمكن أن يكون له مميزات أكثر ليست موجود في نخاع العظم .

5- مميزات دم الحبل السري عن نخاع العظم:
5-1.عدد المواليد كبير جدا مما يعطي احتمالات أكثر للمطابقة من حيث البحث عن متبرعها .
5-2. فرصة حدوث مرض لرفض الجسم النسيج المزروع ضد المضيف أقل بصورة ملحوظة.
5-3. التكلفة المادية أقل من زرع نقي العظام .
5-4 سهولة الحصول عليه من دون آلام للأم أو الطفل .
5-5 يمكن تخزينه للاستخدام الشخصي أو يتم التبرع به للآخرين .
5-6. الاحتمالات أقل من حيث إصابته بالأمراض المعدية .
5-7. يمكن القبول بمستوي للمطابقة أقل من نقي العظام .
ومع انتشار بنوك دم الحبل السري في معظم دول العالم الآن , فإن دم الحبل السري يعطي أملا كبيرا للعديد من الأشخاص الذين لا يجدون متبرعا من الأقارب أو غيرهم , فضلا عن ذلك فإن دم الحبل السري يعطي نتائج مبشرة بالخير عملياً من خلال عمليات الزرع في قلة احتمال حدوث مضاعفات وأعراض جانبية خطيرة .
وفي الحقيقة فإن معجزة الولادة أصبحت أكبر بكثير من مجرد ولادة بل أصبحت أملا لآلاف المرضي .

6- استراتجيات الخلايا الجذعية :
تقوم الخلايا الجذعية بثلاث فعاليات للجسم وهي :
6-1. تنمية الجسم .
6-2. ترميم الأنسجة وأعضاء الجسم .
6-3. مقاومة السرطان .
أولا : تنمية الجسم
في واحدة من أكثر الدراسات البحثية أهمية، تمكن باحثون بريطانيون من تطوير علاج جديد من الخلايا الجذعية يمكنه تعزيز قدرة الجسم على إصلاح نفسه بشكل فعال.
وأوضح الباحثون الذين توصلوا إلى هذا الاكتشاف المثير من خلال أبحاثهم التي أجروها ,أن العلاج الجديد الذي يحث نخاع العظام على إفراز سيل من الخلايا الجذعية في مجرى الدم، يمكنه معالجة الإتلافات النسيجية الخطرة التي تنتج من الأزمات القلبية أو حتى إصلاح العظام المكسورة.
ويقول الباحثون البريطانيون أنهم وجدوا طريقة لتحفيز نخاع العظام على إفراز نوعين من الخلايا الجذعية القادرة على إصلاح العظام والأوعية الدموية والغضاريف.وفي إحدى الأبحاث تمت معالجة نخاع العظام الخاص بالفئران مما أدى إلي إنتاج ضعف كمية الخلايا الجذعية مئة مرة وهو ما ساعد على تجديد الخلايا.
والجدير بالذكر أن الدراسة البحثية احتوت على مضامين كبيرة وذات نطاق عريض، مما يدل على أن الجسم يصلح نفسه بنفسه طوال الوقت. ومع هذا فحينما يكون التلف حادا، تكون هناك حدود لما قد يكون بإمكانه أن يفعله الجسم من تلقاء نفسه , لكن إذا تمكنا من استدعاء أعداد إضافية من أنواع الخلايا الجذعية التي يحتاج إليها الجسم عن طريق إفراز المزيد من الخلايا الجذعية كما حصل في الأبحاث التي أجريت على الفئران , وذلك من اجل تعزيز قدرة الجسم على إصلاح نفسه وتسريع عملية الإصلاح.
إن نخاع العظام يحتوي أيضاً على خلايا تمتلك القدرة على إصلاح الأعضاء الداخلية التالفة، مثل القلب والأوعية الدموية، لكن كم قليل منها يتم إفرازه ليكون فاعلا.هذا ويستعين الباحثون بالفعل بطرق المعالجة التي تعتمد على الخلايا الجذعية في معالجة مرضى سرطان الدم، من خلال حث نخاع العظام على إفراز أحد أنواع الخلايا الجذعية التي يمكنها فقط تجديد خلايا الدم .

كما ويأمل الباحثون التأكد من فاعلية الطريقة العلاجية الجديدة في تنمية الأنسجة التالفة.
وتشير جميع الأدلة إلى أن تلك الخلايا سوف تحدث فارقا كبيرا في عملية الإصلاح الطبيعية.
وقد حدد البحث العلمي بعض المسارات الجزيئية المهمة المشتركة في تركيب هذه الخلايا, وربما يصبح من الممكن تطوير عقارا ً يمكنه التفاعل مع تلك المسارات لتشجيع العدد الصحيح ونوعية الخلايا الجذعية لدخول الدورة وإصلاح التلف .

ثانيا : ترميم الأنسجة وأعضاء الجسم
يسعى العلماء لدراسة الخلايا الجذعية البالغة, إذ لم تعرف أهميتها لفترة طويلة بسبب صعوبة تفريقها عن الخلايا الأخرى ولأنها توجد في مواقع معينة , مثلا مصدر خلايا الدماغ الجذعية هو البطانة الموجودة في بطينات الدماغ المملوءة بالسوائل ، وخلايا البشرة الجذعية في جيب خاص في منتصف جذر الشعرة التي تملأ البشرة.
ولكن تم التعرف على حوالي عشرين نوعاً من الخلايا الجذعية البالغة متفاوتة الدرجات ، ففي الجسم يبدو أن كل نوع متخصص في تجديد نسيجه الخاص به, فتصنع الخلايا الجذعية العصبية خلايا دماغيه جديدة ، وتصنع الخلايا الجذعية النخاعية كريات الدم الحمراء والبيضاء فقط ، ففي تجارب المختبر استطاعت أنواع مختلفة من الخلايا الجذعية القيام بأدوار خلايا جذعية أخرى. إذاً من المحتمل أنه بتوفير الإشارة المناسبة يمكن لخلية جذعية بالغة تجديد أي نوع من الأنسجة بالإضافة لنسيجها الخاص بها.
وقد تعتبر إمكانية تعدد وظائف الخلايا الجذعية البالغة مسألة طبية هامة لأنه من السهل إنتاج خلايا نخاعية جذعية من المريض ، وستؤدي معالجة المرضى بخلايا مستخرجة من خلاياهم الجذعية إلى تفادي مشاكل الرفض المناعي ، ولكن لا يمكن للخلايا الجذعية البالغة إلا الانقسام لعدد محدود من المرات ، وفي المرضى كبار السن قد يكون عمر هذه الخلايا محدودا ، إلا أنه في الخلايا الجنينية سيتم تصفير عداد الانقسامات، ولذا فقد يكون النسيج المستخرج منها أصح وأصغر سنا من نسيج المريض.
وحتى نتمكن من تحديد أفضل مصدر لكثير من الخلايا المتخصصة وأنسجة الجسم لعلاجات جديدة شافية فإنه من الأهمية دراسة القدرات التطورية للخلايا الجذعية ومقارنتها بالخلايا الجذعية متعددة الفعالية .
ومن أكثر خواص الخلايا الجذعية إثارة للاهتمام هو قدرتها على دمج نفسها بالنسيج المستهدف والتحول للنوع الصحيح من الخلايا. وتظهر هذه الخاصية المعروفة باسم «الترميم».
ثالثا : مقاومة السرطان
طوّر فريق طبّي آليةً علميةً جديدةً لاستهداف الخلايا الجذعية للسرطان من أجل التخلّص منه بشكل نهائي ، ويعتقد عدد من العلماء أن خطورة السرطان تكمن في هذه الخلايا الجذعية التي قد تمتلك القدرة على مقاومة العلاج الكيميائي التقليدي، مما يجعلها بذوراً لأورام جديدة. وقد توصّل الفريق إلى إيجاد أسلوب جديد للمعالجة عن طريق فصل الخلايا الجذعية للسرطان وزرعها في المختبر ومراقبتها وفحصها ودراستها وإيجاد العقاقير المناسبة للقضاء على السرطان من جذوره.
إذا أن هذه الطريقة هي واحدة من المحاولات للتوصّل إلى طرق جديدة لعلاج السرطان، وأنّها أكثر فاعلية من الطريقة التقليدية التي يحاول الأطباء من خلالها البحث عن الخلايا الجذعية والتعرّف عليها وأخذ خزعة من المريض، وهي طريقة صعبة وغير مضمونة النتائج .

7- العلاج بالخلايا الجذعية :
هو نوع من الطب الوراثي الذي يستهدف الخلايا الجديدة في الأنسجة التالفة من أجل علاج المرض أو الإصابة ، وكثير من الباحثين في مجال الطب يعتقدون أن العلاج بالخلايا الجذعية لديه القدرة على تغيير وجهة المرض وتخفيف المعاناة البشرية. فالخلايا الجذعية عندما تقوم بتجديد الذات فإنها تبني أنسجة جديدة وسليمة لتحل مكان الأنسجة المريضة والتالفة في الجسم دون التعرض لخطر الرفض والآثار الجانبية التي تحدث عند زرع عضو من شخص إلى آخر.
هناك العديد من علاجات الخلايا الجذعية رغم أن معظمها لا تزال تجريبية و مكلفة مع استثناء عمليات زرع نخاع العظم. وهناك تقدم ملحوظ للخلايا الجذعية الجنينية لعلاج السرطان ، ومرض السكري ، مرض باركنسون ، مرض السلياك أو حساسية القمح ، فشل القلب ، وتلف العضلات وبعض الاضطرابات العصبية ، و سنذكر بعض هذه العلاجات .
7-1. الخلايا الجذعية لعلاج المناطق الدماغية التالفة بفعل الجلطة :
آفاق طبية جديدة للمصابين بالجلطات الدماغية عن طريقها تمكن الباحثون في المركز الدولي للعلوم العصبية في مدينة هانوفر الألمانية من التوصل إلى طريقة تمكن المصابين بالجلطات الدماغية من التعافي وإعادة بناء المناطق الدماغية المتضررة مستخدمين البولير الحيوي لخداع جهاز المناعة.
هناك ملايين المصابين بالجلطة الدماغية في العالم يعانون لسنوات طويلة بعد إصابتهم من مشاكل في النطق والحركة بسبب موت النسيج الدماغي نتيجة للنزف أو النقص في الأوكسجين بفعل انسداد الأوعية الدموية ، وعلى الرغم من قدرة الأطباء على إيقاف النزف الدماغي جراحياً إلا أنه من الصعب جداً إعادة إصلاح المناطق الدماغية المتضررة بالوسائل الجراحية التقليدية ، ولكن هناك باحثين في المركز الألماني نجحوا في تحقيق قفزة نوعية في استخدام الخلايا الجذعية في معالجة المصابين بالجلطة الدماغية المسببة للنزيف.


خضع أحد المرضى لعملية جراحية بسبب نزيف حاد في الدماغ جراء جلطة دماغية ، قد تبدو قصة غير مختلفة عن القصص المشابهة لأشخاص أصيبوا بجلطات دماغية لكن المختلف فيها هو أنه أول شخص في العالم جرى له زرع مادة من الخلايا الجذعية المتجددة في دماغه ، وتم في البدء تعديل الخلايا الجذعية المزروعة في دماغ المريض ، والتي يبلغ عددها قرابة مائة مليون خلية ، ومن خلال هذا التعديل يمكن لهذه الخلايا إعادة إصلاح المناطق المتضررة في الدماغ بفعل الجلطة من خلال إنتاجها مواد زلالية.
وكان هدف العلاج هو عدم اتصال النسيج الدماغي مباشرة بهذه الخلايا التي تؤخذ من نخاع شخص آخر ويُعاد تكاثرها بالملايين تحت ظروف مختبريه خاصة. فالنسيج الغريب يمكن أن يُهاجم ويُرفض من قبل كريات الدم البيضاء في جهاز المناعة ، لذلك تغلف هذه الخلايا في البدء بكبسولة طبية مصنوعة من مادة البولير الحيوي، ما يمنع خلايا جهاز المناعة من الوصول إلى الخلايا الجديدة ، لكن هذه الكبسولة تسمح بخروج المادة الزلالية المنتجة التي تعمل على إعادة بناء الخلايا الدماغية إلى الأنسجة المصابة في الخارج.


يتبع ..........................

ساعد في النشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك





 
 توقيع : مجموعة انسان







رد مع اقتباس