إلى عقدين من الزمن كل كتب الطب من مئة عام تؤكد يقيناً أن هذه الغدة لا وظيفة لها إطلاقاً، مع أنها غدة صغيرة جداً إلى جانب القلب، الذي أوقع الأطباء في هذا اللبس أنها تضمر كلياً بعد سنتين من الولادة، لكن المفاجأة الدقيقة أن هذه الغدة بعد اكتشاف وظيفتها الخطيرة وُجِد أنها مدرسةٌ حربية، الأولى استخباراتية، الثانية تصنيع معامل الدفاع، تصنيع السلاح، والرابعة الخدمات، الثالثة فرقة المقاتلين، أنت أمام إنسان معه سلاح فتاك، لكنه جاهل، لكنه همجي، لا يعرف من الصديق ؟ ومن العدو ؟ الكريات البيضاء التابعة للفرقة الثالثة المقاتلة تدخل إلى هذه الغدة وتبقى سنتين، ماذا تفعل ؟ تتعلم من هو الصديق ومن هو العدو، كُبِّرت هذه الغدة لآلاف المرات فإذا بها كالمدرج الروماني تماماً، والكريات البيضاء يسميها العلماء الخلايا التائية الهمجية قبل الدخول، مصطفة على مدرجات هذه الجامعة، ويتعلمون من هو الصديق ومن هو العدو، أما آلية التعليم شيءٌ لا يعلمه أحد، إلا أن هذه الكريات البيضاء تقبع في هذه المدرسة الحربية سنتين كاملتين، ولكن لأنها جامعة لابد من امتحان، فلا تتخرج هذه الكريات البيضاء التي مهمتها القتال إلا بعد امتحان صعب، هناك امتحان أول تعطى هذه الكرية عنصراً صديقاً، فإذا قتلته ترسب وتقتل عقاباً لها، أما إذا لم تقتله تنجح وتتخرج، امتحان ثان، يعطى هذا العنصر ـ الكرية البيضاء ـ عنصراً عدواً، فإذا لم تقتله ترسب وتقتل، وإذا قتلته تنجح وتتخرج، هذه الكريات البيضاء اسمها خلايا همجية تائية قبل أن تتعلم، فإذا تخرجت ونجحت تسمى الخلايا التائية المثقفة، تقبع في هذه الغدة سنتين كاملتين، وحينما تتخرج هذه الأفواج تنتهي مهمة هذه الكلية الحربية، وقد علّمت المقاتلين من هم الأصدقاء، ومن هم الأعداء، الآن تضمر هذه الغدة ضموراً كاملاً، من يعلم الأجيال الصاعدة ؟ الوجبة الأولى، الخريجون في هاتين السنتين تعلم الأجيال الصاعدة إلى نهاية الحياة، أي هذا الفريق الذي دخل لهذه الكلية يتولى بنفسه التعليم.
الله سبحانه وتعالى كماله مطلق ومستحيلٌ أن يخلق شيئاً زائداً:
لكن بعض العلماء يقول: بعد مضي أكثر من ستين سنة هذا التعليم يضعف، من ضعف التعليم ينشأ ما يسمى بالخرف المناعي، الخرف المناعي ضعف التعليم، فصار العنصر القوي الذي يملك سلاحاً فتاكاً معلوماته ضعيفة عن الأصدقاء والأعداء، ربما وجه السلاح للأصدقاء، وكأن حرباً أهليةً نشبت في الجسم، من آثار هذا المرض، مرض الخرف المناعي، التهاب المفاصل الرثوي، هذا مرض منتشر في معظم أنحاء العالم ، بسبب حربٍ أهليةٍ بين الخلايا المقاتلة ومعها سلاح فتاك، وهي جاهلة لم تتلقَ التعليم الكافي لمعرفة الصديق من العدو، الحقيقة شيء مدهش أن هذه الغدة الصغيرة التي أجمع العلماء لمئات السنوات السابقة أنه ليس لها وظيفة إطلاقاً، وأنا أعترض من باب الإيمان فقط، أن الله سبحانه وتعالى كماله مطلق، ومستحيلٌ أن يخلق شيئاً زائداً، بل إنني أعترض على أن تقول: فلان معه زائدة دودية، أنا أقول: زائدة مدافعة، مستحيل أن يكون في خلق الله شيءٌ زائد، الصواب الذائدة الدودية بالذال.
على كلٍّ هذا جهاز المناعة مؤلف إذاً من خمس فرق، فرقة الاستخبارات، فرقة تصنيع السلاح، المقاتلون، الخدمات، والفرقة التي ظهرت حديثاً، فرقة مكافحة الخلايا السرطانية " المغاوير "، موجود بكل إنسان خلايا سرطانية لها قامع، القامع يمنع فعاليتها، والشدة النفسية، والمواد البترولية والبلاستيكية، والإشعاع النووي، يفك هذا القامع، ويقود الإنسان إلى مرضٍ خبيث، والشدة النفسية أساسها الإيمان بالله، والتوحيد، وما تعلمت العبيد أفضل من التوحيد.
|