عرض مشاركة واحدة
قديم 03-12-2013, 11:08 PM   #1


الصورة الرمزية مجموعة انسان
مجموعة انسان غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 4
 العلاقة بالمرض: مصابة
 المهنة: لا شيء
 الجنس ~ : أنثى
 المواضيع: 52962
 مشاركات: 6368
 تاريخ التسجيل :  Aug 2010
 أخر زيارة : يوم أمس (10:20 PM)
 التقييم :  95
 مزاجي
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 9,478
تم شكره 17,570 مرة في 8,937 مشاركة
افتراضي واكتشفت ان عيوناً تتابعني ! 




واكتشفت ان عيوناً تتابعني !


ذهبت للتبضع من احد المتاجر الكبرى ، وبعد ان قمت بدفع المبلغ المطلوب للمحاسب ، قام احد العمال بدفع العربية كي يوصلها لسيارتي التي اوقفتها بعيداً ، وكان واضحاً انه من اخواننا واحبابنا في اليمن ، وبعد ان افرغ البضائع في سيارتي ناولته مبلغاً بسيطاً نظير قيامه بخدمة ليست من واجبه فرفض بلطف وادب الا اني اصريت عليه ثم سألته ان كان من اليمن ، فأبتسم وقال نعم ، فدعوت له ثم قلت له هل تعرف ان اول من يسقون من نهر الكوثر هم اهل اليمن؟ ، فأبتسم منصتاً لكلامي وهو يعبر عن اعتزازه بما اقول ، فأردفت قائلاً ، قال عليه الصلاة والسلام ” اهل اليمن ارق القلوب افئدة “ فزادت ابتسامته لما اقول ، فختمت كلامي بقولي : والحكمة ..؟


فصمت ، فأكلمت مبتسماً .. ” الحكمة يمانية “
وسبحان الله كم كانت لهذه الكلمات البسيطة اثر قوي على نفسه فتبدلت ملامحه الى البهجة والإعتزاز وودعني بحرارة وهو يشكرني ، فودعته بإبتسامة وانصرفت ..
مر الزمان ، وفي احد الأيام وجدت نفسي اذهب لذلك المتجر لأتبضع منه ، وبينما كنت اقوم بدفع الحساب للموظف ، وإذا بي المح خلف طاولة الكاشير المجاور عين تتابعني وتنتظر ان اراها !
وما أن شاهد اني انتبهت له ، حتى سارع برفع يده بالسلام والإبتسامة تملأ وجهه ، ولسان حاله يقول هل عرفتني ؟
نعم لقد عرفته ، انه نفس الشخص الذي دار بينا ذلك الحديث منذ فترة
ابتسمت له وسلمت عليه ، وسألته عن احواله ، وكان يشعر بالسعادة وكأن بيني وبينه علاقة صداقة قديمة
غادرت ذلك المتجر وانا ابتسم ، واتسأل عن تلك النعمة التي يبخل بها البشر على بعضهم البعض ، فماذا يخسر الإنسان ان حدث الاخرين بالكلام الطيب ، وعامل الأخرين باحترام .
فهذا الشخص ، ارتبطت صورتي في ذهنه بذلك الكلام الذي دار بيننا ، فأحس بالسعادة حين رأني
رغم انه لم يراني الا لمرة واحدة فقط !
ان اظهار الاهتمام والتقدير للأخرين يرفع من اعتزازهم بأنفسهم ، وكم من كلمة غيرت مسار انسان في حياته كلها ، فلا نبخل على بعضنا بالكلام الطيب كما كان الحبيب صلى الله عليه وسلم يفعل ، وهو معلمنا وسيدنا ورسولنا صلى الله عليه وسلم ..
واذكر هنا تلك القصة الجميلة في حياة الرسول المصطفى صلوات الله وسلامه عليه ، حين اتاه رجل بسيط من اهل البادية اسمه زاهر ، وجاء خصيصاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، ليهديه بعض الحليب ، فلم يجده فذهب يبحث عنه في السوق ، وفي تلك الأثناء لمحه رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء الى زاهر من خلفه ثم احتضنه ، ومازحه قائلاً ، من يشتري العبد ؟ من يشتري العبد ؟ ، فلما عرف الرجل ان الذي يمسكه من الخلف هو رسول الله عليه الصلاة والسلام شعر بالفرح وعلم ان الرسول يمازحه ، وقال له : والله يارسول الله لن تجدني الا كاسداً ، ( يعني من يشتري شخص مثلي )
فماذا تتوقعون قال له عليه الصلاة والسلام ؟
قال له : ولكنك عند الله لست بكاسد
لاحظوا كيف رفع من روحة المعنوية بجملة واحدة !
هكذا علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ان نظهر التقدير والاحترام للأخرين ونرفع من اعتزازهم بأنفسهم ، ومن جرب ذلك يرى ثمار ذلك على نفسه فالشخص الذي يقدر الأخرين ويحرص على رفع تقديرهم لذواتهم ، يجد ثمرة ذلك في نفسه رضا وسعادة ، ويكفي قبل كل ذلك الرضا من الله الذي علمنا على لسان الحبيب صلى الله عليه وسلم أن ( الكلمة الطيبة صدقة ) .
ختاماً ، تذكر ان كان جيبك لايكفي للتصدق على كل من تقابله بمالك ، فلسانك كنز لاينضب من الصدقات فلماذا تدخرها وانت بحاجة لها كي ترتقي بك عند خالقك ؟
ويكفي ، انها رصيد يحول من دار الدنيا الى دار الأخر ة حسنات لايعلم مداها الا الله عز وجل
قال تعالى :


( ألم تر كيف ضرب الله مثلاً كلمةً طيبةً كشجرةٍ طيبةٍ أصلها ثابت وفرعها في السماء، تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون )



من اجمل ما قرأت .. فأحببت ان تشاركوني ..

ساعد في النشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك





 
 توقيع : مجموعة انسان







رد مع اقتباس
2 أعضاء قالوا شكراً لـ مجموعة انسان على المشاركة المفيدة: