عرض مشاركة واحدة
قديم 09-07-2013, 05:13 AM   #1


الصورة الرمزية مونمون
مونمون غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 44
 العلاقة بالمرض: متصفح
 المهنة: ـــ
 المواضيع: 2431
 مشاركات: 1635
 تاريخ التسجيل :  Sep 2010
 أخر زيارة : 06-04-2015 (04:07 PM)
 التقييم :  75
 مزاجي
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 3,462
تم شكره 3,976 مرة في 2,568 مشاركة
افتراضي والله لو ان القلوب سليمة 




قال ابن القيم رحمه الله :

واللهِ لو أنَّ القُلُوبَ سَلِيمةٌ ** لتَقطَّعت أسفاً مِن الحِرمَانِ

قال الشيخ محمد بن صالح العُثيمين - رحمه الله تعالى - في شرح هذا البيت : -

أقسَمَ وصدق ، والله لو أنَّ قُلُوبَنا سليمة لتقطَّعتْ أسفاً من الحِرمانِ ، ما أكثـرَ السَّاعات التي تمرُّ بنَا ونحنُ نُحرَمُ منها

لانستفيدُ منها تذهب سَبَهللا ، والعُمرُ والزَّمن أغلى منَ الثمن ، أغلى منَ الذهب ، وأغلى منَ الفِضة ، الذهب والفِضة لو

ذهبت يأتِي بدلها شيء ، لكن العُمر والزمن لا يأتِي بدله شيء إذَا ذهبَ ذهب ، ما فيه رد :

( وَلَن يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاء أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) . [المنافقون]

( حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا ) ما فِيه رُجُوع

( إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) . [المؤمنون]

( لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ) . [التغابن]

أنت الآن في مُهلة اغتنم الوقت اجعل لِنفسِك حِزباً من كِتاب الله عزَّوجل ، اجعل لِنفسِك وقتاً للعمل الصالح ،

قُم في آخر الليل ولو نِصف ساعة قبل الفجر ، ناجِ ربَّك ، ادعُ ، فإنَّهُ تعالى ينزل إلى لسَّماء الدُّنيا يقُول :

من يدعوني فأستجيب له ، من يسألني فأُعطيه ، من يستغفرني فأغفرله .

من الذي لايقدر أن يقُوم قبل الفجر بنِصف ساعة ؟! أمرٌ بسيط جداً ، نحن نسأل الله أن يرحمنا برحمته ،

لا نقوم ثلث الليل ولا نصف الليل لكن ألا تَرى أن يمكن أن نقوم نصف ساعة فقط نذكر الله فيها ؟! ،

نتوضأ ، نُصلي ما شاء الله ، نوتر ، هذا أمر أظنه بسيطا جداً ، كذلك أيضاً نجعل حياتنا كُلَّها ذكراً لله ،

فإنَّ المؤمن الكيِّس هو الذي يجعل حياتهُ كُلَّها ذكراً لله، لأن في كلِّ شيء أمامنا آية من آيات الله ،

آية من آيات الله ، فإذا ذكرنا هذا الشيء الذي أمامنا من آيات الله ذكرنا بذلك الله عزَّوجل ، ذكرنا الله ،

فيكُون الإنسان دائماً يذكر الله عزَّ وجل بما يُشاهد من آيات الله الكونية ، بل بما يُشاهد من نفسه وتقلُباته ،

القلب الآن ، أنا أسألُكُم هل قُلوبكم على وَتِيرةٍ واحدة دائماً ؟

لا ، في غفلة أحياناً ، في إنابة أحياناً ، في تذكر أحياناً ، في حياة بينة أحياناً ،

أحياناً يحيى قلبك حياةً تتمتع بها مدة من الزمن تتذْكُرها ، ربما تتذكر حالةً وقفت فيها بين يدي الله عزَّ وجل

مُصليا ساجِداً ولو قبل ثلاثين سنة أو أكثر حسَب عُمر الأنسان ، لأنها أثَّرت في القلب .

فمثل هذه الأشياء ينبغي أن نستغلها ، ينبغي أن نستغلها ، وأن لانغفل فالغفلة موت ، قسوة للقلب وموت للقلب .

يقول :

والله لو أنَّ القُلوب سليمةٌ ** لتقطَّعت أسفاً من الحِرمان

حُزناً تتقطع من حرمانها

لكنَّها سكرى بحُبِّ حياتها الدُّنيا

وصدق القُلوب سكرى ، بل لحُب حياتها الدُّنيا تسعى للدُّنيا أولاً وآخراً ،

ينام الإنسان وهو يُفكر في الدُّنيا يستيقظ وهو يُفكر في الدُّنيا ،

نعم ، ومتى تفيق ؟ قال :

وسوف تفيقُ بعد زمان

متى ؟

عند الموت يفيق الإنسان ، يقول : ليتني فعلت ، ليتني فعلت .

وأشدُّ من ذلك إفاقةً إذا كان يوم القيامة :

(وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا (27) يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا (28)

لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءنِي ) ،

قال الله تعالى ( وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا ) [الفرقان]

أو يقولها القائل نفس الذي عض على يديه يقول :

( وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا )

وهناك لاينفع الندم عند الموت ، لاينفع الندم ،

أسألُ الله تعالى بِاسمائِه وصِفاته أن يجعلني وإيَّاكم ممن يغتنمُ الأوقات بالأعمال الصالحات

وأن يُثبتنا عِندَ الممات وبعد الممات ، وفي يوم يجعل الوِلدَانَ شيباً إنهُ جوادٌ كريم . اهـ

ساعد في النشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك





 

رد مع اقتباس