عرض مشاركة واحدة
قديم 07-11-2014, 06:45 PM   #1


الصورة الرمزية مجموعة انسان
مجموعة انسان متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 4
 العلاقة بالمرض: مصابة
 المهنة: لا شيء
 الجنس ~ : أنثى
 المواضيع: 62435
 مشاركات: 6437
 تاريخ التسجيل :  Aug 2010
 أخر زيارة : اليوم (05:04 AM)
 التقييم :  95
 مزاجي
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 9,478
تم شكره 17,570 مرة في 8,937 مشاركة
افتراضي التفاحة تفاحة و الرمانة رمانة 




في الحقيقة أنا معجب شديد الإعجاب بالشعب الياباني لما له من أخلاق عالية و حس بروح الجماعة و ضرورة التآزر و التلاحم وقت الشدة.

و بالإضافة إلى هذا فإن له ميزة جميلة للغاية و هي أنه يجمع بين الأصالة و الحداثة، شعب لم يستسلم لمغريات الثقافة الغربية و تشبث بأصالته و ثقافته الخاصة من دون أن يبقى جامدا متحجرا في فترة تاريخية قد مضت.
لاحظت أن الياباني لا يخجل أبدا من تقاليده و عاداته الأصيلة بل يحبها و يسعى إلى القيام بها أثناء المناسبات و خارجها. لا تجد أن الكبار مختلفين عن الشباب في هذه المسألة، كلهم يقدرون ثقافتهم كثيرا و يعطونها أهمية كبرى.

و ما يؤسفني أن الشعوب العربية بالرغم من أن لها أفضل تاريخ في البشرية كلها و ذلك لأن الإسلام نشأ و ترعرع في رحابها فإنها تنسى و تتناسى تاريخها و ثقافتها و أصالتها و تسعى جاهدة إلى التشبث بقيم و عادات الغرب بدعوى الحداثة و الحضارة معتقدة أن فيها أسباب التقدم و التطور.

و لكن ألم يكن الغرب يوما ما من أبشع الأماكن التي يمكن أن يعيش فيها الإنسان ؟ ألم ينتشر في تاريخها الطويل القتل و الجرائم الشنيعة و الحروب المختلفة ؟ تاريخ الغرب أقبح تاريخ عرفته الإنسانية من نواحي عديدة.

و لكن الان هم الرائدون في العالم، كيف فعلوا ليصلوا إلى هذه المرتبة ؟ هل نظروا إلى الحضارات الأخرى و بدؤوا يقلدونها بطريقة عمياء بدعوى أنهم كانوا أكثر تطورا ؟ في فترة كانت لنا اليد العليا و لكنهم لم يشهدوا ما نشهده الان من تصحر ثقافي بل أقاموا حضارتهم إنطلاقا من ثقافتهم الخاصة و لم يلتفتوا لا إلى تقاليدنا و لا إلى عاداتنا بل تشبثوا بأصلاتهم الخاصة و حسنوا ما يمكن تحسينه و هكذا حتى وصلوا إلى ما وصلوا إليه اليوم.

كنت أتناقش و أنا و صديقي في هذا الموضوع فضرب لي مثلا أعجبني جدا، قال لي خذ بذرة رمان و بذرة تفاح، كل منهما وهبه الله القدرة على النمو و التطور حتى يكبرا و تصبح الرمانة رمانة و التفاحة تفاحة. و لكن إن أرادت الرمانة أن تكبر لتصبح تفاحة فهل هذا ممكن ؟ لا لأنها رمانة و ليست تفاحة، كذلك الشعوب المختلفة، كل منها أعطاها الله خاصية التطور و التقدم و لكن النتيجة النهائية مختلفة لأن لكل شعب خصائصة الخاصة به وحده و عليه أن يتقبلها و ينطلق منها لا أن يحاول محوها و تبني خاصية شعب اخر لأن في الأخير لن يستطيع لا محو هذه و لا تبني تلك بكيفية كاملة فيبقى متذبذبا حائرا غير واثق فلا يستطيع أن يبني لا حضارة و لا تاريخ.


ساعد في النشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك





 
 توقيع : مجموعة انسان







رد مع اقتباس