ولنبات الساجدة استعمالات أخرى عديدة، فهو يستخدم لعلاج الحميات المختلفة، وأمراض الكلى، بالإضافة أنه يستخدم لعلاج مرض السكر، ودهون الدم المرتفعة، كما ذكر من قبل. تبين من التجارب التى أجريت على الحيوانات فى المختبر، والتى سبق حقنها بمركب – ستربتوزوتوكين STZ - Streptozotocin والذى يؤدي عند حقنه إلى تدمير (خلايا بيتا) الموجودة فى البنكرياس، وبلا رجعة، وينجم عن ذلك نقص شديد في إفراز هرمون الإنسولين، وبالتالى حدوث مرض السكر فى تلك الحيوانات محل البحث.
ومرض السكر مرتبط عند ظهوره بوجود خلل واضح فى التمثيل الغذائى للدهون فى الدم وذلك بعدة طرق، والتى منها:
تثبيط عمل إنزيم الليبوبروتين ليبيز، وينتج عن ذلك نقص فى التمثيل الغذائى للأحماض الدهنية الحرة الموجودة فى مناطق تخزين الدهون بالجسم.
من ناحية أخرى فإن وجود مرض السكر، يحفز على إنتاج مزيد من الأحماض الدهنية من الكبد، ومن المناطق الدهنية الموزعة فى الجسم، ومن الأمعاء أيضا. والمحصلة لكل ذلك هو الزيادة المفرطة فى دهون الدم المختلفة.
وقد بينت الدراسة أثر تناول خلاصة أوراق نبات الساجدة G. procumbens فى علاج مرض السكر الناجم عن تلف خلايا بيتا فى جزر (لانجرهانز) بالبنكرياس، سواء أكان ذلك لأسباب مرضية، أو وراثية، وكذلك أثر تلك الخلاصة النباتية على خفض مستويات الكلوستيرول، ودهون الدم المرتفعة فى الدم.
وأوضحت الدراسة أن الخلاصة النباتية لنبات الساجدة لها مفعول مماثل لدواء الميتفورمين metformin أو الجلوكوفاج الذى يساعد مرضى السكر من النوع الثانى على إزاحة الزائد من الجلوكوز فى الدم إلى خلايا الجسم فى الحالة المرضية المعروفة glucose tolerance وذلك للتعامل مع الزائد من هذا الجلوكوز السابح فى سوائل الجسم المختلفة، ومن ثم تخليص الجسم من مشاكل تلك الزيادة فى الدم.
كما أن الخلاصة النباتية لذلك النبات ثبت أن لها أثر إيجابي فى خفض مستويات الكلوستيرول والدهون فى الدم بصورة ملحوظة.
وخلاصة نبات الساجدة يستخدم في علاج كثير من الأمراض فى دول شرق آسيا، فمثلا يستخدم فى تايلاند كمضاد للالتهابات المختلفة فى الجسم، وكمضاد لأنواع مختلفة من الحساسية.
كما أن النبات يعتبر مضاد لأنواع عديدة من الفيروسات، والتى منها القوباء المنطقية herpes simplex. نظرا لإحتواء النبات على المركب الحمضى (كافيو يلكونيك caffeoylquinic acid). ولعل الجمع بين خلاصة القاوون المر Momordica charantia الطازج مع بذور نفس النبات، والتى يوجد بها البروتين النباتى الذى يرمز له (TBGP29)، وخلاصة نبات الساجدة Gynura procumbens Merr. فإن لهما مفعول واضح على فيروس الإيدز، حيث يعملان معا على تدميره.
كما أن تلك الخلاصات تحث خلايا الدم البيضاء من النوع الأكول على إفراز الكثير من عامل تحلل الأورام tumor necrosis factor (TNF) . نتيجة لوجود السكريات الدهنية التى تحتوى عليها تلك الخلاصات، وهذا مما يعين الجسم على التغلب على بعض الأورام الخبيثة التى يمكن أن تحيق به، ويعمل على التخلص منها.
ولخلاصة نبات الساجدة، مع نبات ملك المر Andrographis paniculata مفعول مضاد لارتفاع ضغط الدم لدى المصابون به.
ونبات الساجدة يحتوى على الفيتوستيرولات وما تحويه من الجلوكوزيدات، كما يحتوى أيضا على الفلافينويدات مثل الكامفيرول kaempferol ، والسيرميد ceramide وهى المركبات التى يعزى إليها الأثر الفعال لقتل الأنواع العدة من الفيروسات التى قد تهاجم الجسم.