عرض مشاركة واحدة
قديم 03-04-2019, 04:54 PM   #2


الصورة الرمزية مجموعة انسان
مجموعة انسان غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 4
 العلاقة بالمرض: مصابة
 المهنة: لا شيء
 الجنس ~ : أنثى
 المواضيع: 52276
 مشاركات: 6367
 تاريخ التسجيل :  Aug 2010
 أخر زيارة : يوم أمس (06:44 PM)
 التقييم :  95
 مزاجي
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 9,478
تم شكره 17,570 مرة في 8,937 مشاركة
افتراضي  



2- في هديه،صلى الله عليه وسلم، في علاج يبس الطبع، واحتياجه إلى ما يمشيه ويلينه


روى الترمذي في جامعه وابن ماجه في سننه من حديث أسماء بنت عميس، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " بماذا كنت تستمشين؟" قالت: بالشبرم، قال: "حار جار" ، قالت: ثم استمشيت بالسنا، فقال: "لو كان شئ يشفي من الموت لكان السنا".


وقد ورد في سنن ابن ماجه عن إبراهيم بن أبي عبلة، قال: سمعت عبد الله بن أم حرام، وكان قد صلى مع رسول الله صلى الله وسلم القبلتين يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "عليكم بالسنا والسنوت، فإن فيهما شفاء من كل داء إلا السام" ، قيل: يا رسول الله ! وما السام؟ قال: "الموت ".


فالشبرم هو من جملة الأدوية اليتوعية، وهو قشر عرق شجرة، وهو حار يابس في الدرجة الرابعة، وأجوده المائل إلى الحمرة، الخفيف الرقيق الذي يشبه الجلد الملفوف، وبالجملة فهو من الأدوية التي أوصى الأطباء بترك استعمالها لخطرها، وفرط إسهالها.


أما السنا، ففيه لغتان: المد والقصر، وهو نبات حجازي أفضله المكي، وهو دواء شريف قريب من الإعتدال، حار يابس فى الدرجة الأولى، يسهل الصفراء والسوداء، ويقوي جرم القلب، وهذه فضيلة شريفة فيه، ويفتح العضل وينفع من انتشار الشعر، ومن القمل والصداع العتيق، والجرب والبثور والحكة. وإن طبخ معه شئ من زهر البنفسج والزبيب الأحمر المنزوع العجم، كان أصلح.


وأما السنوت ففيه ثمانية أقوال: أحدها أنه العسل، والثاني أنه رب عكة السمن يخرج خططاً سوداء على السمن ، الثالث أنه حب يشبه الكمون وليس به، الرابع أنه الكمون الكرماني، الخامس، أنه الرازيانج، حكاهما أبو حنيفة الدينوري عن بعض الأعراب، السادس أنه الشبت، السابع أنه التمر، الثامن أنه العسل الذي يكون في زقاق السمن.


ولنرى ماذا يذكر لنا الطب الحديث وطب العقاقير عن نبات السنا المعروف بالسنامكيCassıa angustifolia من الفصيلة القطانية Leguminaceae
يحتوي نبات السنا على أملاح معدنية ومشتقات فلافونية ومشتقات 1-8 دي هيدروكسي أنتراسين، والتي منها أنتراكينونات حرة كالره ئين Reine ، وغلوكوزيدات أنتراسينية كالسينوزيدات ومنها Sinoside A,B,C,D .


تستعمل النبتة مسهلة وملينة لوجود المواد الأنتراكينونية، وآلية تأثيرها على جهاز الهضم أنها مخرشة حيث تزيدالحركة الحولية للأمعاء وتزيد المفرزات الهضمية، كما أن المشتقات الأنتراكينونية تسبب احتباس الماء والأملاح المعدنية في جهاز الهضم وتمنع امتصاصها فتزداد الكتلة في جهاز الهضم، مما يحرض على طرح الفضلات من الجسم.


وهي تستعمل على شكل منقوع او مسحوق بكمية لا تزيد عن 5 غ يومياً.


3- في هديه،صلى الله عليه وسلّم، في علاج الصداع والشقيقة


روى ابن ماجه في سننه حديثاً أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا صدع، غلف رأسه بالحناء، ويقول: "إنه نافع بإذن الله من الصداع".


والصداع ألم في بعض أجزاء الرأس أو كله، فما كان منه في أحد شقي الرأس لازماً يسمى شقيقة، وإن كان شاملاً لجميعه لازماً يسمى بيضة وخودة تشبيهاً ببيضة السلاح التي تشتمل على الرأس كله، وربما كان في مؤخر الرأس أو في مقدمه.


ويقول ابن قيّم الجوزية أن للصداع أسباب عديدة:
" أحدها: من غلبة واحد من الطبائع الأربعة .
والخامس: يكون من قروح تكون في المعدة، فيألم الرأس لذلك الورم لاتصال العصب المنحدر من الرأس بالمعدة.
والسادس: من ريح غليظة تكون في المعدة، فتصعد إلى الرأس فتصدعه.
والسابع: يكون من ورم في عروق المعدة، فيألم الرأس بألم المعدة للإتصال الذي بينهما.
والثامن: صداع يحصل عن امتلاء المعدة من الطعام، ثم ينحدر ويبقى بعضه نيئاً، فيصدع الرأس ويثقله.
والتاسع: يعرض بعد الجماع لتخلخل الجسم، فيصل إليه من حر الهواء أكثر من قدره.
والعاشر: يحصل بعد القئ والإستفراغ، إما لغلبة اليبس، وإما لتصاعد الأبخرة من المعدة إليه.
والحادي عشر: صداع يعرض عن شدة الحر وسخونة الهواء .
والثاني عشر: ما يعرض عن شدة البرد، وتكاثف الأبخرة في الرأس وعدم تحللها.
والثالث عشر: ما يحدث من السهر وعدم النوم.
والرابع عشر: ما يحدث من ضغط الرأس وحمل الشئ الثقيل عليه.
والخامس عشر: ما يحدث من كثرة الكلام، فتضعف قوة الدماغ لأجله.
والسادس عشر: ما يحدث من كثرة الحركة والرياضة المفرطة .
والسابع عشر: ما يحدث من الأعراض النفسانية، كالهموم والغموم، والأحزان والوساوس.
والثامن عشر: ما يحدث من شدة الجوع، فإن الأبخرة لا تجد ما تعمل فيه، فتكثر وتتصاعد إلى الدماغ فتؤلمه.
والتاسع عشر: ما يحدث عن ورم في صفاق الدماغ، ويجد صاحبه كأنه يضرب بالمطارق على رأسه.
والعشرون: ما يحدث بسبب الحمى لاشتعال حرارتها فيه فيتألم، والله أعلم".


هكذا فسّر الطبيب ابن قيّم الجوزية أسباب الصداع المختلفة كما كانت معروفة في زمنه.


وقد روى البخاري في صحيحه وأبو داود في السنن أن رسول الله،صلى الله عليه وسلّم، ما شكى إليه أحد وجعاً في رأسه إلاّ قال: "احتجم"، وما شكى إليه وجعاً في رجليه إلاّ قال له: "اختضب بالحناء".


وفي الترمذي: عن سلمى أم رافع خادمة النبي صلى الله عليه وسلم قالت: كان لا يصيب النبي صلى الله عليه وسلم قرحة ولا شوكة إلا وضع عليها الحناء.


ويقول ابن قيّم الجوزية عن الحنّاء:


"والحناء بارد في الأولى، يابس في الثانية، وقوة شجر الحناء وأغصانها مركبة من قوة محللة اكتسبتها من جوهر فيها مائي، حار باعتدال، ومن قوة قابضة اكتسبتها من جوهر فيها أرضي بارد.


ومن منافعه أنه محلل نافع من حرق النار، وفيه قوة موافقة للعصب إذا ضمد به، وينفع إذا مضغ من قروح الفم والسلاق العارض فيه، ويبرئ القلاع الحادث في أفواه الصبيان، والضماد به ينفع من الأورام الحارة الملهبة. وإذا خلط نوره مع الشمع المصفى ودهن الورد ينفع من أوجاع الجنب.


وحكي أن رجلاً تشققت أظافير أصابع يده، وأنه بذل لمن يبرئه مالاً، فلم يجد. فوصفت له امرأة أن يشرب عشرة أيام حناء، فلم يقدم عليه، ثم نقعه بماء وشربه، فبرأ ورجعت أظافيره إلى حسنها.


والحناء إذا ألزمت به الأظفار معجوناً حسنها ونفعها، وإذا عجن بالسمن وضمد به بقايا الأورام الحارة التي ترشح ماء أصفر، نفعها ونفع من الجرب المتقرح المزمن منفعة بليغة، وهو ينبت الشعر ويقويه، ويحسنه، ويقوي الرأس، وينفع من النفاطات، والبثور العارضة في الساقين والرجلين وسائر البدن".


4- في هديه،صلى الله عليه وسلّم، في علاج البثرة


ذكر ابن السني في كتابه عن بعض أزواج النبي،صلى الله عليه وسلّم، قالت: "دخل عليّ رسول الله، صلى الله عليه وسلّم وقد خرج في إصبعي بثرة، فقال: عندك ذريرة؟ فقلت: نعم، فقال: ضعيها عليها وقولي: اللّهم مصغّر الكبير، ومكبّر الصغير، صغّر ما بي".
الذريرة دواء هندي يتخذ من قصب الذريرة، وهي حارة يابسة تنفع من أورام المعدة والكبد والاستسقاء وتقوي القلب لطيبها. وفي الصحيحين عن عائشة أنها قالت: "طيبت رسول الله، صلى الله عليه وسلّم، بيدي بذريرة في حجة الوداع للحل والإحرام".


والبثرة كما يشرحها ابن قيّم الجوزية: " خراج صغير يكون عادة من مادة حارة تدفعها الطبيعة فتسترق مكاناً من الجسد تخرج منه، فهي محتاجة إلى ما ينضجها ويخرجها، والذريرة أحد ما يفعل بها ذلك، فإن فيها إنضاجاً وإخراجاً مع طيب رائحتها، مع أن فيها تبريداً للنارية التي في تلك المادة، وكذلك ال صاحب القانون(ابن سينا): إنه لا أفضل لحرق النار من الذريرة بدهن الورد والخل".


وفيما يلي سنعالج كل ما ذكره الرسول الكريم، صلى الله عليه وسلّم، وما جاء على لسانه من الأعشاب والنباتات الطبية مرتبة على حروف المعجم، وذلك ما ورد في كتاب (زاد المعاد) للطبيب المسلم ابن قيّم الجوزية:


1- أترج


ثبت في الصحيح : عن النبي، صلى الله عليه وسلّم، أنه قال: "مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كمثل الأترجة، طعمها طيب، وريحها طيب".


يقول ابن قيّم الجوزية عن الأترج، مايلي:
" في الأترج منافع كثيرة، وهو مركب من أربعة أشياء: قشر ولحم وحمض وبزر، ولكل واحد منها مزاج يخصه، فقشره حار يابس، ولحمه حار رطب، وحمضه بارد يابس، وبزره حار يابس.


ومن منافع قشره: أنه إذا جعل في الثياب منع السوس، ورائحته تصلح فساد الهواء والوباء، ويطيب النكهة إذا أمسكه في الفم، ويحلل الرياح، وإذا جعل في الطعام كالأبازير ، أعان على الهضم".


يقول ابن سينا عن الأترج في كتابه (القانون):
"وعصارة قشره تنفع من نهش الأفاعي شرباً، وقشره ضماداً، وحراقة قشره طلاء جيد للبرص".


ويتابع ابن قيّم الجوزية عن منافع الأجزاء المختلفة للأترج:
"وأما لحمه: فملطف لحرارة المعدة، نافع لأصحاب المرة الصفراء، قامع للبخارات الحارة. وقال الغافقي: أكل لحمه ينفع البواسير.
وأما حمضه: فقابض كاسر للصفراء، ومسكن للخفقان الحار، نافع من اليرقان شرباً واكتحالا. وأما بزره: فله قوة محللة مجففة".
وقال ابن ماسويه: "خاصية حبه النفع من السموم القاتلة إذا شرب منه وزن مثقال مقشراً بماء فاتر وطلاء مطبوخ ، وإن دق ووضع على موضع اللسعة نفع، وهو ملين للطبيعة، مطيب للنكهة، وأكثر هذا الفعل موجود في قشره".


2- أرز


فيه حديثان باطلان موضوعان على رسول الله صلى الله عليه وسلم، أحدهما أنه "لو كان رجلاً، لكان حليماً" الثاني: "كل شئ أخرجته الأرض ففيه داء وشفاء إلا الأرز، فإنه شفاء لا داء فيه"، وقد ذكر ابن قيّم الجوزية هذين الحديثين تنبيهاً وتحذيراً من نسبتهما إلى الرسول، صلى الله عليه وسلم .


ويتابع ابن قيّم الجوزية حديثه عن الأرز قائلاً:"فهو حار يابس، وهو أغذى الحبوب بعد الحنطة، وأحمدها خلطاً، يشد البطن شداً يسيراً، ويقوي المعدة، ويدبغها، ويمكث فيها. وأطباء الهند تزعم أنه أحمد الأغذية وأنفعها إذا طبخ بألبان البقر، وله تأثير في خصب البدن، وزيادة المني، وكثرة التغذية، وتصفية اللون".


أما الأرز: بفتح الهمزة وسكون الراء، وهو الصنوبر، ذكره النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: "مثل المؤمن مثل الخامة من الزرع، تفيئها الرياح، تقيمها مرة، وتميلها أخرى، ومثل المنافق مثل الأرزة لا تزال قائمة على أصلها حتى يكون انجعافها مرة واحدة".


وحسب رأي ابن قيّم الجوزية فإن الأرزة:"حبه حار رطب، وفيه إنضاج وتليين وتحليل ولذع، يذهب بنقعه في الماء وهو عسر الهضم، وفيه تغذية كثيرة، وهو جيد للسعال ولتنقية رطوبات الرئة، ويزيد في المني، وترياقه حب الرمان المر".


3- بطيخ


روى أبو داود والترمذي، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه كان يأكل البطيخ بالرطب، يقول: "نكسر حر هذا ببرد هذا، وبرد هذا بحر هذا".


وحسب قول ابن قيّم الجوزية، فإن البطيخ: "بارد رطب، وفيه جلاء، وهو أسرع انحداراً عن المعدة من القثاء والخيار، وهو سريع الإستحالة إلى أي خلط كان صادفه في المعدة، وإذا كان آكله محروراً انتفع به جداً، وإن كان مبروداً دفع ضرره بيسير من الزنجيل ونحوه، وينبغي أكله قبل الطعام، ويتبع به، وإلا غثى وقيأ".


4-بلح


روى ابن ماجه في السنن : من هشام بن عروة عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كلوا البلح بالتمر، فإن الشيطان إذا نظر إلى ابن آدم يأكل البلح بالتمر يقول: بقي ابن آدم حتى أكل الحديث بالعتيق".


وقال بعض أطباء الإسلام: إنما أمر النبي صلى الله عليه وسلم بأكل البلح بالتمر، ولم يأمر بأكل البسر مع التمر، لأن البلح بارد يابس والتمر حار رطب، ففي كل منهما إصلاح للآخر، وليس كذلك البسر مع التمر، فإن كل واحد منهما حار، وإن كانت حرارة التمر أكثر، ولا ينبغي من جهة الطب الجمع بين حارين أو باردين.


ويقول ابن قيّم الجوزية: "وفي البلح برودة ويبوسة، وهو ينفع الفم واللثة والمعدة، وهو رديء للصدر والرئة بالخشونة التي فيه، بطيء في المعدة يسير التغذية".


5-البصل


روى أبو داود في سننه : عن عائشة رضي الله عنها، أنها سئلت عن البصل، فقالت: إن آخر طعام أكله رسول الله صلى الله عليه وسلم كان فيه بصل، وثبت عنه في الصحيحين أنه منع آكله من دخول المسجد.


وحسب ابن قيّم فإن البصل: "حار في الثالثة، وفيه رطوبة فضلية ينفع من تغير المياه، ويدفع ريح السموم، ويفتق الشهوة، ويقوي المعدة، ويهيج الباه، ويزيد في المني، ويقطع البلغم، ويجلو المعدة، وبزره يذهب البهق، ويدلك به حول داء الثعلب فينفع جداً، وهو بالملح يقلع الثآليل، وإذا استعط بمائه، يقطر في الأذن لثقل السمع والطنين والقيح.


أما ضرره فإنه يورث الشقيقة ويصدع الرأس ويولد أرياحاً، ويظلم البصر، وكثرة أكله تورث النسيان، ويفسد العقل، ويغير رائحة الفم والنكهة، ويؤذي الجليس والملائكة".


وفي السنن: أنه صلى الله عليه وسلم أمر آكله وآكل الثوم أن يميتهما طبخاً ويذهب رائحته مضغ ورق السذاب عليه.


وفيما يلي ما يذكره الطب الحديث وطب الأعشاب لنا عن البصل:
البصل Allium cepa من الفصيلة الزنبقية Lilliaceae
يحتوي البصل على زيوت عطرية عديدة وعلى مركب كبريتي يعى بالألّليين Alleine والذي يتحلل إلى مادتي:


الألّليسين Allicin (ذو الرائحة المزعجة) ودي ألّليل دي سلفيد Di-Allil-Disulfide .


ومن خصائص البصل الطبية أنه مضاد جرثومي، مقشع، مدر للبول، مقوي لإفرازات المرارة، مضاد خفيف للدود، خافض للضغط الشرياني وخافض لسكر الدم، مسرع في التئام الجروح، مضاد للحساسية والربو ومنشط جنسي.


6-الثوم


هو قريب من البصل، وفي الحديث الكريم: "من أكلهما فليمتهما طبخاً". وأهدي إليه طعام فيه ثوم، فأرسل به إلى أبي أيوب الأنصاري، فقال: يا رسول الله، تكرهه وترسل به إلي؟ فقال: "إني أناجي من لا تناجي".


وهذا ما يذكره ابن قيّم الجوزية: "هو حار يابس في الرابعة، يسخن تسخيناً قوياً، ويجفف تجفيفاً بالغاً، نافع للمبرودين، ولمن مزاجه بلغمي، ولمن أشرف على الوقوع في الفالج، وهو مجفف للمني، مفتح للسدد، محلل للرياح الغليظة، هاضم للطعام، قاطع للعطش، مطلق للبطن، مدر للبول، وإذا دق وعمل منه ضماد على نهش الحيات أو على لسع العقارب، نفعها وجذب السموم منها. وهو يقطع البلغم، ويحلل النفخ، ويصفي الحلق، وينفع السعال المزمن.

وإذا دق مع الخل والملح والعسل ثم وضع على الضرس المتأكل فتته وأسقطه، وعلى الضرس الوجع سكن وجعه . وإذا طلي بالعسل على البهق نفع".


وقد ركز طب الأعشاب الحديث اهتمامه بالثوم وذكر له الخواص الآتية:
الثوم Allium sativum من الفصيلة الزنبقية Lilliaceae
يحتوي أيضاً مثل البصل على زيوت طيّارة وعلى مركب الألّليين، بالإضافة إلى ذلك فإن الثوم غني بعنصر اليود I2 وكذلك فيتامينات A,B1,C وبعض المركبات الستيروئيدية.


للثوم خاصية تخفيض الضغط المرتفع، وهو مضاد للربو، مقوي للمرارة، ومفيد جداً ضد تصلب الشرايين، كما أنه مضاد للتسمم بالرصاص، ويخفض معدل الكوليستيرول في الدم.


يستعمل الثوم لعلاج إصابة الأمعاء بمختلف الجراثيم، وهو يخفض من مخاطر الإصابة بالسكتة الدماغية وذلك بتخفيض نسبة الكوليستيرول في الدم وتخفيض الضغط المرتفع.


7-الحبة السوداء


ثبت في الصحيحين: من حديث أبي سلمة، عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "عليكم بهذه الحبة السوداء، فإن فيها شفاء من كل داء إلا السام".


ويقول ابن قيّم الجوزية عن الحبة السوداء: "هي الشونيز في لغة الفرس، وهي الكمون الأسود، وتسمى الكمون الهندي. وهي كثيرة المنافع جداً. فهي نافعة من جميع الأمراض الباردة، وتدخل في الأمراض الحارة اليابسة بالعرض، فتوصل قوى الأدوية الباردة الرطبة إليها بسرعة تنفيذها إذا أخذ يسيرها.


والشونيز حار يابس في الثالثة، مذهب للنفخ ، نافع من البرص وحمى الربع. وإن دق وعجن بالعسل وشرب بالماء الحار أذاب الحصاة التي تكون في الكليتين والمثانة ويدر البول والحيض واللبن إذا أديم شربه أياماً، وان سخن بالخل وطلي على البطن قتل حب القرع وإن عجن بماء الحنظل الرطب أو المطبوخ، كان فعله في إخراج الدود أقوى.


ودهنه نافع لداء الحية، ومن الثآليل والخيلان، وإذا شرب منه مثقال بماء، نفعع من وضيق النفس ، والضماد به ينفع من الصداع البارد.


وإذا طبخ بخل وتمضمض به ، نفع من وجع الأسنان عن برد، وإذا ضمد به مع الخل قلع البثور والجرب المتقرح وحلل الأورام البلغمية المزمنة والأورام الصلبة. وإن قلي ثم دق ناعماً ثم نقع في زيت وقطر في الأنف ثلاث قطرات أو أربع نفع من الزكام العارض معه عطاس كثير".


8-الحرف


ورد في كتاب (زاد المعاد) لابن قيّم الجوزية، مايلي:
"قال أبو حنيفة الدينوري: هذا هو الحب الذي يتداوى به، وهو الثفاء الذي جاء فيه الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم، ونباته يقال له: الحرف، وتسميه العامة: الرشاد، وقال أبو عبيد: هو الحرف.


والحديث الذي أشار إليه، ما رواه أبو عبيد وغيره، من حديث ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ماذا في الأمرين من الشفاء؟ الصبر والثفاء".


وقوته في الحرارة واليبوسة في الدرجة الثالثة، وهو يسخن ويلين البطن، ويخرج الدود ويحلل أورام الطحال، ويحرك شهوة الجماع، ويجلو الجرب المتقرح والقوباء.


وإذا طبخ مع الحناء أخرج الفضول التي في الصدر، وشربه ينفع من نهش الهوام ولسعها، وإذا دخن به في موضع طرد الهوام عنه، وإذا خلط بسويق الشعير والخل، وتضمد به نفع من عرق النسا. وإذا تضمد به مع الماء والملح أنضج الدماميل، وهو يزيد في الباه، ويشهي الطعام، وينفع الربو وعسر التنفس وغلظ الطحال، وينقي الرئة، ويدر الطمث".


9- الحلبة


يذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه عاد سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه بمكة، فقال: "ادعوا له طبيباً"، فدعي الحارث بن كلدة، فنظر إليه، فقال: ليس عليه بأس، فاتخذوا له فريقة، وهي الحلبة مع تمر عجوة رطب يطبخان، فيحساهما، ففعل ذلك، فبرئ.
وحسب رأي ابن قيّم،فإن: "قوة الحلبة من الحرارة في الدرجة الثانية، ومن اليبوسة في الأولى، وإذا طبخت بالماء لينت الحلق والصدر والبطن، وتسكن السعال والخشونة والربو وعسر النفس، وتزيد في الباه، وهي جيدة للريح والبلغم والبواسير، وتحلل البلغم اللزج من الصدر، وتنفع من أمراض الرئة.


ودقيقها إذا خلط بالنطرون والخل وضمد به حلل ورم الطحال، وقد تجلس المرأة في الماء الذي طبخت فيه الحلبة فتنتفع به من وجع الرحم العارض من ورم فيه".


ويذكر عن القاسم بن عبد الرحمن، أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "استشفوا بالحلبة" وقال بعض الأطباء: لو علم الناس منافعها، لاشتروها بوزنها ذهباً.


وكذلك لقيت الحلبة اهتماماً بالغاً من قبل علماء طب الأعشاب الحديث، إذ ذكروا عنها الميزات والخواص الطبية التالية:
الحلبة Trigonella foenum-graceum من الفصيلة الفراشية Papilionaceae
بذور الحلبة غنية بالبروتين وهي تحتوي على قلويد التريغونيللين Trigonellin والكولين Choline بالإضافة إلى سابونينات ستيروئيدية، مثل: الـDiosgenine تعتبر الحلبة منشط معدي،مطري للجلد، طاردللريح، مضاد للسكري ومدر للحليب، وتستعمل البذور في المطبخ كتوابل وكبديل للقهوة، ويمكن تفريخ البذور لأكلها نيئة في السلطة.


ويمكن أن تزداد أهمية العشبة كمصدر لاستخراج مواد ستيروئيدية يمكن استعمالها في صناعة الهرمونات الجنسية.


10- الريحان


ورد في صحيح مسلم البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم: "من عرض عليه ريحان، فلا يرده، فإنه خفيف المحمل طيب الرائحة".


وفي سنن ابن ماجه: من حديث أسامة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ألا مشمر للجنة، فإن الجنة لا خطر لها، هي ورب الكعبة، نور يتلألأ وريحانة تهتز وقصر مشيد ونهر مطرد وثمرة نضيجة وزوجة حسناء جميلة وحلل كثيرة في مقام أبداً، في حبرة ونضرة، في دور عالية سليمة بهتة"، قالوا : نعم يا رسول الله، نحن المشمرون لها قال: "قولوا: إن شاء الله تعالى" ، فقال القوم: إن شاء الله.


ويعرفنا ابن قيّم الجوزية عن الريحان بأنه: "كل نبت طيب الريح، فكل أهل بلد يخصونه بشئ من ذلك، فأهل الغرب يخصونه بالآس، وهو الذي يعرفه العرب من الريحان، وأهل العراق والشام يخصونه بالحبق. وهو قاطع للإسهال الصفراوي، دافع للبخار الحار الرطب إذا شم، مفرح للقلب تفريحاً شديداً، وشمه مانع للوباء.


ويبرئ الأورام الحادثة في الحالبين إذا وضع عليها، وإذا دق ورقه وهو غض وضرب بالخل ووضع على الرأس قطع الرعاف، ويقوي الأعضاء الواعية إذا ضمد به، وينفع داء الداحس، وإذا ذر على البثور والقروح التي في اليدين والرجلين نفعها.


ويجلو قشور الرأس وقروحه الرطبة وبثوره، ويمسك الشعر المتساقط ويسوده. وحبه نافع من نفث الدم العارض في الصدر والرئة، دابغ للمعدة وليس بضار للصدر ولا الرئة لجلاوته، وخاصيته النفع من استطلاق البطن مع السعال، وذلك نادر في الأدوية، وهو مدر للبول، نافع من لذغ المثانة، ولسع العقارب.


وأما الريحان الفارسي الذي يسمى الحبق، فحار في أحد القولين: ينفع شمه من الصداع الحار إذا رش عليه الماء، ويبرد، ويرطب بالعرض، وبارد في الاخر، وهل هو رطب أو يابس؟ على قولين.

والصحيح: أن فيه من الطبائع الأربع ويجلب النوم، وبزره حابس للإسهال الصفراوي ومسكن للمغص، مقو للقلب، نافع للأمراض السوداوية.


وهذا ما وجده الطب الحديث في محال طب الأعشاب عن عشبة الحبق.


الحبق Ocimum bocilium


يحتوي الحبق على زيت عطري طيّار معظمه لينالولLinalol بالإضافة إلى مواد غلوكوزيدية وسابونينات.


يعتبر الحبق طارد للغازات، مقشع، مضاد تشنج، مدر للحليب عند الأم.


يستعمل محلول الحبق داخلياً لعلاج:
أ‌- التهابات المعدة المزمنة، والنفخة، ولمنع التقيؤ خلال السفر، وعلاج القبض.
ب‌-اضطرابات الجهاز التنفسي كالسعال والشهقة.
ت‌-التهابات المجاري البولية، وتخفيف ألم العادة الشهرية المتأخرة.
ويستعمل خارجياً:
أ‌- في مياه الحمام الساخن كمنشط قوي.
ب‌-وفي كمادات على الجروح بطيئة الالتئام وكشراب للغرغرة.

يتبع ..


 
 توقيع : مجموعة انسان







رد مع اقتباس