يوم أمس, 04:39 AM
|
#1
|
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 4
|
العلاقة بالمرض: مصابة |
المهنة: لا شيء |
الجنس ~ :
أنثى |
المواضيع: 63482 |
مشاركات: 6438 |
تاريخ التسجيل : Aug 2010
|
أخر زيارة : يوم أمس (06:08 PM)
|
التقييم : 95
|
مزاجي
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
شكراً: 9,478
تم شكره 17,570 مرة في 8,937 مشاركة
|
الساحر الذى كتب الشعر.. حكاية ويليام ييتس بين الجنيات والأشباح والمسرح
فى يوم 13 يونيو من عام 1865، ولد صبي فى دبلن كان قدره أن يسير على الحد الفاصل بين الواقع والأسطورة، بين السياسة والشعر، بين الضوء وظلال العالم الآخر، هو ويليام بتلر ييتس، أحد أكثر شعراء العالم إثارة للدهشة، ليس فقط لقصائده التي تفيض بالسحر، بل لعقيدته الراسخة في عالم الأشباح والجنيات، وإيمانه بأن وراء الحجاب عوالم لا يراها سوى الشعراء.
حين رأى الشبح لأول مرة
نشأ ييتس وسط عائلة تحب الفن والمعرفة، كان والده محاميًا ورسامًا، يقرأ له ولأشقائه قصص "شكسبير" و"جوسر" و"السير والتر سكوت"، لكنه ما كان ليستمع فقط، بل عاش الحكايات.
وفي منزل جده الذي كان يطل على نهر التيمز في لندن، حيث كانت سفن التجارة تُبحر وتعود، قال الطفل ذو العشرة أعوام إنه رأى أول شبح في حياته، لم يكن الأمر غريبًا في بيئة كان خدم المنازل فيها يتحدثون بلا تردد عن الأرواح، والبيوت المسكونة، والليل الذي لا يخلو من حضور غير مرئي.
الجنيات يخطفن الناس.. وييتس يكتب
تسللت هذه المشاهد إلى قصائده، ومنها قصيدته الشهيرة "الطفل المسروق" التي بنيت على أسطورة أيرلندية تقول إن الجنيات تخطف الناس لتأخذهم إلى عالمها الغامض.
لم تكن هذه القصائد خيالًا عابرًا، بل كانت تعبيرًا صادقًا عن انغماسه العميق في العوالم الخفية، وهو ما دفعه في العشرين من عمره لتأسيس "جمعية دبلن لعلوم السحر"، التي كانت ملتقى للمهتمين بالفلسفة الهندية، والروحانيات، والتجارب الروحية، وتطورت الجمعية لاحقًا إلى "جمعية دبلن لتشارك الحكمة"، وانضم بعدها ييتس إلى "نظام البزوغ الذهبي"، وهي منظمة سرية تدرس السحر بشكل عملي ومنظم.
من الظل إلى المسرح.. ييتس كاتبًا وطنيا
لكن ييتس لم يكن مشغولًا بالغيب وحده، ففي عام 1889، أسس "المسرح الأدبي الأيرلندي"، ليكون صوتًا للهوية الثقافية لأيرلندا، وكتب لمسرحه أعمالًا ذات طابع وطني، أبرزها "الكونتيسة كاثلين"، وساهم في صياغة شكل جديد من المسرح ينتمي لروح بلاده، ويخاطب شعبها.
قلب السلطة والجلوس تحت قبة البرلمان
حين استقلت أيرلندا، لم يقف ييتس في الظل، بل جلس تحت قبة البرلمان عضوًا في مجلس الشيوخ من عام 1922 إلى 1928، مدافعًا عن الفن، عن التراث، عن حرية الإبداع.
كان يرى أن الشاعر لا يجب أن يكون معزولًا عن مجتمعه، بل صوتًا من أصواته الكبرى، وأن على الدولة أن تصون الثقافة كما تصون حدودها.
نوبل.. ووداع الساحر الأخير
في عام 1923، منحته الأكاديمية السويدية جائزة نوبل في الأدب، اعترافًا بمكانته كأحد أعمدة الشعر العالمي، وكمجدد للأدب الأيرلندي.
ظل ييتس يكتب حتى سن الثالثة والسبعين، بقلب مليء بالشعر والعجائب، قبل أن يغادر هذا العالم في 28 يناير 1939، تاركًا وراءه آثار شاعر لم يكتف بأن يكتب القصيدة، بل عاش داخلها. ساعد في النشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
|
|
|