عرض مشاركة واحدة
قديم 12-17-2011, 11:42 PM   #1


الصورة الرمزية مجموعة انسان
مجموعة انسان غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 4
 العلاقة بالمرض: مصابة
 المهنة: لا شيء
 الجنس ~ : أنثى
 المواضيع: 51967
 مشاركات: 6367
 تاريخ التسجيل :  Aug 2010
 أخر زيارة : يوم أمس (08:07 PM)
 التقييم :  95
 مزاجي
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 9,478
تم شكره 17,570 مرة في 8,937 مشاركة
افتراضي الاستمتاع بالقهوة‏ 




التقى بعض خريجي إحدى الجامعات في منزل أستاذهم العجوز بعد سنوات طويلة من مغادرة مقاعد الدراسة


وبعد أن حققوا نجاحات كبيرة في حياتهم العملية ونالوا أرفع المناصب وحققوا الاستقرار المادي والاجتماعي


وبعد عبارات التحية والمجاملة طفق كل منهم يتأفف من ضغوط العمل والحياة التي تسبب لهم الكثير من التوتر


وغاب الأستاذ عنهم قليلا ثم عاد يحمل أبريقا كبيرا من القهوة ومعه أكواب من كل شكل ولون أكواب صينية فاخرة


أكواب ميلامين


أكواب زجاج عادي


أكواب بلاستيك


وأكواب كريستال


فبعض الأكواب كانت في منتهى الجمال


تصميماً ولوناً وبالتالي كانت باهظة الثمن


بينما كانت هناك أكواب من النوع الذي تجده في أفقر البيوت


: قال الأستاذ لطلابه .. تفضلوا ، و ليصب كل واحد منكم لنفسه القهوة


وعندما بات كل واحد من الخريجين ممسكا بكوب تكلم الأستاذ مجددا


هل لاحظتم ان الأكواب الجميلة فقط هي التي وقع عليها اختياركم وأنكم تجنبتم الأكواب العادية ؟؟؟


ومن الطبيعي أن يتطلع الواحد منكم إلى ما هو أفضل


وهذا بالضبط ما يسبب لكم القلق والتوتر


ما كنتم بحاجة إليه فعلا هو القهوة وليس الكوب


ولكنكم تهافتم على الأكواب الجميلة الثمينة


و بعد ذلك لاحظت أن كل واحد منكم كان مراقباً للأكواب التي في أيدي الآخرين


فلو كانت الحياة هي : القهوة


فإن الوظيفة والمال والمكانة الاجتماعية هي : الأكواب


وهي بالتالي مجرد أدوات وأوعية تحوي الحياة


ونوعية الحياة (القهوة) تبقى نفسها لا تتغير


و عندما نركز فقط على الكوب فإننا نضيع فرصة الاستمتاع بالقهوة


وبالتالي أنصحكم بعدم الاهتمام بالأكواب والفناجين


وبدل ذلك أنصحكم


(بالاستمتاع بالقهوة)


في الحقيقة هذه آفة يعاني منها الكثيرون


فهناك نوع من الناس لا يحمد الله على ما هو فيه : مهما بلغ من نجاح


لأنه يراقب دائما ما عند الآخرين


يتزوج بامرأة جميلة وذات خلق


ولكنه يظل معتقدا أن غيره تزوج بنساء أفضل من زوجته


ينظر إلى البيت الذي يقطنه ويحدث نفسه أن غيره يسكن في بيت أفخم و أرقى


وبدلا من الاستمتاع بحياته مع أهله و ذويه


يظل يفكر بما لدى غيره ويقول :


ليت لدي ما لديهم



قال رسول الله صلى الله عليه وسلم


(من بات آمنا في سربه،معافا في بدنه،يملك قوت يومه، فقد حيزت له الدنيا بحذافيرها )


وقال أحد الحكماء(عجبا للبشر!! ينفقون صحتهم في جمع المال فإذا جمعوه أنفقوه في استعادة الصحة،،، يفكرون في المستقبل بقلق وينسون الحاضر فلا استمتعوا بالحاضر ولا عاشوا المستقبل،، ينظرون إلى ما عند غيرهم ولا يلتفتون لما عندهم فلا حصلوا ما عند غيرهم ولا استمتعوا بما عندهم،، خلقوا للعبادة وخلقت لهم الدنيا ليستعينوا بها فانشغلوا بما خلق لهم عما خلقوا له...)

ساعد في النشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك





 
 توقيع : مجموعة انسان







رد مع اقتباس
8 أعضاء قالوا شكراً لـ مجموعة انسان على المشاركة المفيدة: