بسم الله الرحمن الرحيم
إخواني وأخواتي
من منا لا يفكر بحال هذه الدنيا؟ انا شخصيا أفكر بها من حين لآخر... قال تعالى(سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم انه الحق) ايه 53 فصلت....وقال العرب قديما(عش رجبا ترى عجبا)....
نحن مرضى منذ شهور وبعضنا منذ سنوات ... والحمد لله أن مرضنا ليس بالخطير على الرغم من انه مزعج ،وعلى الرغم من أنه مرض مزعج إلا ان له فوائد لا يمكن إنكارها:
الفائدة الأولى : القرب من الله سبحانه وتعالى والتفكر في ملكوت الله سبحانه ..
الفائدة الثانية: الملاحظة ... بمعنى أن المريض العاجز تحديدا تتكون لديه قوة الملاحظة وهي موهبة من الله سبحانه وتعالى ، فالأعمى - مثلا- تكون لديه قوة السمع واللمس أحيانا كما هو معلوم ...
الفائدة الثالثة: زيادة في الأجر ورفعة بالدرجات بإذنه تعالى ...أو تخفيف من الذنوب...
فلو نظرنا إلى قوله تعالى(إن في قصصهم لعبرة) وقوله تعالى(نحن نقص عليك أحسن القصص - يوسف) نلاحظ أن التاريخ يعيد نفسه ألا أن الكثيرون غافلون ... إلا من رحم ربي...
فقصة آل لوط عليه السلام والريح التي أرسلها الله سبحانه وتعالى عليهم عقوبة تتكرر في فترات متقاربة اليوم ، فهناك دول تعاني من الأعاصير المدمرة والقتلى بالعشرات وربما بالمئات.
وقصة نوح عليه السلام والفيضان الذي غطى وجه الأرض، ولم ينجو إلا من ركب في السفينة ...فهناك فيضانات تعم بعض البلاد اليوم...وأيضا هناك ضحايا ...اللهم إني أسالك العفو والعافية. الكثير لايفقهون ان الرياح والامطار هي من جند الله وانما يعزون ما يجري حولهم بانه مجرد "كوارث طبيعيه"!!!.
وفي داخل المستشفيات ، وهو ما لم أكن اعلمه قبل مرضي ، آلاف المرضى ومن جميع الأعمار ... الصغير قبل الكبير، والغني قبل الفقير ...
فقد ذهبت يوما إلى المستشفى لآخذ جرعة الكورتيزون ، واذا برضيع ممدد على سرير بجواري(لا اعرف ذكرا أم أنثى) وكانت إبرته بالوريد ولكن أين؟!! فالرضيع توضع له إبرة الوريد أسفل القدم(الماطات) تلك هي أول مرة أرى فيها رضيع يأخذ إبرة بالوريد ولا اعلم ما هو مرضه/مرضها ....أما المستشفيات فحدث ولا حرج ...فالمستشفيات هي عالم آخر غير عالم الأصحاء ... فلو ذهبنا بعيدا قليلا ... نجد الموتى (يرحمهم الله) من جميع الأعمار ... فمن 70 سنة وما فوق ...وحتى 7 سنوات وما تحت ... فالموت لا يفرق بين كبير أو صغير ... قال تعالى(لكل اجل كتاب) سبحان الله ...
فالذكي العاقل من عمل حساب ذاك اليوم ولم يضيع الوقت ... أما غير ذلك فـ (أولئك هم الخاسرون) ...
هناك من يعي تلك الحقائق ويرى انه لابد وان يأتي يوما ويترجل من هذه الدنيا ... فيعمل – قدر ما يستطيع – لإرضاء الله سبحانه وتعالى ويعلم ان ما يعمله من خير هو الباقي له ، وهناك من يعش عمره كأنه باق مخلد في هذه الدنيا (وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَن تَبِيدَهَذِهِ أَبَدًا)ايه 35 الكهف.وقال صلى الله عليه وسلم(ليس لك من مالك إلا ما أكلت فأفنيت، وما لبست فأبليت، وما تصدقت فأبقيت) سبحان الله.
طبعا كلامي هذا لا يعني عدم الاستمتاع بالدنيا بما يرضي الله ولكن يجب على المسلم أن تكون له رؤية وفائدة من بقاءه ووجوده، وبصمة بعد الرحيل... قال صلى الله عليه وسلم(خير الناس انفعهم للناس)
اعتذر عن الاطاله ولكنها مجرد ... خواطر sw
اخوكم محمد 
ساعد في النشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك