كمبيوتر وتكنولوجيا استفسارات وحلول في مجال الكمبيوتر والتقنية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
#1 | ||||||||||||||
![]() ![]() ![]()
شكراً: 9,478
تم شكره 17,570 مرة في 8,937 مشاركة
|
كل عام، تقوم محركات البحث على الشبكة العنكبوتية بحوالي 2.2 تريليون عملية بحث واستعلام، فلا شك أن الكثير منّا اليوم يميل إلى البحث عن المعلومة عبر الإنترنت أو الاستعانة بالهواتف الذكية في أبسط الأمور، مثل الحسابات البسيطة أو التذكيرات اليومية، مما يقلّل الحاجة إلى ممارسة مهاراتنا الذهنية ويدفع عقولنا للتعفّن، إن جاز التعبير! يُشير مفهوم «تعفّن الدماغ»، والذي جرى اختياره ليكون كلمة عام 2024 في قاموس أكسفورد بعد تصويت أكثر من 37 ألف شخصٍ حول العالم، إلى حالة من التدهور التدريجي في القدرات الذهنية والمعرفية، قد تنتج عن تراكم الضغوط النفسية والجسدية أو الإهمال المستمر لمهارات التفكير النقدي والإبداع. ويأتي هذا الاختيار متوافقاً مع التحذيرات العالمية من تراجع مستويات الوعي الذهني لدى الأفراد، تحت ضغط الحياة الرقمية المتسارعة. يمكن أن يظهر «تعفّن الدماغ» في صور مختلفة، منها إدمان ألعاب الفيديو، والتصفّح «الزومبي» حيث يقضي المرء ساعاتٍ في التنقّل العقيم عبر الإنترنت، وإدمان شبكات التواصل الاجتماعي. تتفاقم هذه الظاهرة حين تعيق عن القدرة على التفكير النقدي وتدفع إلى تبني سلوكياتٍ تستهلك الوقت دون عائدٍ معرفي. مع التطوّر السريع للحلول الرقمية وتزايد تطبيقات الذكاء الاصطناعي، أصبح البشر أكثر اعتماداً عليها في إنجاز المهام اليومية، ما قد يؤدي إلى إضعاف قدرات العقل بمرور الزمن. وتزداد المخاوف بشأن «تعفّن الدماغ» نتيجة غياب المحفّزات الكافية للمحافظة على نشاط التفكير والإبداع. فالميل إلى استخدام الهواتف الذكية في أبسط المهام، يقلّل من حاجة الدماغ إلى العمل اليومي، ويؤدي تدريجيّاً إلى تراجع مهارات التحليل وحلّ المشكلات. الدماغ يحتاج إلى التحدّي والحافز الدائم ليحافظ على لياقته، تماماً كما يحتاج الجسد إلى التمارين الرياضية للمحافظة على صحّته. من ناحية أخرى، تمنحنا الحلول الرقمية وخوارزميات الذكاء الاصطناعي فرصاً كبيرة للوصول السريع إلى المعلومات وتحليل البيانات الضخمة. غير أنّ هذه الحلول والخوارزميات مصممة أيضاً لجذب اهتمام المستخدمين وضمان بقائهم في التطبيقات والمنصات الرقمية أطول فترة ممكنة؛ إذ تتعلم تفضيلاتهم وتزودهم بمحتوى مخصص، ما يجعل من الصعب عليهم الانفصال عن الشاشات. وهكذا، بدل أن تحرر التكنولوجيا أذهاننا من المهام الرتيبة، تصبح أداة للكسل الذهني والإدمان إن لم نُحسن توظيفها. لا يعني ذلك أنّ علينا رفض التكنولوجيا أو الذكاء الاصطناعي، بل على العكس، يُمكننا الاستفادة من هذه الأدوات بشكلٍ واعٍ ومتوازن. فالذكاء الاصطناعي قادر على تسريع البحوث العلمية وتحليل البيانات الضخمة، ما يتيح للإنسان التفرّغ للابتكار والتجارب الفكرية الأكثر تعقيداً. لكنّ المفتاح يكمن في إبقاء الدماغ نشطاً عبر الاستمرار في تعلّم مهارات جديدة، والقراءة، وممارسة الألعاب الذهنية، وحلّ الألغاز، والانخراط في الحوارات البنّاءة. تعفّن الدماغ ليس مصيراً حتمياً في ظلّ التقدّم التكنولوجي، بل هو نتيجة سوء توظيف الأدوات الحديثة وعدم المحافظة على نشاطنا الذهني. علينا أن نجمع بين استخدام التكنولوجيا بذكاء وبين الحرص على تجديد الأفكار ومواجهة التحدّيات العقلية. بهذه الطريقة، نجعل من الابتكارات الحديثة وسيلةً لدعم قدراتنا الذهنية، لا سبباً لتراجعها. لندرك جميعاً أن العفن الحديث للدماغ.. رقمي! نقلا عن "القبس" الكويتية ساعد في النشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك المصدر: منتديات حبة البركة - من قسم: كمبيوتر وتكنولوجيا |
||||||||||||||
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() |
|
|