كتاب "الموجة القادمة" لمصطفى سليمان.. عن وحوش سنصنعها في المستقبل

كتاب "الموجة القادمة" لمصطفى سليمان.. عن وحوش سنصنعها في المستقبل

في كتاب الموجة القادمة يدعو المؤسس المشارك لشركة DeepMind مصطفى سليمان إلى "احتواء" التكنولوجيا الجديدة في استكشاف لما قد يحمله لنا المستقبل.

يقول المؤلف مصطفى سليمان الذى شاركه مايكل بكسار فى تأليف "the coming wave" إنه ليس من مؤيدي الحتمية، ولكنه أحيانًا يبدو كذلك بشكلٍ مُريع حيث يكتب: "في جوهرها، تنشأ التكنولوجيا لتلبية احتياجات الإنسان. إذا كان لدى الناس أسباب قوية لبنائها واستخدامها، فسيتم بناؤها واستخدامها. ومع ذلك، في معظم نقاشات التكنولوجيا، لا يزال الناس عالقين في ماهيتها، متناسين سبب ابتكارها في المقام الأول. الأمر لا يتعلق بحتمية تكنولوجية فطرية، بل يتعلق بمعنى أن تكون إنسانًا".

تُعرّف الموجة القادمة في كتابهع "بتقنيتين أساسيتين: الذكاء الاصطناعي والبيولوجيا التركيبية"، والتقاء التقنيتين هو ما يجعلهما مثيرتين للاهتمام ومبتكرتين إذ يعتقد أن هاتين التقنيتين معًا "ستبشران بفجر جديد للبشرية، وتخلقان ثروةً وفائضًا لم نشهده من قبل.

ومع ذلك، فإن انتشارهما السريع يهدد أيضًا بتمكين مجموعة متنوعة من الجهات الفاعلة السيئة من إطلاق العنان للاضطراب وعدم الاستقرار، وحتى الكوارث على نطاق لا يمكن تصوره حيث يقول " يبدو أن مستقبلنا "يعتمد على هذه التقنيات، وهو مُعرّضٌ للخطر في آنٍ واحد".

بمجرد تجاوز هذه المقدمة، ينتقل الكتاب إلى استكشافٍ جادٍّ لما قد يحمله لنا المستقبل جميعًا ويمتلك سليمان مؤهلاتٍ جيدةً لهذه المهمة: فقد كان أحد مؤسسي DeepMind، التي يُمكن القول إنها أذكى شركة ذكاء اصطناعي في العالم، ولكنه عمل أيضًا في القطاع الخيري، وفي الحكومة المحلية البريطانية، وفي جوجل حيث عمل على نماذج اللغة الخاصة بالشركة، وعلى المهمة الشاقة المتمثلة في محاولة إقناع عملاق البحث بأخذ الأخلاقيات على محمل الجد.

على الرغم من أنه لم يعمل في مجال البيولوجيا الجزيئية، إلا أن روايته لتسلسل الحمض النووي، وتعديل الجينات، وتصميم وتصنيع المنتجات الجينية الجديدة تبدو مُستنيرة، وتدعم حجته بأن الذكاء الاصطناعي وعلم الأحياء الحاسوبي هما التحديان المُزدوجان اللذان سيواجهان المجتمعات قريبًا.

يبدو التسلسل التطوري لسليمان كالتالي: استخدم البشر التكنولوجيا أولًا للعمل على العالم المادي "عالم الذرات"؛ ثم عملوا على، وحدات المعلومات؛ والآن يعملون على خلق أشكال جديدة من الحياة البيولوجية. أو، بتعبير أكثر فظاظة: أولًا اخترعنا العضلات الميكانيكية؛ والآن نعبث بأدمغتنا؛ وقريبًا سنفعل ذلك ببيولوجيتنا. مهما كانت طريقة تصويرك للأمور، فإن الحقيقة هي أننا بصدد خلق وحوش لا نعرف كيف نتعامل معها.

ساعد في النشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك

المصدر: منتديات حبة البركة - من قسم: ثقاقة عامة وشعر