ثلاجة وردية.. صامتة

ثلاجة وردية.. صامتة

في قلب واحدة من أشد صحارى العالم حرارةً وجفافًا، حيث تمتد الكثبان الرملية إلى ما لا نهاية، وتذوب الأحلام تحت شمسٍ لا ترحم… تقع مفاجأة تعجز العقول عن تصديقها.

في صحراء ناميبيا القاسية، حيث تعصف الرياح الجافة وتكاد حرارة الجو أن تُذيب الهواء، تقف ثلاجة وردية اللون، وحيدةً وسط الرمال، تعمل بكفاءة، وممتلئة بالمشروبات الباردة!

قد يبدو هذا مشهدًا من الخيال، أو خدعة بصرية… لكنه واقع حقيقي يتكرر يوميًا أمام أعين السيّاح المارّين بالقرب من بلدة صغيرة تُدعى “سوليتير”. أولئك الذين يقودون سياراتهم عبر الطرق المتربة الموحشة، يفاجَؤون بمكعّب وردي غريب، يقف كأنه واحة عصرية وسط العدم.

وراء هذه الفكرة المذهلة يقف الفنان والمصمم ماكس سيدنتوبف، الذي وُلد في ناميبيا لأبٍ ألماني، وعُرف بأعماله الغريبة والمحفّزة للتفكير. لكنه هذه المرة، لم يسعَ وراء تعقيد أو فلسفة، بل أراد شيئًا بسيطًا… ومُربكًا.

قال ماكس:

“أردت أن أرى كيف سيتعامل الناس مع شيء لا يحمل أي معنى، وُضع في مكان لا ينبغي أن يكون فيه شيء من الأساس.”

الثلاجة تعمل بالطاقة الشمسية، وتبقى باردة طوال النهار. لكنها ليست للبيع، ولا تُدرّ ربحًا. إنها تجربة فنية خالصة، تهدف إلى إثارة التساؤل والدهشة.

السياح يقتربون منها، يلمسونها، يفتحون بابها فيجدون عبوات الماء والمشروبات الباردة، يلتقطون الصور، ويبتسمون بدهشة… ثم يغادرون وكلٌّ منهم يحمل سؤالًا واحدًا في ذهنه:

“من وضع هذه الثلاجة هنا؟ ولماذا؟”

الإجابة لا تتعلّق بالربح أو الراحة، بل بالفن… برسالة تقول إن شيئًا بسيطًا، غير متوقَّع، وملوَّن، يمكنه أن يغيّر نظرتك للعالم… أو ليومك، ولو للحظات.

في عالمٍ يغرق في التعقيد، اختار ماكس أن يُعبّر بثلاجة واحدة فقط.

ثلاجة وردية… صامتة… لكنها نجحت في إيقاف العابرين

ساعد في النشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك

المصدر: منتديات حبة البركة - من قسم: موضوعات عامة