ثقاقة عامة وشعر معلومات ثقافية وشعر |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
#1 | ||||||||||||||
![]() ![]() ![]()
شكراً: 9,478
تم شكره 17,570 مرة في 8,937 مشاركة
|
لم تكن أمنية راضية أبدًا عن حياتها، ودائمًا ما تنظر إلى حياة غيرها وتتمنى أن تعيشها ولو ليوم واحد، رغم أن والديها اللذين يعملان في مجال التدريس لم يحرماها من أي شيء تريده، كما أنها تدرس في كلية الآثار، وتتمتع بقدر كبير من الجمال، وابن عمها الدكتور محمد يحبها ويتمنى موافقتها على الزواج منه اليوم قبل الغد، لكن كل ذلك لم يُشبع أمنية، التي كانت دائمًا تتطلع إلى حياة الآخرين وتعيشها في أحلامها لتُرضي طمعها وغرورها. وأكثر ما كانت تتمناه أمنية هو أن تعيش حياة جارتها سلوى، كانت دائمًا تستغل صداقتها بها لتزور منزلها، وتطّلع على أثاثه الفاخر وأحدث الأجهزة الإلكترونية التي تمتلكها، وكانت تتساءل: لماذا لم تفكر سلوى في الانتقال إلى منطقة أفضل من حيهما الشعبي؟ برغم ثرائها هي وزوجها، ولكنها لم تجد إجابة عن سؤالها، وكثيرًا ما تمنت زوجًا وسيمًا وأنيقًا مثل المهندس أحمد، زوج سلوى، وطفلين مثل طفليها. وذات مرة، جلست أمنية كعادتها خلف النافذة، تراقب حياة سلوى وتتخيل نفسها مكانها، حتى وجدت نفسها مستلقية على السرير، ويأتي أحمد ليوقظها قائلاً: ـ "سلوى... قومي حضري الفطار، عايز أروح الشغل." استيقظت أمنية فزعة عند رؤيته، وقالت له: ـ "أحمد؟! إيه ده؟ أنا إيه اللي جابني هنا؟!" نظر إليها أحمد وعيناه مليئتان بالغضب، وقال: ـ "إنتِ لسه هتسألي يا هانم؟ آه إنتِ يا سلوى مش بتحبي تفطري علقة وتتمسي بعلقة تانية؟" قالت أمنية مرتبكة: ـ "سلوى؟ سلوى مين؟ أنا..." لكنها لم تكمل حديثها حتى انهال عليها بالضرب والسباب، ثم أجبرها على تحضير الإفطار، وذهب إلى عمله، جلست أمنية حائرة، تتساءل هل هي في حلم أم أن ما يحدث حقيقي؟! لم يطل تفكيرها، إذ دخل الطفلان زياد وعلي، يربتان على كتفيها. وقال زياد: ـ "معلش يا ماما، ما تعيطيش." صُدمت أمنية حين أدركت أن طفلي سلوى يناديانها "ماما"! هرعت إلى المرآة، فرأت نفسها كما هي، لكن الجميع يتعامل معها كسلوى! قررت أن تغادر منزل سلوى لتعود إلى بيتها وتحكي لوالديها ما حدث، لكن والدتها فتحت لها الباب بفزع، قائلة: ـ "مالك يا سلوى؟ وشك عامل كده! الحقيني يا أمنية، شوفي سلوى." ازدادت دهشة أمنية حين رأت أن سلوى تعيش مع والدتها وتبدو حياتها طبيعية، خرجت مسرعة من البيت، فإذا بأحمد يتصل بها ويطلب منها استلام حقيبة من أحد الأشخاص، محذرًا إياها من فتحها وإلا ضربها. اضطرت أمنية للعودة إلى بيت سلوى، لعلها تجد الإجابة. جلست حزينة، تتأمل المكان، ثم رأت سلوى من نافذة المنزل، سعيدة مع والديها. لم يطل الأمر حتى جاء رجل يحمل حقيبة، وقال: ـ "دي لبيت الباشمهندس أحمد." أخذت أمنية الحقيبة، لكن رجال الشرطة باغتوها، وطلبوا منها عدم التحرك، تم القبض عليها واقتيادها إلى القسم، حيث واجهها الضابط بتهمة الاتجار بالمخدرات، بعد أن وجدوا هيروين داخل الحقيبة. صرخت أمنية: ـ "أنا بريئة! دي شنطة أحمد!" لكن أحمد أنكر كل شيء، مدعيًا أن الحقيبة ملكها، لذلك أمر الضابط بسجن أمنية 4 أيام على ذمة التحقيق. ودخلت أمنية الحجز، وجلست بين نساء أصحاب سوابق، وهي في حالة صدمة، تبكي وتقول لنفسها: ـ "دلوقتى عرفت سبب إن سلوى مش عايزة تسيب منطقتنا ليه.. بس مش هي دي الحياة اللي كان نفسي أعيشها؟! يا رب رجعني لحياتي مع أمي وأبويا." غلبها النوم والدموع لم تفارق عينيها، واستيقظت على صوت والدتها تقول لها: ـ "إيه اللي مقعدك جنب الشباك كده؟ قومي ساعديني في الغداء." عانقت أمنية والدتها وهي تبكي، وقالت: ـ "حاضر يا ماما، أنا بحبك وبحب بابا، وموافقة على خطوبتي من محمد." ذهبت مسرعة إلى المطبخ، ثم عادت لتعانق والدتها مجددًا، بينما الأم واقفة في ذهول، تتساءل ماذا أصاب ابنتها. ساعد في النشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك المصدر: منتديات حبة البركة - من قسم: ثقاقة عامة وشعر |
||||||||||||||
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|