أهلا وسهلا بكم, يرجى التواصل معنا لإعلاناتكم التجارية

انت الآن تتصفح منتديات حبة البركة

العودة   منتديات حبة البركة > القسم الإسلامي > مواضيع إسلامية عامة
مواضيع إسلامية عامة أدعية وأحاديث ومعلومات دينية مفيدة

إضافة رد

 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-31-2015, 06:01 PM   #1


الصورة الرمزية مجموعة انسان
مجموعة انسان غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 4
 العلاقة بالمرض: مصابة
 المهنة: لا شيء
 الجنس ~ : أنثى
 المواضيع: 52391
 مشاركات: 6367
 تاريخ التسجيل :  Aug 2010
 أخر زيارة : يوم أمس (10:17 PM)
 التقييم :  95
 مزاجي
 اوسمتي
التميز مشرف مميز 
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 9,478
تم شكره 17,570 مرة في 8,937 مشاركة
افتراضي تأملات في اسم الله "المجيب" 




تأملات في اسم الله
"المجيب"





الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وأزواجه الطيبين الطاهرين، وبعد:
فقد أخرج البخاري رحمه الله في صحيحه (2736) من حديثِ أبي هريرة رضي الله عنه أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن لله تسعةً وتسعين اسمًا، مائة إلا واحدًا، مَن أحصاها دخل الجنة))[1].

من أسماء الله الحسنى التي سأتحدث عنه بإذن الله اسم الله: "المجيب".

قال تعالى عن نبيِّه صالح: ﴿ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ ﴾ [هود: 61].

المعنى الشرعي:
الله تعالى هو المجيب لدعوة الداعين، وسؤال السائلين، وعباده المستجيبين، وإجابته سبحانه وتعالى نوعان:
أولاً: إجابة عامة للداعين: مهما كانوا، وأينما كانوا، وعلى كل حال كانوا، كما وعَدهم بهذا الوعد المطلق الصادق الذي لا يتخلَّف.

ثانيًا: إجابة خاصة: للمستجيبين له، المنقادِين لشرعه، المخلِصين له في الدعاء والعبادة؛ ولهذا عقب بقوله: ﴿ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي ﴾ [البقرة: 186][2].

ومن هنا يتبيَّنُ أن اللهَ يجيب مَن دعاه في حالة الاضطرار، مؤمن أو كافر؛ قال تعالى: ﴿ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ ﴾ [النمل: 62].

وقال تعالى عن استجابتِه للكفَّارِ في حالة الاضطرار: ﴿ فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ ﴾ [العنكبوت: 65].

أن يستجيبَ الله للمؤمن والكافر في حال اضطراره، فليس هذا بغريب على ربٍّ مجيب، لكن السؤال الذي دار في خَلَدي: هل يستجيب الله للكافر المستكبر المصرِّ على كُفره واستكباره؟!
الجواب: نعم، ومن خلال تتبُّعي لاسم الله "المجيب" في بعضِ النصوص القرآنية، أحببتُ أن أبرز جلالَ هذا الاسم، فأقول وبالله التوفيق:
اسم "المجيب"، كما يجيب اللهُ دعاءَ من يُحبُّ، فإنه قد يجيب دعاء مَن يُبغِض، ومَن ليس له عنده أي كرامة، ومن القرآن العظيم أستشِفُّ هذا المكنون العجيب لاسم الله المجيب:
1- استجاب الله لإبليس دعوته حين طلب أن يُنظِرَه الله إلى يوم الوقت المعلوم:﴿ قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ * إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ ﴾ [الحجر: 36 - 38]، قال العلامة السعدي في تفسيره: "وليس لإجابة اللهِ لدعائه كرامة في حقه، وإنما ذلك امتحان وابتلاء من اللهِ له وللعباد"[3].

2- استجاب الله لفرعونِ هذه الأمة أبي جهل حين استفتح يوم بَدْرٍ فقال مقولته: "اللهم أقطعنا للرحم، وآتانا بما لا نعرِفُه، فأَحِنْه الغداة، اللهم أينا أحبُّ إليك، وأرضى عندك، فانصُرْه اليوم، وفي ذلك أنزَل الله تعالى: ﴿ إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ وَإِنْ تَنْتَهُوا فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَعُودُوا نَعُدْ وَلَنْ تُغْنِيَ عَنْكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئًا وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الأنفال: 19][4].

3- استجاب اللهُ لقوم سبأ في سورةٍ سمَّاها باسمهم؛ وذلك حين أنعَم اللهُ عليهم بنِعَمِه العظيمة، وآلائه الجسيمة، فاستكثروا نِعَم الله، وقابَلوها بالجحود والنُّكران: ﴿ فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ ﴾ [سبأ: 19].

4- النَّضر بن الحارث حين دعا وقال: "اللهم إن كان هذا هو الحقَّ، فأمطِرْ علينا حجارة من السماء، أو ائتِنا بعذاب أليم"، قالعطاء: لقد نزَل فيالنضرِ بن الحارثبضعَ عَشْرةَ آيةً، فحاق به ما سأَل من العذابِ يومبَدْرٍ.

هذه بعضُ المعاني التي وقفتُ عليها، أردتُ من خلالها أن أرسلَ رسالة لكل شخص: لا تكُنْ عدوَّ نفسِك، وتَدْعُ دعاء تُسخِط به ربَّك، بل كن على حذرٍ من نفسك الأمَّارةِ بالسوء، واعلم أنه سبحانه هو الرحمن الرحيم، قد لا يستجيب للشخص في كثيرٍ من الأمور؛ ليصرفَ عنه شرورًا هو لا يعلمها، ولا شك أن ما خفِيَ عنا كان أعظمَ، فأسأل الله جل جلاله أن يعرِّفَنا به وبأسمائه وصفاته معرفة تدلُّنا عليه، وتأخذ بأيدينا إلى جناته جنات النعيم، وصلى الله على نبينا محمد.


[1] أخرجه البخاري في صحيحه برقم: (2736).
[2] أسماء الله الحسنى؛ جلالها، لطائفها، وثمراتها في ضوء الكتاب والسنة صـ 88.
[3] تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، صـ 443.
[4] الرحيق المختوم صـ 216.

ساعد في النشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك





 
 توقيع : مجموعة انسان







رد مع اقتباس
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ مجموعة انسان على المشاركة المفيدة:
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
المجيب, الله, اسم


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Facebook Comments by: ABDU_GO - شركة الإبداع الرقمية
مرحبا أيها الزائر الكريم, قرائتك لهذه الرسالة... يعني انك غير مسجل لدينا في الموقع .. اضغط هنا للتسجيل .. ولتمتلك بعدها المزايا الكاملة, وتسعدنا بوجودك

الساعة الآن 09:03 AM.


Powered by vBulletin
Copyright ©2000 - 2024