رسول الله صلى الله عليه وسلم كل شيء حول رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
![]() |
#1 | ||||||||||||||
![]() ![]() ![]()
شكراً: 9,478
تم شكره 17,570 مرة في 8,937 مشاركة
|
الخطبة الثانية الحمد الله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:أيها المسلمون، يذكر أن عمرو ابن هند قال ذات يوم لندمائه: هل تعلمون أحداً من العرب تأنف أمه من خدمة أمي؟ فقالوا: نعم، أم عمرو بن كلثوم، فأرسل عمرو ابن هند إلى عمرو بن كلثوم يطلب زيارته مع أمه، فأقبل ابن كلثوم مع أمه، فدخل هو على ابن هند، ودخلت أمه على هند أم عمرو. وكان عمرو ابن هند قد أمر أمه أن تنحي الخدم، وتستخدم ليلى أم عمرو بن كلثوم، فلما حضر الطعام قالت هند لليلى: يا ليلى، ناوليني ذلك الطبق، فقالت ليلى: لتقم صاحبة الحاجة إلى حاجتها، فأعادت عليها وألحّت، فصاحت ليلى: وا ذلاه!، يا لَتغلب، فسمعها ابنها عمرو بن كلثوم فثار الدم في وجهه فاخترط السيف فضرب رأس عمرو ابن هند وذهب، وقال معلقته المشهورة التي أولها: أرأيتم ماذا صنعت الكلمة الخبيثة التي قالها عمرو ابن هند؟! عباد الله، إن الكلمة الخبيثة نفخة شيطانية، وصفة عدوانية، سببها ضعف النفس وغرورها وقوة الشر فيها وسيطرة الحمق عليها، وقلة المراقبة لله تعالى فيما يتفوه به الإنسان. إن الكلمة الخبيثة قد تفسد على الإنسان الدنيا والآخرة، وتجلب له شقاء كان في غنى عنه لولاها. قال رجل من المنافقين في غزوة تبوك: ما رأيت مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطونا، ولا أكذب ألسناً، ولا أجبن عند اللقاء- يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه-، فقال له عوف بن مالك: كذبت ولكنك منافق، لأخبرن رسول الله صلى الله عليه وسلم فذهب عوف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليخبره فوجد القرآن قد سبقه، فجاء ذلك الرجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد ارتحل وركب ناقة فقال: يا رسول الله إنما كنا نخوض ونلعب ونتحدث بحديث الركب يقطع به عناء الطريق. قال ابن عمر: كأني أنظر إليه متعلقاً بحقب ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم والحجارة تنكبه وهو ويقول: إنا كنا نخوض ونعلب. فيقول له رسول الله صلى الله عليه وسلم: أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزؤون، فالتفت إليه وما يزيده عليه. قال تعالى: ﴿ وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِن نَّعْفُ عَن طَآئِفَةٍ مِّنكُمْ نُعَذِّبْ طَآئِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُواْ مُجْرِمِينَ ﴾ [التوبة65-66]. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (وإن أحدكم ليتكلم بالكلمة من سخط الله ما يظن أنها تبلغ ما بلغت فيكتب الله بها سخطه إلى يوم يلقاه) [11]. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ رضي الله عنه: (ألا أخبرك برأس الأمر كله وعموده وذروته وسنامه؟ قلت: بلى يا نبي الله، فأخذ بلسانه قال: كف عليك هذا، فقلت: يا نبي الله وإنا لمؤاخذون مما نتكلم به؟ فقال: ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم!) [12]. فاتقوا الله-يا عباد الله- وانتبهوا للكلمة؛ فإنها جنة أو نار، وربح أو خسارة، وسعادة أو شقاء. فسارعوا إلى الكلمة الطيبة ولا تحقروها مهما قلت؛ فإنه كالحبة قد تنبت ولو بعد حين ولو في أرض لم يردها صاحبها؛ فإن الزمان يذهب والأعمار تذهب ولكن الكلمات تبقى. قال لقمان لابنه: "يا بني، إن من الكلام ما هو أشد من الحجر، وأنفذ من الإبر، وأمرّ من الصبر، وأحرّ من الجمر، وإن من القلوب مزارع فازرع فيها الكلمة الطيبة؛ فإنها إن لم تنبت كلها نبت بعضها". واحذروا الكلمة الخبيثة مهما صغرت؛ فإنها قد تكون شرارة صغيرة تلد حريقاً عظيماً من الشقاء على صاحبها وعلى غيره. نسأل الله أن يطهر ألسنتنا، ويصلح قلوبنا وأعمالنا. هذا وصلوا وسلموا على خير البشر.. ساعد في النشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك المصدر: منتديات حبة البركة - من قسم: رسول الله صلى الله عليه وسلم |
||||||||||||||
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() |
|
|