ثقاقة عامة وشعر معلومات ثقافية وشعر |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
#1 | ||||||||||||||
![]() ![]() ![]()
شكراً: 9,478
تم شكره 17,570 مرة في 8,937 مشاركة
|
ضمن فعاليات أيام الشارقة التراثية، يشكّل معرض "العطور عبر العصور" نافذة ساحرة على تاريخ العطور منذ أقدم العصور حتى يومنا هذا، متتبعًا مسارها من المعابد الفرعونية إلى أروقة دور الأزياء العالمية، المعرض ليس مجرد استعراض لأنواع العطور، بل هو سرد تاريخى حسى يجمع بين التراث، والثقافة، والتطور الإنسانى، مقدمًا للزائرين تجربة فريدة تمتزج فيها الروائح العطرة بحكايات التاريخ. يأخذ المعرض زواره فى رحلة تبدأ من مصر القديمة، حيث كانت العطور رمزًا مقدسًا يُصنع فى المعابد ويستخدم فى الطقوس الدينية، فكان البخور يُحرق فى المعابد، وتُدهن التماثيل بالزيوت العطرية الفاخرة، ولم يكن استخدام العطور حكرًا على الطقوس الدينية، بل كان أيضًا جزءًا من الحياة اليومية للأثرياء، حيث عُرفت الزيوت المعطرة مثل زيت اللوتس وزيت الورد، وتم تدوين وصفات صناعة العطور وأسرارها على جدران المعابد والمخطوطات البردية، مما يؤكد أن الفراعنة هم الروّاد الحقيقيون في هذا المجال. بعد الفراعنة انتقل الإرث العطرى إلى شبه الجزيرة العربية، التى أصبحت مركزًا رئيسيًا لتجارة العطور بفضل وفرة المواد الخام مثل المسك والعنبر والعود واللبان، كانت القوافل التجارية تنقل هذه المكونات الثمينة عبر طريق الحرير وصولًا إلى الهند والصين وبلاد فارس، حيث اكتسبت العطور أهمية متزايدة فى التبادل التجارى والثقافات المختلفة. وفى العصر الإسلامى أبدع العلماء العرب فى فن التقطير، حيث طور كل من الرازى وابن سينا تقنيات استخلاص الزيوت العطرية من الزهور، وخاصة الورد الدمشقي، وهو ما أحدث تحولًا جوهريًا في صناعة العطور، حيث انتقلت من مرحلة الخلط اليدوي إلى مرحلة الاستخلاص النقي، وهو ما وضع الأساس للصناعات العطرية الحديثة. ويستعرض المعرض أيضًا كيف أعادت أوروبا اكتشاف العطور بين القرنين 11 و13 ميلاديًا، حيث انتقلت من كونها مستحضرًا طبيًا إلى عنصر من عناصر الجمال والرفاهية. مع وصول فن التقطير العربي إلى بلاط فرنسا، بدأت العطور في التحول إلى رمز للأناقة، حتى أصبحت في القرن 16 و17 عنصرًا أساسيًا في الحياة الأرستقراطية. وفي عام 1709 أحدث العطار الإيطالي فارينا ثورة في عالم العطور بابتكاره عطر الكولونيا، الذي لاقى رواجًا كبيرًا بين النبلاء والملوك، وفي القرن 18، ظهرت روائح جديدة خفيفة مثل اللوز والحمضيات، التي نالت إعجاب الملكة ماري أنطوانيت، كما تأسست دور عطرية شهيرة مثل فارجون (1774) وهوبيجانت (1775) ولوبين (1798)، والتي ما زالت حتى اليوم تحمل عبق التاريخ. ويستعرض المعرض أيضًا نقطة التحول الكبرى في أوائل القرن العشرين، عندما قرر مصمم الأزياء بول بواريه دمج الأزياء مع العطور، ليطلق علامته التجارية “عطور روزين” في 1911، وهو ما فتح الباب أمام دخول دور الأزياء العالمية إلى عالم العطور. ومع حلول الخمسينيات، لم يعد العطر مجرد رائحة جميلة، بل أصبح وسيلة للتعبير عن الهوية والشخصية، مع إطلاق عطور رجالية بارزة مثل “لو أو دي هيرمس” و”بور ميسيو” من دار جيورلاين. ولم يكتفِ معرض "العطور عبر العصور" بسرد التاريخ، بل أتاح للزوار فرصة معايشة هذا الإرث من خلال طاولات عرض تضم أنواعًا مختلفة من العطور الصلبة والسائلة والمساحيق، بالإضافة إلى زجاجات عطرية بأشكال مستوحاة من التاريخ، مثل النجمة والبرج والصدفة. وبهذه التجربة الغنية، يصبح العطر رسالة عبر الزمن، تروي حكايات الشعوب وتوثق رحلة العطور من المعابد الفرعونية إلى المتاجر الفاخرة، في مشهد يحبس الأنفاس ويفتح الأبواب نحو استكشاف الروائح التي صنعت التاريخ. ساعد في النشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك المصدر: منتديات حبة البركة - من قسم: ثقاقة عامة وشعر |
||||||||||||||
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() |
|
|